-من هذه الآثار لممارسات الإسلاميين الديمقراطيين أنها جعلت كثيرًا من المنتسبين إلى الإسلام يسوغون ويبررون الحكم بغير ما أنزل الله ويصفونه بالعقلانية والواقعية، ويقبلون بالاحتكام إلى القوانين الوضعية، ويكرهون أحكامًا هي في حقيقتها من الشريعة بل ويستهزئون بها، ويرون شرع الله غير صالح للتطبيق في بعض الأمكنة والأزمنة ويتخوفون من تطبيقه، ويتصورون أن أخلاق الناس وسلوكهم يمكن أن تصلح بقوانين وضعية بدلاً من الشريعة!
-من هذه الآثار ضياع معنى العبودية لله وضياع قضية أن الحكم لله. وهزلت صورة الشريعة بحيث راجت فكرة أن تُعرض أحكام الله -سبحانه وتعالى- على العبيد ليختاروا منها ما شاؤوا، وتصور البعض أن الشريعة تقبل أن تكون ترقيعية ترميمية للأنظمة الجاهلية.
-من هذه الآثار أن الناس راجت بينهم افتراءات على أنبياء الله، منها فرية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنازل في الحديبية وعطل بعض الحدود خوفا من ردة الفعل! بل نسبوا إلى أنبياء الله تقديم بعض القيم على الدين مثل فرية أن هارون -عليه السلام- قدم الوحدة القومية على التوحيد، بل ونسبوا إليهم أعمالاً كفرية! مثل فرية أن يوسف -عليه السلام- حكم بغير ما أنزل الله.
-من هذه الآثار تعود الناس على عدم احترام الدليل الشرعي، ومعارضته بالحجج العقلية، وشيوع علمانية مغلفة بغلاف سلفي!
-من هذه الآثار أن"الإسلاميين"أنفسهم بممارساتهم وتصريحاتهم ثبَّطوا المارد الإسلامي المنتفض وفرغوا الشحنة الهائلة التي سرت في الشعوب الإسلامية إبان الثورات العربية، ونزلوا بسقف طموحاتها وحدوا من آمالها. دور اعتدناه من أعداء الإسلام الصرحاء، لكنه هذه المرة -وللأسف- مارسه بعض الإسلاميين.