ومعظم خلافياته مع الفرق الإسلامية، خصوصاً المعتزلة؛ لأنهم أول فرقة أسسوا قواعد الخلاف لما ورد به ظاهر السنة وجرى عليه جماعة الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين- في باب العقائد.
وذلك أن رئيسهم واصل بن عطاء اعتزل مجلس الحسن البصري - رحمه الله- يقرر أن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، ويثبت المنزلة بين المنزلتين، فقال الحسن: قد اعتزل عنا؛ فسُمُّوا المعتزلة، وهم سمَّوا أنفسهم أصحاب العدل والتوحيد؛ لقولهم بوجوب ثواب المطيع وعقاب العاصي على الله، ونفي الصفات القديمة عنه.
ثم إنهم توغلوا في علم الكلام، وتشبثوا بأذيال الفلاسفة في كثير من الأصول، وشاع مذهبهم فيما بين الناس إلى أن قال الشيخ أبو الحسن الأشعري لأستاذه أبي علي الجبائي: ما تقول في ثلاثة إخوة، مات أحدهم مطيعاً، والآخر عاصياً، والثالث صغيراً؟
فقال: إن الأول يثاب بالجنة، والثاني يعاقب بالنار، والثالث لا يثاب ولا يعاقب.