16 -مَنْ يَتَّهِمْ مُسْلِماً بِالْكُفْرِ فَهْوَ بِهِ*أَوْلَى فَذَرْ عَنْكَ سُوءَ الظَّنِّ وَالتُّهَمِ
17 -وَلَيْسَ يَرْمِي أَخَا الإِسْلاَمِ فِي سَفَهٍ*بِالْكُفْرِ إِلاَّ كَذُوبٌ ظَاهِرُ اللُّؤُمِ
18 -أوْ: هَازِئٌ لاعِبٌ يُزْرِي بِأَهْلِ نُهَى*أَوْ: ذُو اجْتِهَادٍ عَنِ الأَخْطَاءِ لم يَرِمِ
من يتهم المسلمين بالكفر لا يخلو أمرُه من حالات ثلاث:
1 -إما أن يكون ظاهر اللؤم مكذباً له ولدينه،
2 -وإما أن يكون هازئاً لاعباً بأهل النهى،
3 -وإما أن يكون مجتهداً فأخطأ في اجتهاده.
على أن هناك من قال-كالإمام أحمد، وابن القيم-أحاديث الوعيد علمها عند قائلها.
ومنه قولُ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في: (نواقض الإسلام العشرة) في: (الناقض الثالث: من لم يكفر المشركين، أو: شك في كفرهم، أو: صحح مذهبهم فهو كافر) .
س: ما المراد بقولهم: (مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ الكَافِر، أو: شَكَّ فِي كُفْرِهِ، فَقَدْ كَفَرَ) ؟ ج: المراد به: الكافر الأصلي، أو: من تحققت فيه الشروط، وانتفت عنه الموانع.
وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، سؤالاً هذا مفاده: (هل يُكفر الأشاعرة والمعتزلة ومن على شاكلتهم في المعتقد، وهل يجوز أخذ العلم على مشايخهم في العقيدة، والفقه، والتفسير، إذا عُلم موضعُ إشكالهم؟) .
فأجاب قائلاً:(لا يُكفَّر إلا من عرف الحق وعاند، أما من خالف الحق عن تأويل، أو: عن جهل، فهذا لا يكفر، بل: يقال: هذا خطأ، وهذا ضلال.
ومن تأول وظن أن هذا التأويل حق، أو: أنه مقلد لغيره ظاناً أنه مصيب، أو: فعل هذا عن جهل، فهؤلاء كلهم لا يكفرون، ولكن يضللون ... ) [1] .
(1) -انظر: (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة) (ص:127/ 128/رقم:66) .