والمعتزلة- وإن أنكروا [ذلك فقد] قالوا به في المعنى؛ لأنهم أثبتوا في الأزل أحوالاً خمسة: الموجودية، والحيّيّة، والعالِميّة، والقادرية، والخامسة أثبتها أبو هاشم علة للأربعة مميزة للذات.
الخامسة: في الحدوث.
[قال الحكماء] : الحدوث تسبقه مادّة ومدّة.
أما الأول: فلأن إمكان المحدث موجود قبله، فيكون محله كذلك، وهي المادة.
ورُدَّ بأن الإمكان عدمي.
وأما الثاني فلأن عدمه قبله، وليست [هذه] القبلية عدمية؛ لأنه كالعدم بعدُ، وليس قبلُ كبعدُ، فتكون موجودة قائمة بموجود وهو الزمان.
وأجيب بأنه يلزم منه أن يكون تقدم الباري- تعالى- على هذا الحادث بالزمان فيكون زمانياً، وهو محال.