فهرس الكتاب
الصفحة 78 من 161

للعبيد، وفي الحقيقة عبودية للغرب الذي يستخدم الديمقراطية لتمرير مخططاته الاستعبادية للعالم الإسلامي.

في الحديث الذي حسنه الألباني أن عديا بن حاتم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان عدي قد دان بالنصرانية قبل الإسلام، فلما سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [التوبة: 31] . قال: يا رسول الله إنهم لم يعبدوهم. فقال رسول الله: (بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم) .

فما استقر في ذهن الكثيرين من المسلمين أن الديمقراطية تساوي الحرية، هذا وهم. بل الصحيح أنها عبودية. بدلاً من أن تكون عبودية لدكتاتور واحد فإنها تصبح عبودية لمجموعة من المشرعين وللغرب الذي يحرص على ألا يستعز المسلمون بعبوديتهم لله تعالى.

الإسلاميون -هداهم الله- عندما انخرطوا في العملية الديمقراطية قبلوا بقواعد هذه اللعبة الاستعبادية، الاستعبادية للبشر في ظاهرها وللغرب في حقيقتها. ولنأخذ مثالاً لذلك الحالة المصرية: قبل سقوط رمز النظام السابق كان كثير من الإسلاميين يقر بحرمة المشاركة في برلمان قائم على جعل حق التشريع للشعب، ومحتكم في تشريعاته إلى دستور وضعي. ثم بعد الثورة افترضوا حدوث حالة من الفراغ التشريعي الدستوري، وبالتالي فقد اعتبروا أنهم لم يعودوا مطالبين بالتنازلات التي منعت من مشاركتهم في العمل البرلماني من قبل. فسادت في أذهان البعض صورة مبسطة جدًا وهمية للمشاركة البرلمانية على النحو التالي:

البلد في حالة من الفوضى. الشعب متعارض المطالب، فمنه المسلم والنصراني والعلماني، وكل واحد يريد أن يُحكم بغير ما يريده الآخر إذًا فليس هناك طريقة للخروج من الخلاف إلا بأن يقوم الناس بترشيح نواب، هؤلاء النواب سيجتمعون تحت قبة البرلمان ليوصل كل منهم صوت شريحة من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام