وحجم الكفارة بقولهم: إن خطيئة آدم ليست كأي خطيئة؛ لأنها كانت أول خطيئة في حق الله، وهذا قول باطل .. لأن خطيئة إبليس سبقت خطيئة آدم، وكانت في حق الله أيضًا .. !
والخطأ في حق الله لا فرق فيه بين آدم وإبليس، فكلاهما متعلق بالله صاحب الحق، وليس متعلقًا بمن أخطأ .. !
والعجيب أن قتل ابن الله الوحيد!! كخطيئة تحتاج بذاتها إلى كفارة أكثر من أي خطيئة أخرى .. ولكن حسب التصور النصراني .. فإنها ظلت .. بلا كفارة .. !!!
وكما لم يكن هناك تناسب بين الذنب والكفارة المزعومة .. لم يكن هناك تناسب بين الكفارة المزعومة وأثرها المزعوم هو الآخر ..
فما الذي حدث لليهود عندما قتلوا ابن الله الوحيد .. ؟!
إن النصارى يفسرون حادثة الصلب بأنها: (من الرومان جهالة، ومن اليهود عقوبة وغضبًا) ..
وعندما يحاول النصارى أن يصوروا أن شيئًا ما حدث فإنهم لا يستطيعون ادعاء أن هذا الشيء الذي حدث يناسب تلك الجريمة، حتى لو قالوا: إن الهيكل قد انشق وأن السماء قد اسودَّت .. !! فهذا ما لا يتناسب بأي شكل مع الجريمة .. !
فما هو الذي يعنيه قتل ابن الله الوحيد إذا كان ما ترتب عليه مجرد أن ينشق الهيكل أو أن تسود السماء .. ؟!
وقارِن هذا الثمن الرخيص لقيمة «ابن الله» -حسب زعمهم- بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لزوالُ الدنيا أهونُ على الله مِنْ قَتلِ مؤمنٍ بغير حق ) ) [1] .. أيَّ مؤمن .. !!
يقول عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام} [المائدة: 95] .
فقد شرع مبدأ الكفارة ليذوق المخطئ عاقبة خطئه؛ فيكون العدل في الجزاء، والردع في التقويم.
أما أن يخطئ آدم فيصلب المسيح فليس ذلك من العدل والحكمة في شيء .. !
(1) أخرجه الترمذي (4/ 16) ، والنسائي (7/ 82) ، وابن ماجه (2/ 874) .