فهرس الكتاب
الصفحة 199 من 344

يقول به، والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط ... ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية، ويدعون الناس إلى ذلك ويعاقبونهم، ويكفرون من لم يجبهم، ومع هذا فالإمام أحمد ترحم عليهم، واستغفر لهم، لعلمه بأنهم لم يبين لهم أنهم مكذبون للرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولا جاحدون لما جاء به، ولكن تأولوا فأخطئوا، وقلدوا من قال لهم ذلك ...

وكذلك الشافعي لما قال لحفص الفرد حين قال:"القرآن مخلوق": كفرت بالله العظيم، بين له أن هذا القول كفر، ولم يحكم بردة حفص بمجرد ذلك، لأنه لم يتبين له الحجة التي يكفر بها، ولو اعتقد أنه مرتد، لسعى في قتله).

وكان يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-كما في: (مجموع الفتاوى) (23/ 326) (نواقض الإيمان القولية والعملية) (ص:53) : (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش [1] ، لما وقعت محنتهم: أنَا لو وافقتكم كنت كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال) .

وهل بعد هذا البيان من بيان: (أنَا لو وافقتكم كنتُ كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال) .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-في: (الدرر السنية) (8/ 244) ، ولمزيد من التفصيل يرجى الرجوع إلى: (مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية: (3/ 354/12/ 498/28/ 500/501/ 501/35/ 165) : (ومسألة تكفير المعين مسألة معروفة إذا قال قولاً يكون القول به كفراً، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، ولكن الشخص المعين إذا قال ذلك، لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس ... وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو: ما يعلم من الدين بالضرورة فهذا لا يتوقف في كفر قائله) .

(1) -ومما قلته في:"نظم متن العقيدة الطحاوية"رقم: (77/ 78/79) في استواء الرحمن على العرش:

أما استوا الرحمن في بدءٍ على * عرشٍ فمعلوم بلا استخبار

والكيف مجهول، سؤالك بدعة * عنه، حذار من السؤال حذار!

أما الذي قد قال داخل عالَمٍ * أو: خلْفَه بالحق ليس بدارِ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام