-السَّبْعُونَ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ.
وَهُوَ بَابٌ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمَصَائِبِ، وَعَمَّا تَنْزِعُ النَّفْسُ إِلَيْهِ مِنْ لَذَّةٍ وَشَهْوَةٍ.
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} أَرَادَ بِالصَّبْرِ الصَّوْمَ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: وَرُوِّينَا هَذَا عَنْ مُجَاهِدٍ، وَهَذَا لِمَا فِي الصِّيَامِ مِنَ الصَّبْرِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ الْمُعْتَادَيْنِ بِالنَّهَارِ، مَعَ تَحَرُّكِ الطَّبْعِ نَحْوَهُمَا، وَنُزُوعِ النَّفْسِ إِلَيْهِمَا، وَلِهَذَا قِيلَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ: شَهْرُ الصَّبْرِ، وَقَدْ مَضَى الْخَبَرُ فِي بَابِ الصِّيَامِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالصَّبْرِ الصَّبْرَ عَلَى مَا يَعْرِضُ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ قَتْلِ أَعْدَائِهِمُ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ قَالَ: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} , فَقِيلَ: رَجَعَتِ الْكِنَايَةُ إِلَى الصَّلاَةِ وَحْدَهَا،