فهرس الكتاب
الصفحة 149 من 161

وطبعًا في هذا كله لم نذكر ما كان من المتوقع أن تنجزه الرئاسة الجديدة ولم تنجزه. لم نتحدث عن السلبية أو البطء في الخير، بل عن المسارعة والنشاط في معصية الله ونقض عُرى الشريعة.

ونلاحظ هنا إخواني ملحظين مهمين: أولهما أن سيادة الشعب عدا عن مناقضتها للشريعة فهي مبدأ نظري يصعب تطبيقه سيطرة أيد غير أمينة على الإعلام، بحيث تصنع الرأي العام وتوجه إرادة الشعب بناء على عرض مبتور مشوه للوقائع، لتُنفذَ في النهاية إرادة أعداء الأمة لا إرادة الشعب، أعداء الأمة ممن يمسكون خيوط الإعلام. مثال ذلك ما رأيناه من تدليس وتزوير إعلامي رافق حملة سيناء ليخفي حقيقتها البشعة، وإلا فلو عُرضت على حقيقتها لعارضها الشعب بشدة.

النقطة الثانية الخطيرة: كان مؤسلموا الديمقراطية يحتجون علينا بأن تسييد الشعب المريد للشريعة طريق إلى تسييد الشريعة في النهاية. ثم إذا بهم يعملون ما من شأنه تغيير إرادة الشعب لتوافق إرادة أعداء الشريعة، وذلك بتدريس المناهج الملوثة التي لها أثر خطير على الأجيال القادمة.

ثم نقول بعد استعراض هذه السياسات المشؤومة هل هذه هي الخطوات على طريق تطبيق الشريعة يا مؤسلمي الديمقراطية؟! يا من تقولون أمهلوا الرئيس الجديد، أعطوه فرصة لن يغير كل شيء في شهر وشهرين، هل صار رئيسكم خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح حتى نقول أن المسألة مسألة وقت؟ أم أنه في الواقع غير في شهر وشهرين لكن باتجاه إسخاط الله تعالى وإرضاء أعداءه.

يا من تبررون، أفي كل موطن لا تعقلون؟ أي دين أقمتم؟ وأين التدرج الذي وعدتم؟ أين الخطوات على طريق تطبيق الشريعة؟ ونحن لا نرى إلا نقض عُرى الإسلام عروة عروة، بل أي شعب سودتم أو أرضيتم؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام