الصفحة 22 من 22

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (يا أبا بكر إن الله راض عنك فهل أنت راض عنه) .

ويقول الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] .

فإذا كانت الكفارة بصلب المسيح لأجل معصية آدم، فإن جميع البشر لابد أن يستفيدوا من هذه الكفارة بصفتهم أبناء آدم الذي نزل المسيح ليصلب ويكفر عنهم خطيئة أبيهم، دون شرط اعتقاد عقيدة الصلب، لأن الاستفادة من الكفارة ليس باعتقادها ولكن بمجرد حدوثها، وبصفات البنوة لآدم تكون الاستفادة من الكفارة، وبذلك يسقط شرط اعتقاد عقيدة الصلب لتحقيق الكفارة.

وهذه المسألة من أخطر مسائل الخلاف عند النصارى، إذ يعتقد بعضهم أن الصلب كفارة عن الجميع بصفتهم أبناء آدم ويستندً على قول بولس: (فإذاً كما بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا بِبِرٍّ واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة) (رو 5: 18) . فقالوا إن معنى هذا هو: كما أن جميع الناس يُدانون بمعصية آدم كذلك جميع الناس يتبررون ببر المسيح. وهكذا فسروا قوله: (كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع) (1 كو 15: 22) .

وللرد يقول البعض الآخر منهم أيضا: (لابد من تقييد معنى «جميع» في هذين النصين، فإن جميع الذين يموتون هم الذين في آدم، وجميع الذين يحيون هم الذين في المسيح. وأما أصحاب مذهب الخلاص العام فيطلقون كلمة «جميع» على كل البشر أو جميع الخلائق الساقطة، ويزعمون أنهم يفعلون ذلك وفقاً لروح الكتاب وجرياً على سنن أصحاب الرأي المستقيم. ولكن الكتاب لا يعلّمنا أن كل البشر وكل الملائكة الساقطين يخلصون) . فيقول بولس: (إن المسيح ينبغي أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه) (1 كو 15: 25) ومعناه أنه ينبغي أن يملك حتى يُجري حكمه على كل الشياطين وكل الأشرار. وكذلك قوله: (إن الله يريد أن جميع البشر يخلصون) (1 تي 2: 4) فإذا كانت كلمة «يريد» هنا تعني «يقصد» فهذه الآية تعلّم أن جميع البشر يخلصون أخيراً. ولكن إذا كان معناها هنا «يُسرّ» (كما في مت 27: 43) فهي تعلّم ما يعلّمه الكتاب في مواضع أخرى، وهو أن الله محبة، وأنه لا يُسرّ بموت الخاطئ)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام