سلسلة منهاج المسلم - (32)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم ، وها نحن في الباب الثاني وهو الآداب، وها نحن مع الفصل الخامس في الأدب مع النفس.

عرفنا أدب النية، ثم الأدب مع الله عز وجل والأدب مع كلامه والأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن الآن مع [ الأدب مع النفس].

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [ يؤمن المسلم] يصدق المسلم جازماً [ بأن سعادته في كلتا حياتيه الأولى والثانية موقوفة ] متوقفة [ على مدى تأديب نفسه، وتطييبها، وتزكيتها، وتطهيرها، كما أن شقاءها منوط ] أي: مرتبط [ بفسادها وتدسيتها وخبثها].

[ وذلك للأدلة الآتية:] فلهذا أدلة من الكتاب والسنة، وإليكموها:

أولاً: قوله تعالى: ( قد أفح من زكاها * وقد خاب من دساها)

[ قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] ] هذه بعض آية من كتاب الله تحمل حكماً إلهياً لا ينقض بحال من الأحوال.

(قد أفلح) أي: فاز ونجا من النار، ودخل الجنة دار الأبرار. من؟ الذي زكى نفسه. أسند التزكية إليه، إذ هو الذي يعمل على تزكية نفسه.

(وقد خاب) أي: خسر من دسى نفسه، وخيبته وخسرانه هو إلقاؤه في أتون الجحيم يخلد فيها أبداً.

إذاً: حقاً يؤمن المسلم بأن سعادته في حياته الأولى والثانية متوقف على تزكيته لنفسه وتأديبها وتطييبها وتطهيرها، والعكس فشقاؤها منوط بفسادها وتدسيتها وخبثها، لقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] فليكن أبيض أو أصفر، عربياً أو أعجمياً، في الأولين أو الآخرين، لا عبرة بهذا، العبرة كلها بروحه خبيثة أم طيبة فقط.

ثانياً: قوله تعالى في سورة الأعراف: (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها... )

[ وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا [الأعراف:40] ] هؤلاء هل زكوا أنفسهم؟ طيبوها؟ طهروها؟ كيف يتم لهم ذلك وقد كذبوا بآيات الله القرآنية، وما تحمله من هدى، واستكبروا عنها، وترفعوا وأبوا أن يؤمنوا بها أو يتلوها أو يتدبروها أو يعملوا بما فيها؟ هؤلاء قال الله عنهم: [ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ [الأعراف:40] ]

متى يدخل البعير في عين الإبرة الصغيرة؟! مستحيل! لن يدخل الجمل الأشم الأورق في عين إبرة صغيرة، كذلك ذو النفس الخبيثة وإن كان ابن الأنبياء أو أباً لهم، والله ما يدخلون الجنة أبداً، مستحيل، والله يقول: [ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف:40-41] ].

أما كيفية عروج أرواحهم إلى السماء فقد بين ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو أن العبد إذا حشرجت نفسه في صدره، ودقت ساعة وفاته، يأتي موكب من الملائكة إما أن يكونوا ملائكة رحمة، أو بالعكس ملائكة عذاب، فيأخذون الروح فيعرجون بها إلى السماء الأولى، فيستأذنون، فإن كانت مزكاة طاهرة أذنوا لهم وكذا في الثانية والثالثة والرابعة إلى تحت العرش، ويدون اسمها في كتاب عليين، ثم يعودون بها إلى القبر لتتم محنة الامتحان والاختبار، ثم تعود إلى الملكوت الأعلى.

وإن كانت خبيثة منتنة بأوضار الشرك والكفر والذنوب والمعاصي يعرج بها؛ فيستأذن لها فلا يؤذن لها فتعود من سماء الدنيا إلى القبر، ومن ثم إلى سجين حيث يدون اسمها في ذلك الكتاب، وتأتي للامتحان في القبر، ثم تعود إلى سجين إلى يوم القيامة.

فتأملوا قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا [الأعراف:40] ما المراد بالآيات؟ القرآن، وما يحمل من الشرائع والأحكام والعقائد والآداب.

وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا [الأعراف:40] ترفعوا، وأبوا أن يسمعوها مجرد سماع فضلاً عن أن يعملوا بها، هؤلاء لا تفتح أبواب السماء لأرواحهم، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، فمستحيل أن يدخل البعير في عين الإبرة، فدخولهم الجنة مستحيل وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ [الأعراف:40-41] أي: فراش، وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ [الأعراف:41] أي: أغطية وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف:41] الكل محرومون من دار السلام، وسبب ذلك: خبث نفوسهم، المجرمون أجرموا عليها فخبثوها، الظالمون ظلموها فخبثوها، والمكذبون المستكبرون حرموها من أنواع الهداية، فالكل في الجحيم. ثم قال تعالى: [ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [الأعراف:42] ] هذه الجملة كالاستثناء حتى لا تقول: وإذا عجزت، فإنك تعمل الصالحات في حدود قدرتك وطاقتك إذ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الأعراف:42] ]وسر ذلك: أن أرواحهم طيبة طاهرة، زكوها ونظفوها وطهروها بمادة الإيمان، والعمل الصالح. هل توجد مادة تزكي النفس غير الإيمان والعمل الصالح؟ والله لا وجود لها.

إما أن تؤمن ثم تعمل الصالحات وبذلك تجنبت المدسيات من الشرك والمعاصي وإلا فالمصير معلوم.

صدر حكم الله قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [ الشمس:9-10] من يراجع الله في هذا وهو القائل: وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد:41]؟! من يعقب على الله؟

يعقب على أحكام قد تكون خاطئة، قد يكون أهلها غير مستقيمين، أما الله إذا أصدر حكماً لن يخطئ فيه، ولن يظلم أحداً.

ثالثاً: قوله تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر... )

قال: [ وقوله تعالى: وَالْعَصْرِ [العصر:1] ] هذا يمين [ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر:2] ] والإنسان هو أنا وأنتم. وَالْعَصْرِ [العصر:1] أقسم الله، وله أن يحلف بما يشاء من خلقه إِنَّ الإِنسَانَ [العصر:2] هذا المخلوق لَفِي خُسْرٍ [العصر:2] ثم استثنى أهل النفوس الزكية والأرواح الطيبة الطاهرة فقال: [ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] ] هؤلاء أرواحهم مزكاة أم مدساة؟ مزكاة، زكوها بالإيمان والعمل الصالح، والتعاون على ذلك بالتواصي على البر والتقوى. وهذه الأدلة تدل على أنه لابد من تأديب النفس وتزكيتها وتطهيرها وإلا فمصيرها الخسران.

[ قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] ] هذه بعض آية من كتاب الله تحمل حكماً إلهياً لا ينقض بحال من الأحوال.

(قد أفلح) أي: فاز ونجا من النار، ودخل الجنة دار الأبرار. من؟ الذي زكى نفسه. أسند التزكية إليه، إذ هو الذي يعمل على تزكية نفسه.

(وقد خاب) أي: خسر من دسى نفسه، وخيبته وخسرانه هو إلقاؤه في أتون الجحيم يخلد فيها أبداً.

إذاً: حقاً يؤمن المسلم بأن سعادته في حياته الأولى والثانية متوقف على تزكيته لنفسه وتأديبها وتطييبها وتطهيرها، والعكس فشقاؤها منوط بفسادها وتدسيتها وخبثها، لقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] فليكن أبيض أو أصفر، عربياً أو أعجمياً، في الأولين أو الآخرين، لا عبرة بهذا، العبرة كلها بروحه خبيثة أم طيبة فقط.

[ وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا [الأعراف:40] ] هؤلاء هل زكوا أنفسهم؟ طيبوها؟ طهروها؟ كيف يتم لهم ذلك وقد كذبوا بآيات الله القرآنية، وما تحمله من هدى، واستكبروا عنها، وترفعوا وأبوا أن يؤمنوا بها أو يتلوها أو يتدبروها أو يعملوا بما فيها؟ هؤلاء قال الله عنهم: [ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ [الأعراف:40] ]

متى يدخل البعير في عين الإبرة الصغيرة؟! مستحيل! لن يدخل الجمل الأشم الأورق في عين إبرة صغيرة، كذلك ذو النفس الخبيثة وإن كان ابن الأنبياء أو أباً لهم، والله ما يدخلون الجنة أبداً، مستحيل، والله يقول: [ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف:40-41] ].

أما كيفية عروج أرواحهم إلى السماء فقد بين ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو أن العبد إذا حشرجت نفسه في صدره، ودقت ساعة وفاته، يأتي موكب من الملائكة إما أن يكونوا ملائكة رحمة، أو بالعكس ملائكة عذاب، فيأخذون الروح فيعرجون بها إلى السماء الأولى، فيستأذنون، فإن كانت مزكاة طاهرة أذنوا لهم وكذا في الثانية والثالثة والرابعة إلى تحت العرش، ويدون اسمها في كتاب عليين، ثم يعودون بها إلى القبر لتتم محنة الامتحان والاختبار، ثم تعود إلى الملكوت الأعلى.

وإن كانت خبيثة منتنة بأوضار الشرك والكفر والذنوب والمعاصي يعرج بها؛ فيستأذن لها فلا يؤذن لها فتعود من سماء الدنيا إلى القبر، ومن ثم إلى سجين حيث يدون اسمها في ذلك الكتاب، وتأتي للامتحان في القبر، ثم تعود إلى سجين إلى يوم القيامة.

فتأملوا قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا [الأعراف:40] ما المراد بالآيات؟ القرآن، وما يحمل من الشرائع والأحكام والعقائد والآداب.

وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا [الأعراف:40] ترفعوا، وأبوا أن يسمعوها مجرد سماع فضلاً عن أن يعملوا بها، هؤلاء لا تفتح أبواب السماء لأرواحهم، ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، فمستحيل أن يدخل البعير في عين الإبرة، فدخولهم الجنة مستحيل وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ [الأعراف:40-41] أي: فراش، وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ [الأعراف:41] أي: أغطية وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف:41] الكل محرومون من دار السلام، وسبب ذلك: خبث نفوسهم، المجرمون أجرموا عليها فخبثوها، الظالمون ظلموها فخبثوها، والمكذبون المستكبرون حرموها من أنواع الهداية، فالكل في الجحيم. ثم قال تعالى: [ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [الأعراف:42] ] هذه الجملة كالاستثناء حتى لا تقول: وإذا عجزت، فإنك تعمل الصالحات في حدود قدرتك وطاقتك إذ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الأعراف:42] ]وسر ذلك: أن أرواحهم طيبة طاهرة، زكوها ونظفوها وطهروها بمادة الإيمان، والعمل الصالح. هل توجد مادة تزكي النفس غير الإيمان والعمل الصالح؟ والله لا وجود لها.

إما أن تؤمن ثم تعمل الصالحات وبذلك تجنبت المدسيات من الشرك والمعاصي وإلا فالمصير معلوم.

صدر حكم الله قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [ الشمس:9-10] من يراجع الله في هذا وهو القائل: وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد:41]؟! من يعقب على الله؟

يعقب على أحكام قد تكون خاطئة، قد يكون أهلها غير مستقيمين، أما الله إذا أصدر حكماً لن يخطئ فيه، ولن يظلم أحداً.

قال: [ وقوله تعالى: وَالْعَصْرِ [العصر:1] ] هذا يمين [ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر:2] ] والإنسان هو أنا وأنتم. وَالْعَصْرِ [العصر:1] أقسم الله، وله أن يحلف بما يشاء من خلقه إِنَّ الإِنسَانَ [العصر:2] هذا المخلوق لَفِي خُسْرٍ [العصر:2] ثم استثنى أهل النفوس الزكية والأرواح الطيبة الطاهرة فقال: [ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3] ] هؤلاء أرواحهم مزكاة أم مدساة؟ مزكاة، زكوها بالإيمان والعمل الصالح، والتعاون على ذلك بالتواصي على البر والتقوى. وهذه الأدلة تدل على أنه لابد من تأديب النفس وتزكيتها وتطهيرها وإلا فمصيرها الخسران.

أولاً: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى...)

قال: [ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ) ] كلكم معشر البشر يدخل الجنة أو كلكم معشر المسلمين يدخل الجنة إلا من رفض وأبى أن يدخل. وهل هناك من يرفض أن يدخل الجنة؟! [ قالوا: ( ومن يأبى يا رسول الله؟ ) ] هل يوجد عاقل يأبى أن يدخل الجنة؟ [ قال: ( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ) ] أي: رفض. ما سر ذلك؟ هل لكونه أطاع الرسول دخل الجنة، أو عصى الرسول دخل النار؟

إن وراء ذلك سراً عجيباً، وهو أن طاعة الرسول زكت نفسه وطيبتها وطهرتها؛ لأنه آمن وعمل الصالحات، واجتنب الشرك والمعاصي والآثام. ( ومن عصاني فقد أبى )؛ لأن من عصاه خبث نفسه.. دساها لوثها بالشرك والذنوب والمعاصي.

ثانياً: قوله صلى الله عليه وسلم: (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)

[ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( كل الناس يغدو) ] إلى السوق [ ( فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) ] هذا خبر نبوي كريم، كل الناس أبيضهم وأسودهم يغدو إلى السوق، فبائع نفسه للشيطان، أو بائعها للرحمن، فإن باعها للرحمن أعتقها، وإن باعها للشيطان أهلكها وأوبقها.

وهذا من الحكم المحمدية، كل الناس يغدو، فلا يوجد من لا يخرج للعمل، ما منا والله إلا عامل، والذي لا يعمل إما مجنون وإلا لا عقل له ( كل الناس يغدو فبائع نفسه ) والذي اشتراها هو الله، فمن باعها لله أعتقها، ومن باعها إلى الشيطان أوبقها، فالمعتق لها هو المخلص لها من عذاب النار، والموبق لها المهلك لها بعذاب النار.

هذه أدلة الكتاب والسنة على أنه يجب علينا أن نعمل على سعادة أنفسنا وذلك بتزكية نفوسنا وتطييبها وتطهيرها بالإيمان الصحيح والعمل الصالح، وأن نبعدها عما يشقيها ويرديها مما يخبثها ويدسيها من الشرك والمعاصي، وكبائر الذنوب والآثام.

ولا ننسى قول الرسول: ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني ) لأن طاعتي تزكي النفس، أطاعه في الإيمان والعمل الصالح وترك الشرك والمعاصي ( ومن عصاني ) معناه: أشرك وكفر وعمل الذنوب والآثام فقد أوبقها.

قال: [ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ) ] كلكم معشر البشر يدخل الجنة أو كلكم معشر المسلمين يدخل الجنة إلا من رفض وأبى أن يدخل. وهل هناك من يرفض أن يدخل الجنة؟! [ قالوا: ( ومن يأبى يا رسول الله؟ ) ] هل يوجد عاقل يأبى أن يدخل الجنة؟ [ قال: ( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ) ] أي: رفض. ما سر ذلك؟ هل لكونه أطاع الرسول دخل الجنة، أو عصى الرسول دخل النار؟

إن وراء ذلك سراً عجيباً، وهو أن طاعة الرسول زكت نفسه وطيبتها وطهرتها؛ لأنه آمن وعمل الصالحات، واجتنب الشرك والمعاصي والآثام. ( ومن عصاني فقد أبى )؛ لأن من عصاه خبث نفسه.. دساها لوثها بالشرك والذنوب والمعاصي.


استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4156 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4082 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3869 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3863 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3834 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3823 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3748 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3646 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3633 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3607 استماع