زاجر فاللهم رحمتك أرجو، لكن من قال الحق يموت، أو: يسجن بتهمة قلب النظام، أو: سب الزعيم، أما من سب الله فهو حر، وكأن الشاعر عناهم:
يُقادُ للسجن مَن سبَّ الزعيم ومَن * سبَّ الإله فإن الناس أحرارُ
وهذا من الأبيات التي كنت أحبها منذ أن سمعت العلامة الأصولي الدكتور عبد الله عزام-رحمه الله تعالى-يستشهد به على حكام هذا العصر الذي انقلبت فيه موازين البشر الممسوخي الفطرة، وكذا لما رأيت شيخنا العلامة الأديب محمد بوخبزة-حفظه الله تعالى-استشهد به في عدة كتبه، وقال عنه: (بأنه بيت معبِّر) بدا لي أن أخمِّسَه فقلت:
ويْحَ الحياة بها صَفْوٌ وأكدارُ * والعقل فيها ضعيف الرأي مُحْتارُ
تكابد النفس همَّ الفكر حينما*
"يُقادُ للسجن مَن سبَّ الزعيم ومَن * سبَّ الإله فإن الناس أحرارُ [1] "
وإلى هذه القاعدة أشرت بقولي:
13 -فَمَنْ أَحَلَّ حَرَاماً فَهْوَ ذُو جَحَدٍ* كَذَاكَ مَنْ حَرَّمَ حِلاًّ فَاعْتَبِرْهُ عَمِ
ومن القواعد التي ينبغي أن لا يجهلها المسلم بصفة عامة،-وطالب العلم بصفة خاصة، وهي قاعدة: (الإِسْلاَمُ الصَّرِيحُ، لاَ يَنْقُضُهُ إلاَّ الْكُفْرُ الصَّرِيحُ) مع قاعدة أخرى مهمة وهي قولهم: (من ثبت إسلامه بيقين لم يَزُل عنه بالشك) .
لأن (اليقين لا يرفع بالشك) ودليل هذه القاعدة الأخيرة ما أخرجه مسلم في: (صحيحه) ، كتاب الحيض، باب: الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث، (رقم:541) ، بلفظ: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو: يجد ريحاً) .
ومن هذا أيضاً إذا شك في عدد الركعات، لقوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى، ثلاثاً أم أربعاً، فليطرح الشك، وليبْنِ على ما استيقن) [2] .
(1) -انظر: (روضة الأزهار في رسائل الأخيار) (ص:492) لعمر الحدوشي.
(2) -أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السهو في الصلاة والسجود له، (رقم:888) .