فهرس الكتاب
الصفحة 179 من 344

ويقول فيها الخضير: (وهذه مسألة من أشد المسائل، وهي مسألة عويصة، وهي من أصعب المسائل في التوحيد، وهذه المسألة كثر فيها الخلاف وفيها التباس كثير) .

وأقول: هذه المسألة زلت فيها أقدام، وأُزهقت فيها كثير من أرواح الأنام، وغلا فيها كثير من الفئام، وهي من المسائل الشائكة والعويصة، لا يتكلم فيها إلا أهل العلم الأعلام، أو: من له حجة قوية لا مجرد كلام، فلا بد فيها من العلم والمعرفة حتى يمكن أداؤها والقيام بها على الوجه المطلوب شرعاً، وذلك بتحقق الشروط وانتفاء الموانع، ولا تكفير بمجرد الظن والشبهة، ولا تكفير بمجرد الاختلاف والشهوة، ولا تكفير بالعموم، ولا تكفير بالمآل، ولا تكفير قبل إقامة الحجة وفهمها، والتسرع في التكفير خطير جداً، لأنه يترتب عليه ما يترتب على الردة من الأحكام، وهي: استحلال الدم، واستحلال المال، وحرمانه من الإرث، وحرمانه من الولاية، وحرمانه من الدخول إلى مكة والمدينة، وفسخ نكاحه، وعدم أكل ذبيحته، وعدم غسله، وعدم تكفينه، ولا يُقبر في مقبرة المسلمين، وحرمانه من كل الأحكام التي تجري على المسلمين.

وليس كل من وقع في الكفر يقع الكفر عليه، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو: فعل، كفراً مخرجاً عن الملة، والجهل يسبب شراً مستطيراً، والتسرع في التكفير ينشأ عنه إزهاق الأرواح البريئة، وإتلاف الأموال المعصومة، وإذهاب ريح المؤمنين المجاهدين، وزعزعة صفوفهمالمرصوصة، وإحداث جيلاً مشوهاً فكرياً وعقدياً، همهم إسقاط العلماء العاملين، ليصلوا إلى كراسي القيادة والريادة والسيادة حتى ولو كان على حساب إزهاق روح كل من يقف في وجههم، ومن الجهل المركب والكثيف عدم التفريق بين الكافر الأصلي، ومرتكب الشركجهلاً، (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) ، ألا يعلم هؤلاء الشباب أن: (الألفاظ المجملة التي قد يفهم منها معنىً فاسد، إذا لم يرد في كلام الشارع، لم نكن محتاجين إلى إطلاقها-كما قال ابن تيمية في:(النبوات) (ص:136) ... )، ألا يعلمون أن الكفر الصريح لا ينقضه إلا الكفر الصريح، وإلى هذه القاعدة أشرت بقولي:

14 -وَخَالِصُ الدِّينِ لَمْ يَنْقُضْهُ قَطُّ سِوَى*كُفْرٍ صَرِيحٍ بِرَبِّ النُّورِ وَالظُّلَمِ

القاعدة التاسعة من قواعد التكفير:(الْعِبْرَةُ بِالْخَوَاتِيمِ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام