فهرس الكتاب
الصفحة 188 من 344

ومرة قال:(للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن أحمد، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم.

والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-كفر.

وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً.

لكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعيد والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم المقتضي الذي لا معارض له) [1] .

وقد ذكر أبو الثناء الألوسي-فيما نقله عنه أخونا الفاضل الشيخ عبد الله البخاري في بحثه الممتع، تحت عنوان: (جهود الألوسي في الرد على الرافضة) (ص:639/ 642) ، الفصل السادس:"حكم تكفير الرافضة":("... وأما المبحث الثاني ففي بيان حكم أهل القبلة من حيث إكفار من خالف منهم أهل السنة والجماعة وعدمه" [2] ثم بين-رحمه الله تعالى-أنه ليس كل من خالف أهل السنة يكون كافراً، فقال:"اعلم أنه لا ينبغي إطلاق القول بكفر كل فرقة خالفت أهل السنة من الفرق التي حدثت في أمة الدعوة" [3] ، ونبه إلى أنَّ الخوض في مسألة التكفير ليس بالأمر الهين، حتى يتكلم فيها كل من انتسب لأهل العلم، بل: هو خاص بالراسخين المطلعين على عقائد أهل الفرق، فقال-رحمه الله تعالى-ناقلاً كلاماً للغزالي ما نصه:"فإذا رأيتَ الفقيهَ الذي بضاعته الفقه يخوض في التكفير والتضليل فأعرِض عنه".

وقال:"... اعلم أنه لا ينبغي أنْ تكفّر فرقة من الفرق التي تخالف ما أنت عليه إلا ّ بعد الاطلاع على عقائدهم والوقوف على إنكارهم ما علم ضرورة" [4] .

وقال عن قولهم:"لا نكفر أحداً من أهل القبلة" [5] : "وأن قول من قال-من الأجلة-:"لا نكفر أحداً من أهل القبلة"ليس على إطلاقه، بل: هو محمول على ما إذا لم يجحد ما علم ضرورة) [6] ."

(1) -انظر: (مجموع الفتاوى) (28/ 500/501) .

(2) -انظر: (نهج السلامة) (ق 14) من المخطوط.

(3) -انظر: (نهج السلامة) (ق 14) من المخطوط.

(4) -انظر: (نهج السلامة) (ق 17) من المخطوط.

(5) -القائل هو: (حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي في"عقيدته") ، ولهذا صححته في منظومتي المسماة: (القول الرزين في صفات رب العالمين) ، قائلاً:

لَسْنَا نُكَفِّرُ مِنْ أَهَالِي قِبْلَةٍ ... * ... أَحَداً أَتَى بِالبَعْضِ مِنْ أَوْزَارِ

إلاَّ إِذَا كَانَ اسْتَحلَّهُ عَامِداً ... * ... لَمْ يَرْتَدِعْ بِقَوَارِع الإنْذَارِ

(6) -انظر: (نهج السلامة) (ق 17) من المخطوط.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام