وبعد هذا كله يتساءل البعض: لماذا لا توجه نصائحك في هذه السلسة بشكل شخصي إلى الأحزاب الإسلامية وقياداتها بدلاً من نشرها على العلن؟
وفي الواقع إخواني أن أهم ما دفعني إلى السير في هذه السلسلة هو هذه النتائج الكارثية على عقائد الناس وتصوراتهم وأفكارهم والتي تتحملون أنتم يا بعض"الإسلاميين"القسط الأكبر منها جراء ممارساتكم الخاطئة. هذه الأخطاء تمت في العلن وكانت آثارها السلبية عامة كما رأينا، فلا يصلح معها الإسرار إلى الخاصة.
وهنا لا بد من التأكيد على أننا إنما نستخدم مصطلح"الإسلاميين"في هذا المقام تجوزًا واختصارا. فنحن نقصد بالمصطلح من يُجوز التغيير من خلال البرلمانات والانتخابات الرئاسية ضمن المنظومة التشريعية الديمقراطية والدساتير الوضعية، وهذا الطرح لا نقر أبدًا بأنه إسلامي أصلاً، خاصة بعد استعراض آثاره الكارثية الهادمة للإسلام فكيف يكون إسلاميًا! ولذا فسنميل إلى استخدام مصطلح (دعاة الديمقراطية) بدلاً من"إسلاميين".
ونذكر أيضًا بأننا نعي وجود أحزاب وتوجهات إسلامية وأفراد عاملين على تغيير الواقع بطرق نرى فيها صوابًا وخطئًا، لكنهم على الأقل سلموا من سلوك طريق الديمقراطية والتنازلات ومن التبرير لها، فليس النقد والتصويب في هذه السلسلة بالذات موجهًا لهؤلاء.
نعود فنقول: هل تنبه العلماء من قبل باحتمالية حصول شيء من الآثار السلبية المذكورة؟ الجواب: نعم، لكن هل اتخذوا منها الموقف المناسب بعد ظهورها؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله.
خلاصة الحلقة: مسلك دعاة الديمقراطية نتج عنه أضرار على عقائد الناس هي شر من كل مصلحة مرجوة.
والسلام عليكم ورحمة الله.