فهرس الكتاب
الصفحة 184 من 344

وقد سئل شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين أسئلة تتعلق بمسألة الجهل بأمور العقيدة، وهذا نص الأسئلة:

(132 - وسئل: هل يعذر الإنسانُ بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد؟

فأجاب بقوله: العذرُ بالجهل ثابت في كل ما يَدين به العبدُ ربَّه، لأن الله-سبحانه وتعالى- قال: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} حتى قال-عز وجل-: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} . ولقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} ولقوله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} . ولقول النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-:"والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار".

والنصوص في هذه كثيرة، فمن كان جاهلاً فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين، ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد أي: أنه يُذْكَرُ له الحقُّ ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل: يكون على ما كان عليه أشياخه، ومن يُعظِّمهم ويَتِّبُعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور، لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شُبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحقّ، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن مَن قال الله عنهم: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} . وفي الآية الثانية: {وإنا على آثارهم مقتدون} فالمهم أن الجهل الذي يُعذَرُ به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يُذكر له هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله، ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب إليه في الدنيا.

وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفَترة يكون أمره إلى الله-عز وجل- يوم القيامة-وأصحّ الأقوال فيهم أنهم يُمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار، ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض، وغالباً ما يكون الكفر عن عناد.

133 -ما الحكم فيمن يجهل أنَّ صَرْف شيء من الدعاء لغير الله شرك؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام