أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصبت بأرق شديد فأدمنت السيروكويل.. فهل سيزول هذا الإدمان؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

أوجه رسالتي للدكتور محمد عبد العليم جزاه الله خيرا.

أنا مصاب بمرض القولون العصبي، وتلقيت علاجات كثيرة متعلقة بالأمعاء والغازات وغيرها، ثم بدأت في تناول أدوية مضادة للقلق والإكتئاب، وشعرت بتحسن -ولله الحمد- وبدأت أعراض القولون تخف بشكل كبير بعد أشهر من المعاناة، ولكن يا دكتور أصبت بأرق شديد، ولا أستطيع معه النوم، وأحيانا أظل 48 ساعة بلا نوم، وراجعت الطبيب النفسي، وقال: هذا عرض طبيعي مع القولون العصبي، وأشار علي بدواء سركويل كحل مؤقت للأرق، وفعلا بدأت أتناول الدواء بانتظام، وبجرعات قليلة
100 ، وبدأت أشعر بأني في حاجة لرفع الجرعة لعدم وجود التأثير، وفعلا رفعت الجرعة حتى وصلت 400 وأحيانا أخفضها، وأحيانا أرفعها.

ومشكلتي يا دكتور أنني أصبحت أشعر بتعود على هذا الدواء، ومضت سنة كاملة، وأنا أتناول هذا الدواء في كل ليلة دون علم الطبيب، وسؤالي يا دكتور:

1- هل أنا بهذه الطريقة أسير في الوضع الصحيح أم أنا مخطئ؟

2- كيف أستطيع قطع هذا الدواء والتعود على النوم بدونه أم أنا بحاجة لمواصلته؟

3- تسبب لي هذا الدواء بدوار مستمر خصوصا مع رفع الجرعة وخمول شديد، خصوصا عند الاستيقاظ من النوم.

4- ما هي البدائل لمثل هذا الدواء والبدائل لهذه الطريقة التي أسير عليها؟

5- صرف لي الطبيب النفسي دواء ( ليديوميل ) جرعة 25، ولما استمريت عليه مدة قطع من السوق منذ أشهر طويلة، فما هي البدائل لهذا الدواء؟ وهل تنصحون بمواصلة أخذ الأدوية النفسية أم التوقف عنها؟

6- أريد نصائح عامة حول القولون والتعامل معه، وخصوصا أني تحسنت بكثير عن الماضي -ولله الحمد- لكن لا زالت بعض الأعراض تأتيني كتغير المزاج والشعور بالكآبة بغير سبب.

وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سلمان فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن علة القولون العصبي كثيرًا ما تكون مرتبطة بالعُصاب – أي القلق – وفي بعض الأحيان يكون عسر المزاج أو الاكتئاب البسيط هو السبب في اضطراب القولون العصبي، ومن أفضل طرق علاج القولون العصبي هي ممارسة الرياضة والاستمرار عليها، وهذا أصبح الآن أمرًا مثبتًا ولا جدال حوله.

والأمر الآخر هو: أن يكون الإنسان منفتحًا وأن يعبر عن ذاته، وأن يتجنب الكتمان، لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية شديدة، والاحتقانات النفسية تولّد القلق، وهذا يؤدي إلى ما يعرف بالأعراض النفسوجسدية، وأكثر جهاز عضوي في جسم الإنسان يتأثر هو القولون؛ لذا ينبغي أن يكون الإنسان منفتحًا، ويفرغ ما بداخله من خلال التواصل الاجتماعي الجيد والإيجابي، هذا فيه خير كثير.

النقطة الثالثة وهي المهمة جدًّا: وهي الالتزام بتمارين الاسترخاء، هذا دائمًا نرشد له الأخوة والأخوات الذين يعانون من مثل حالتك، ومن يطبقه بالتزام وإيجاد يجد -إن شاء الله- فيه خيرًا كثيرًا، ولدينا في إسلام ويب استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) أرجو أن تسترشد بها وتستفيد منها من أجل القيام بهذه التمارين بصورة صحيحة.

رابعًا: يجب أن تصرف انتباهك عن أعراضك، وهذا يتم من خلال حسن إدارة الوقت، وعدم ترك مجال للفراغ، وأن تدبر أمورك الحياتية بكل ثقة.

بالنسبة لموضوع السيروكويل: أنت تتناول السيروكويل بالفعل بجرعة كبيرة، وتصعيد الجرعة حتى تصل أربعمائة مليجرام في اليوم لا أعتقد أنه أمرًا صحيحًا، الدواء ليس خطيرًا بالطبع، هو سليم جدًّا، لكن هذه الجرعات الكبيرة هي جرعات تخصصية، بمعنى أنها وضعت لتعالج أمراض معينة، وقطعًا حالتك ليست من هذه الحالات.

فيا أخي الكريم: الذي أنصحك به هو بالفعل أن تسعى في تحسين صحتك النومية، وذلك من خلال الرياضة – كما ذكرنا – وتمارين الاسترخاء، وأن تتجنب النوم النهاري، أن تثبت وقت النوم ليلاً، أن تكون حريصًا على الأذكار، وأن تتجنب تناول الشاي والقهوة والكولا والبيبسي - وكذلك الأجبان – في فترة المساء، هذا سوف يعطيك دفعًا نفسيًا ممتازًا، وعليك أن تصبر على هذا البرنامج، النوم لن يأتي بسهولة، لكن بالإصرار سوف تحس أن نومك قد تحسن في الليالي التالية.

السيروكويل خفضه إلى مائة مليجرام فقط، وهذا يتم من خلال أن تخفض الجرعة بمعدل مائة مليجرام كل ثلاثة أيام حتى تستقر على جرعة المائة مليجرام، وهنالك دواء يعرف باسم (ميرتازبين) واسمه العلمي (ريمارون) نعتبره من أفضل وأجود أنواع الأدوية المحسنة للمزاج، والمزيلة للقلق والتي تؤدي إلى تحسين النوم، فيمكنك أن تتناول الريمارون بجرعة نصف حبة – أي خمسة عشر مليجرام – تتناولها ليلاً لمدة شهرين، أو ثلاثة، ثم تجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر مثلاً، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للسيروكويل : فبعد أن تتوقف من الريمارون خفض الجرعة واجعلها خمسين مليجرامًا لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أراه أفضل بالنسبة لك، -وإن شاء الله تعالى- تعود لك صحتك الجسدية وكذلك النفسية، ويتحسن نومك كثيرًا.

أرجو أن ترجع إلى كتاب الإمام النووي (الأذكار) فيما يخص أذكار النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من قلق وعدم نوم. 3223 الثلاثاء 21-07-2020 06:14 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2136 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أعاني من أرق شديد وصعوبة في النوم. 2685 الاثنين 06-07-2020 09:21 مـ
اضطراب النوم يجعلني عصبية ولا أحتمل تربية بناتي 1209 الاثنين 29-06-2020 04:19 صـ
أعاني من اضطراب النوم وكثرة الأحلام المتعبة 1105 الاثنين 13-07-2020 01:56 صـ