ثم قال أبو عبد الله-رحمه الله تعالى-: بلغني أن أبا خالد [1] ،
وموسى بن منصور [2] وغيرهما يجلسون في ذلك الجانب فيعيبون قولنا، ويدعون إلى هذا القول، أن لا يقال:"مخلوق ولا غير مخلوق، ويعيبون من يكفر، ويقولون: إنا نقول بقول الخوارج، ثم تبسم أبو عبدالله كالمغتاظ، ثم قال: (هؤلاء قوم سوء) ."
ثم قال أبو عبد الله لعباس: وذاك السجستاني الذي عندكم بالبصرة ذاك الخبيث، بلغني أنه قد وضع في هذا-أيضاً- يقول: (لا أقول: مخلوق، ولا غير مخلوق، ذاك خبيث، ذاك الأحول) .
فقال العباس: كان يقول مرة بقول جهم، ثم صار إلى أن يقول بهذا القول، فقال أبو عبد الله: ما بلغني أنه كان يقول جهم إلا الساعة).
فقول الإمام أحمد-رحمه الله تعالى: إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا: أن أسماء الله مخلوقة، وأن علم الله مخلوق يبين أن العلم الذي تضمنه القرآن داخل في مسمى القرآن، وقد نبهنا-فيما تقدم-على أن كل كلام حق فإن العلم أصل معناه ... ).
وقد سألت شيخنا العلامة أبا أويس-حفظه الله تعالى-قائلاً: لِمَ كفَّر الإمام أحمدُ أحمدَ بن أبي دؤاد رأس الجهمية، ولم يكفر المأمون؟
فأجاب-بعد البسملة والحمدلة والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه، والسؤال على الحال-قائلاً:
(1) -هو: عبد العزيز بن أبان الأموي الكوفي، أحد المتروكين، نزل بغداد وحدث بها، إلى أن مات سنة: (207 هـ) ، قال ابن معين في: (تاريخه) (569 - رواية الدارمي: ليس بثقة) ، أو: (1324 - رواية الدوري: ليس بشيء) : (كذاب خبيث، حدث بأحاديث موضوعة) ، وقال أحمد في: (العلل-رواية عبد الله) (رقم:1519) : (لا يكتب حديثه) .
انظر: (ميزان الاعتدال) (2/ 622/623/رقم:5082) ، أو: (3/ 509/510/رقم:5092 - دار الحديث بالقاهرة) ، أو: (4/ 357/358/رقم:5087 - دار الكتب العلمية) ، و (تهذيب التهذيب) (6/ 329/331) .
(2) -هو: موسى بن منصور بن هشام اللخمي، قال ابن يونس: (منكر الحديث) .
انظر: (ميزان الاعتدال) (4/ 224/رقم:8931) ، أو: (5/ 428/رقم:8937 - دار الحديث بالقاهرة) ، أو: (6/ 565/رقم:8937 - دار الكتب العلمية) ، و (المغني) (2/ 687) ، و (لسان الميزان) (6/ 132) .