فهرس الكتاب
الصفحة 33 من 161

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخوتي الكرام لا زلنا في سلسلة"نصرة للشريعة."

تكلمنا في الحلقة الماضية عن مثال الرجال الثلاثة الذين عادوا إلى بيوتهم فوجدوها تحترق. وقلنا أن على من يصل إلى الحكم أن يكون كالرجل الأول الذي انشغل بالأهم عن المهم.

وكذلك سيجد العاملون للإسلام أنفسهم لا محالة منشغلين بواجبات عن واجبات، لكن لا تثريب عليهم، قال تعالى: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [التوبة: 91] ، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] ، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] . والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم الأحزاب قال: (ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، شغلونا عن الصلاة الوسطى -يعني صلاةَ العصر- حتى غابت الشمس) .

فما المطلوب إذًا؟ على الإسلاميين أن يعلنوا من اللحظة الأولى أن الحكم لله، وأن ما خالف الشريعة من القوانين فهو تحت الأقدام. فالسيادة المطلقة التامة للشريعة منفردةً لا تنازعها سيادة أبدًا. فإن عجزوا عن فريضة من الفرائض، فإن فرضيتها تسقط عنهم ولا تكون واجبة في حقهم إلى حين تحقق القدرة والاستطاعة {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] . ما دام القانون إسلاميا والدولة تطبق ما تقدر عليه فالشريعة مطبقة. قد يقول قائل: ألا يسمى ذلك تدرجا؟ نقول: أبداً! لا علاقة له بالتدرج، وسأبين ذلك في حلقة أخرى بإذن الله تعالى.

تعالوا بداية إلى تطبيقات عملية مهمة حتى تتضح المسألة:

أولاً: قد -وقد هذه لها قصة ستأتي بإذن الله تعالى- قد لا يطالَب العاملون للإسلام بإعلان الجهاد لتحرير بلاد المسلمين المحتلة من اليوم الأول من استلامهم للحكم، لكن افترض أن شبابا تسللوا من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام