فهرس الكتاب
الصفحة 150 من 161

إذا استعرضنا هذه السياسات المذكورة فمن أرضت في الحقيقة؟ هل أرضت الله تعالى؟ هل أي من هذه السياسات واجب شرعًا أو مستحب أو جائز ينقلب بالنية الصالحة إلى عبادة؟ هل يُتقرب بأي منها إلى الله تعالى؟ الجواب الواضح: لا، إذًا لا شرعية لها من الله -عزَّ وجلَّ-.

هل هي سياسات ترضي الشعب؟ هل لو استُفتي الشعب في أي من هذه السياسات المذكورة فإنه سيؤيدها؟ لا والله! ولو علم الساسة أن الشعب يؤيدها لاستفتاه عليها وأراح نفسه من الانتقاد. إن لم يكن سند شرعي من الله تعالى، ولا مما سميتموه"الشرعية الشعبية"فما سندكم ومن أرضيتم؟ إنما نرى سياساتكم قد أرضت الكيان الصهيوني بحملة سيناء، وتأمين خطوط الغاز، والمحافظة على كامب ديفيد ورسالة المودة والوفاء لبيريز، وأرضت النصارى بتدريس المناهج الملوثة وإشراكهم في مؤسسة الرئاسة وخذلان أخواتنا المحتجزات لديهن، وأرضت المنافقين بالاستعداد لتدريب قواتهم الموالية للغرب ولأثويبيا وكينيا ضد الشباب المجاهدين، وأرضت روافض إيران بتبرئة خناجرهم التي تقطر من دماء السوريين، وأرضت الجاهليين المسمين بـ"العلمانيين"في نصوص الدستور، وأضرت الفساق المفسدين من الممثلين، وأرضت الدول الغربية بما سبق جميعًا وبالتدريبات المشتركة وقتل المسلمين ممن هاجموا السفارة احتجاجًا على الفيلم، وأرضت في ذلك كله الشيطان، ولم يكن رضا الله في حسبانكم، بل ولا رضا الشعب المسلم الذي ادعيتم أن السيادة له.

وستبوءون إن بقيتم على هذا الطريق بقول النبي - صلى الله عليه وسلم: (ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) ، وها هي بوادر ذلك في هجمة العلمانيين الذين لم تكفهم تنازلاتكم الخزية في الدستور. ما عدنا نرى مكانًا للحديث عن المادة الثانية من أن مبادئ الشريعة لا تكفي وقد صادمتم لا أحكامها فحسب بل ومبادئها. ولا عدنا نرى مكانًا للحديث عن أن السيادة لله لا للشعب، وأنتم لا اعترفتم بسيادة الله ولا بسيادة الشعب، ولم يكن لمناداتكم بسيادة الشعب أثر في الواقع إلا تنحية الشريعة، وإقصائها، وإسكات الأصوات المطالبة بها بحجة أنكم لا تفرضونها على

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام