فهرس الكتاب
الصفحة 15 من 344

فالحكمة إذاً من مجيء أهل السنة والجماعة بقضية ضوابط التكفير وموانعه تحقيق الالتزام بالاحتياط الشديد في الحكم بالكفر ودفعا لأي احتمال للخطأ في الحكم على المعين به.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-في: (مجموع الفتاوى) (10/ 329/330) :(ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة له.

وكذلك:"التكفير المطلق"، و"الوعيد المطلق"؛ ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطاً بثبوت شروط وانتفاء موانع).

وقال أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية-في: (الاستقامة) (1/ 164) : ( ... وإن كان يُطلق القول بأن هذا الكلام كفر، كما أطلق السلف الكفر على من قال ببعض مقالات الجهمية، مثل القول بخلق القرآن، أو: إنكار الرؤية، أو: نحو ذلك مما هو دون إنكار علو الله على الخلق، وأنه فوق العرش، فإن تكفير صاحب هذه المقالة كان عندهم من أظهر الأمور، فإن التكفير المطلق، مثل: الوعيد المطلق، لا يستلزم تكفير الشخص المعيَّن حتى تقوم عليه الحجة التي تكفِّر تاركها) .

وقال أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية-في: (التسعينية) (2/ 574/581) ، و (الفتاوى الكبرى) (6/ 595/إلى:600 - كتاب في الرد على الطوائف الملحدة، والزنادقة، والجهمية، والمعتزلة والرافضة) : (فصل: و(هذا) الذي ذكرناه من أن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه، هو المنصوص عن الأئمة والسلف، وهو الموافق للكتاب والسنة.

فأما نصوصهم التي فيها بيان أن كلامه ليس مجرد الحروف والأصوات، بل: المعنى-أيضاً-من كلامهم فكثير في كلام أحمد وغيره مثل ما ذكر الخلال في كتاب: (السنة) (المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل) (اللوحتان:156/ 157 - مخطوط) -عن الأثرم-أحمد بن محمد بن هانئ-وإبراهيم بن الحارث العبادي، أنه دخل على أبي عبد الله الأثرم، وعباس بن عبدالعظيم العنبري، فابتدأ عباس فقال: (يا أبا عبد الله قوم قد حدثوا يقولون:"لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق"، هؤلاء أضر من الجهمية على الناس، ويلكم فإن لم تقولوا:"ليس بمخلوق"، فقولوا:(مخلوق) ، فقال أبو عبد الله: (قوم سوء) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام