الصفحة 6 من 22

لتفسير معنى معصية آدم، ومناقشة قضية الخطيئة والكفارة، يلزمنا أولاً تحرير هذه المصطلحات:

«المعصية» هي مخالفة الأمر.

و «الخطيئة» هي مخالفة الصواب.

و «السيئة» هي مخالفة العقل للحكم الشرعي.

و «الإثم» هو مخالفة الفطرة والإحساس السليم: (( الإثم ما حاك في صدرك ) ) [1] .

«الذنب» هو الأثر الناشئ عن المعصية.

-أما «الكفارة» فهي من الكَفْر -بفتح الكاف- يقول ابن فارس: (الكاف والفاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد، وهو السَّتْر والتَّغطية) .

وقد سُميت الكفَّارات بذلك لأنها تُكَفِّر الذنوب؛ أي: تسترها وتغطي أثرها، مثل كفَّارة الأَيْمان، وكفَّارة الظِّهار، وكفَّارة القتل الخطأ.

ومعنى الذنب هو المعنى الذي يرتكز عليه موضوع المعصية، باعتبار أن الموضوع تحديدًا هو أثر المعصية، فلكل معصية لأمر الله في الواقع البشري أثران:

أثر شرعي: وهو العقوبة. وأثر قدري: وهو امتداد آثار الذنب ومقتضاه الطبيعي.

وفي موضوع معصية آدم ينبغي التفريق بين أمرين:

الأول: خلق آدم أصلاً بالاستعداد للخير والشر.

الثاني: الخطأ بمعنى الذنب الذي لا تزر فيه وازرة وزر أخرى.

وبالتالي ينبغي التفريق بين قضيتين:

الأولى: الخطيئة الأولى، وهي التي لا تورث بذاتها وإن امتد أثرها.

الثانية: الطبيعة الخاطئة، وهي الموروثة كطبع خُلق عليه الإنسان.

الأمر الأول: خلق آدم أصلاً بالاستعداد للخير والشر

يقول الله عز وجل: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا* إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} [الإنسان: 2 - 3] .

فباعتبار الخلق: كانت ازدواجية الطبيعة الإنسانية، وبها يحدث الابتلاء بالخير والشر.

(1) أخرجه مسلم (4632) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام