فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 344

فقال العباس: (ما تقول يا أبا عبد الله؟ فقال:"الذي أعتقده وأذهب إليه، ولا أشك فيه: أن القرآن غير مخلوق"، ثم قال سبحان الله! من يشك في هذا؟ ثم تكلم أبو عبد الله مستعظماً للشك في ذلك) .

فقال: (سبحان الله! في هذا شك، قال الله تعالى:(ألا له الخلق والأمر) (سورة الأعراف، رقم الآية:54) ، ففرق بين الخلق والأمر.

قال أبو عبد الله-رحمه الله تعالى: (فالقرآن من علم الله، ألا تراه يقول:(علم القرآن) (سورة الرحمن، رقم الآية:2) ، والقرآن فيه أسماء الله-عز وجل-أي شيء يقولون؟ لا يقولون:"أسماء غير مخلوقة"، ومن زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر، لم يزل الله تعالى قديراً عليماً عزيزاً حكيماً سميعاً بصيراً، لسنا نشك أن أسماء الله ليست بمخلوقة، ولسنا نشك أن علم الله ليس مخلوق وهو كلام الله ولم يزل الله متكلماً).

ثم قال أبو عبد الله: وأي أمرأبين من هذا، وأي كفر أكفر من هذا، إذا زعموا: (أن القرآن مخلوق) ، فقد زعموا: (أن أسماء الله مخلوقة، وأن علم الله مخلوق) ، ولكن الناس يتهاونون-أو: يتهادنون-بهذا، ويقولون: (إنما يقولون: القرآن مخلوق فيتهاونون به ويظنون أنه هين ولا يدرون ما فيه من الكفر) .

قال: وأنا أكره أن أبوح بها لكل أحد، وهم يسألونني فأقول: إني أكره الكلام في هذا، فيبلغني أنهم يدعون على أني أمسك).

قال الأثرم: فقلت لأبي عبد الله: فمن قال: (إن القرآن مخلوق) ، وقال: (لا أقول: إن أسماء الله مخلوقة، ولا علمه لم يزد على هذا أقول: هو كافر؟ فقال: هكذا هو عندنا) .

قال أبو عبد الله-رحمه الله تعالى-: أنحن-استفهام انكاري-نحتاج أن نشك في هذا؟ القرآن عندنا فيه أسماء الله، وهو من علم الله، فمن قال: (مخلوق فهو عندنا كافر) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام