سلسلة منهاج المسلم - (98)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب: منهاج المسلم الجامع للشريعة الإسلامية، عقيدة وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً شرعية، وها نحن مع صلاة الجمعة، وأذكر بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )، من يرد الله به خيراً يناله في دنياه وأخراه، يفقه في الدين، يعرفه بالدين وأسراره، فهيا بنا -أولاً- نذكركم بهذه الآداب التي مضت في الدرس السابق؛ تذكيراً للناسين؛ وتعليماً لغير العالمين [ آدابها ] أي: آداب صلاة الجمعة [ وما ينبغي أن يؤتى في يومها ].

أولاً: الاغتسال

[ أولاً: الاغتسال على كل من يحضرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) ].

ثانياً: لبس الثياب النظيفة ومس الطيب

[ ثانياً: لبس نظيف الثياب، ومس الطيب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( على كل مسلم الغسل يوم الجمعة، ويلبس من صالح ثيابه، وإن كان له طيب مس منه ) ] وأنواع الطيب كثيرة.

ثالثاً: التبكير إليها

[ ثالثاً: التبكير إليها ] الذهاب إليها مبكرين من الساعة الثامنة أو التاسعة إلى أن تقام الصلاة [ أي: الذهاب إليها قبل دخول وقتها بزمن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ) ] أي: قدمها لله عز وجل [ ( ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ) ] كم تساوي البيضة؟! [ ( فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ) ]، أي: الخطبة.

رابعاً: صلاة ما تيسر من النافلة عند دخول المسجد

[ رابعاً: صلاة ما تيسر من النافلة عند دخول المسجد، أربع ركعات فأكثر ] ثمان ركعات أو عشر أو عشرين أو ثلاثين الذي تستطيع، فلا تدخل المسجد ولا تجلس حتى تصلي ما شاء الله أن تصلي بلا حد [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يروح إلى المسجد فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ) ] بلا تحديد [ ( ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له من الجمعة إلى الجمعة ) ]، هذه هي الجائزة [ ( ما لم يغش الكبائر ) ] فالذنوب التي تمحى من الجمعة إلى الجمعة الصغائر، أما إذا قارف كبيرة وفعلها فلابد من التوبة.

خامساً: قطع الكلام والعبث بمس الحصى ونحوها

[ خامساً: قطع الكلام والعبث بمس الحصى ونحوها إذا خرج الإمام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغوت ). وقوله: ( من مس الحصى فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له ) ].

سادساً: إذا دخل المسجد والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين

[ سادساً: إذا دخل المسجد والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين ] ما معنى خفيفتين؟ أي: لا يطيل الركوع أو السجود والقراءة، لكن يتم الركوع والسجود [ تحية المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما ) ] رواه مسلم ، ولا يلتفت إلى آراء المذاهب في هذه القضية، فهذا الحديث في الصحيح وواضح. ما معنى (يتجوز فيهما)؟ أي: لا يطيل.

سابعاً: كراهية تخطي رقاب الجالسين والتفرقة بينهم

[ سابعاً: يكره تخطي رقاب الجالسين والتفرقة بينهم ] والتخطي معروف [ لقوله صلى الله عليه وسلم للذي رآه يتخطى رقاب الناس: ( اجلس فقد آذيت ). وقوله: ( فلا يفرق بين اثنين ) ] إن وجد مكاناً بها ونعمت وإن لم يجد فلا يفرق بين اثنين.

ثامناً: حرمة البيع والشراء عند النداء للجمعة

[ ثامناً: يحرم البيع والشراء عند النداء لها ] إذا نادى المنادي على المنارة بالأذان حرم البيع والشراء، فأغلق بابك وغط بضاعتك ولا تبع ولا تشتر [ لقوله تعالى: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ [الجمعة:9] ] والبيع والشراء بمعنى واحد.

تاسعاً: استحباب قراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة أو يومها

[ تاسعاً: يستحب قراءة سورة الكهف في ليلتها أو يومها ] إن شئت في الليل أو في النهار [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) ] يعيش في نور من الله عز وجل فلا يغشى الكبائر ولا يفعل الصغائر.

عاشراً: الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ عاشراً: الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة ) ] وها أنتم تصلون الألف والألفين والحمد لله.

الحادي عشر: الإكثار من الدعاء يوم الجمعة

[ الحادي عشر: الإكثار من الدعاء يومها؛ لأن بها ساعة استجابة، من صادفها استجاب الله تعالى له وأعطاه ما سأل، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن في يوم الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيراً إلا أعطاه الله إياه ) ] أما يسأل شراً فلا [ وورد أنها ما بين خروج الإمام إلى الفراغ من الصلاة ] غالب الظن أنها من خروج الإمام إلى أن تنتهي الصلاة [ وقد قيل: إنها بعد العصر ] ومعنى هذا: إذا صلى العصر يبقى جالساً يدعو الله عز وجل.

[ أولاً: الاغتسال على كل من يحضرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) ].

[ ثانياً: لبس نظيف الثياب، ومس الطيب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( على كل مسلم الغسل يوم الجمعة، ويلبس من صالح ثيابه، وإن كان له طيب مس منه ) ] وأنواع الطيب كثيرة.

[ ثالثاً: التبكير إليها ] الذهاب إليها مبكرين من الساعة الثامنة أو التاسعة إلى أن تقام الصلاة [ أي: الذهاب إليها قبل دخول وقتها بزمن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ) ] أي: قدمها لله عز وجل [ ( ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ) ] كم تساوي البيضة؟! [ ( فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ) ]، أي: الخطبة.

[ رابعاً: صلاة ما تيسر من النافلة عند دخول المسجد، أربع ركعات فأكثر ] ثمان ركعات أو عشر أو عشرين أو ثلاثين الذي تستطيع، فلا تدخل المسجد ولا تجلس حتى تصلي ما شاء الله أن تصلي بلا حد [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يروح إلى المسجد فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ) ] بلا تحديد [ ( ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له من الجمعة إلى الجمعة ) ]، هذه هي الجائزة [ ( ما لم يغش الكبائر ) ] فالذنوب التي تمحى من الجمعة إلى الجمعة الصغائر، أما إذا قارف كبيرة وفعلها فلابد من التوبة.

[ خامساً: قطع الكلام والعبث بمس الحصى ونحوها إذا خرج الإمام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغوت ). وقوله: ( من مس الحصى فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له ) ].

[ سادساً: إذا دخل المسجد والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين ] ما معنى خفيفتين؟ أي: لا يطيل الركوع أو السجود والقراءة، لكن يتم الركوع والسجود [ تحية المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما ) ] رواه مسلم ، ولا يلتفت إلى آراء المذاهب في هذه القضية، فهذا الحديث في الصحيح وواضح. ما معنى (يتجوز فيهما)؟ أي: لا يطيل.

[ سابعاً: يكره تخطي رقاب الجالسين والتفرقة بينهم ] والتخطي معروف [ لقوله صلى الله عليه وسلم للذي رآه يتخطى رقاب الناس: ( اجلس فقد آذيت ). وقوله: ( فلا يفرق بين اثنين ) ] إن وجد مكاناً بها ونعمت وإن لم يجد فلا يفرق بين اثنين.




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4154 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4081 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3866 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3861 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3833 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3822 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3745 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3644 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3631 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3606 استماع