ثم يقول جل ثناؤه: وجميع من في السماوات والأرض من عباده مسئولون عن أفعالهم، ومحاسبون على أعمالهم، وهو الذي يسألهم عن ذلك ويحاسبهم عليه، لأنه فوقهم ومالكهم، وهم في سلطانه).
وقد قال ابن حبان-كما في: (الإحسان بترتيب صحيحه) (1/ 314/رقم:409/ 6 - كتاب البر والإحسان، باب: ذِكْر البيان بأن من راءى في عمله يكون في القيامة من أول من يدخل النار نعوذ بالله منها) من مطبوعات: دار الكتب العلمية، أو: (2/ 109) ، أو: (2/ 135/139/رقم:408 - الرسالة العالمية) بتحقيق: المحدث شعيب الأرناؤوط: ( ... ألفاظ الوعيد في الكتاب والسنن كلُّها مقرونة بشرط، وهو: أن لا يَتَفَضَّل اللهُ-جل وعلا-على مرتكب تلك الخصالِ بالعفوِ وغُفرانِ تلك الخصالِ، دون العقوبةِ عليها، وكلُّ ما في الكتاب والسنن من ألفاظ الوَعْدِ مقرونةٌ بشرط، وهو: إلاَّ أنْ يَرتَكِبَ عاملُها ما يَستوجِب به العقوبة على ذلك الفعلِ، حتى يُعاقَب، إن لم يَتفضَّل عليه بالعفو، ثم يُعطى ذلك الثواب الذي وعد به من أجل ذلك الفعل) .
وإلى هذه القاعدة أشرت بقولي:
6 -يُحِبُّ إِنْجَازَ وَعْدٍ، وَالْوَعِيدُ فَفِي* إِرْجَائِهِ رَاحَةٌ لِلنَّفْسِ وَالْجِسَمِ
س: ما معنى قولهم: (الرضى بالكفر كفر) ؟ ج: هذه القاعدة جاءت تعليلاًيذكره العلماء لناقض من نواقض التوحيد الذي يقول: (من لم يكفر الكافر فهو كافر) ، فإذا لم يكفره رضىً بما هو عليه فقد كفر، لأن الرضا بالكفر كفر.
وبما أن الرضى هو أمر يتعلق بالقلب لا نستطيع أن ندرك وجوده أو: عدم وجوده في الظاهر الخارجي للمكلفين، فقد صاغ العلماء قاعدة مطردة واضحة لرفع ما قد يتوهمه الناس في مسألة الرضا وعدمه حيث قالوا: (إن من لم يكفر الكافر فهو كافر) ، فهذه القاعدة توضح لنا قاعدة: (الرضى بالكفر كفر) .
ومما ذكره الأحناف في قواعد التكفير-كما في: (الجامع في ألفاظ الكفر) (ص:23/رقم:28/إلى:33) تحت: (فصل في قواعد التكفير-محض الإيمان) : (28 - ولو عزم على الكفر ولو بعد مائة سنة، يكفر في الحال.
29 -وفيه أيضاً: أن من ضحك مع الرضاء عمن تكلم بالكفر، كفر.