-من هذه الآثار تبرير التفلت من أوامر الله -عز وجل- ونواهيه تحت مسمى التدرج، بحيث أصبح التدرج شعارًا فكريًا يُنادى به وتُبرر به الممارسات على مستوى الفرد والعائلة والمؤسسة، وهذا من أخطر الآثار.
-من هذه الآثار لممارسات البرلمانيين أنها أضفت شرعية في عيون الناس على الأنظمة الجاهلية بعدما تزلزلت أركانها، فأعطت لهذه الأنظمة قبلة الحياة.
-من هذه الآثار أنها هزت صورة الدعوة والدعاة في نفوس الناس، فظهر الدعاة ميكافيليين براغماتيين نفعيين متلونين يمارسون التقية السياسية وينافسون أهل الباطل على دنياهم ومناصبهم، مما سيضرب دعوتهم في الصميم وينفِّر الناس عنها.
-من هذه الآثار أنها روجت للانهزامية النفسية، بحيث يُحسب ألف حساب للنصارى في بلاد المسلمين وللعلمانيين فيصبح التفكير في رضاهم وسواسًا قهريًا يحكم التصرفات والتصريحات، ويُلتمس رضاهم أكثر مما يُلتمس رضا الله -عز وجل-.
-ومن أهم الآثار للممارسات السلبية لبعض الإسلاميين الاستهانة بهذه الآثار المتقدم ذكرها جميعًا، وعدم إعطائها أي وزن عند مقارنة المصالح الموهومة بالمفاسد. وقد حصلت الاستهانة من كثير من العلماء والدعاة أنفسهم. وهذا يرسل للعقل الجمعي وللاشعور رسائل في غاية السلبية، حيث تقلل هذه الاستهانة من شأن العقيدة وسلامتها وتقلل النفور مما يضادها من باطل.
• هذه الآثار السلبية كلها تكاد لا تُذكر أبدًا عند مقارنة المصالح بالمفاسد، مع أن كل أثر منها ينطبق عليه قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم: 90] . هذه الآثار الكارثية لو مُزج أي منها ببحر من المصالح لأفسده. هذه الآثار السلبية يمكن تلخيصها بكلمتين: ضياع الدين! نعم، ضياع الدين.