خطب ومحاضرات
سلسلة منهاج المسلم - (11)
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن ما زلنا مع العقائد.
وهنا ألفت النظر، وأذكر الناسين، وأعلم غير العالمين: أن العقيدة الإسلامية بمثابة الروح سواء بسواء، صاحبها حي، مره يفعل، انهه يترك، بشره يستبشر، أنذره ينتذر، علمه يتعلم؛ وذلك لكمال حياته، وفاقدها ميت، إذا أمر لا يفعل، وإذا نهي لا يترك، وهذا شأن الميت.
وبلغوا الناس! أن العقيدة الإسلامية الصحيحة التي إن عرضناها على القرآن وافق عليها، وإن عرضناها على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وافقت عليها، هذه العقيدة الصحيحة السليمة بمنزلة الروح للجسد، فالروح صاحبها يسمع ويبصر، ويقول وينطق، ويعطي ويأخذ؛ لأنه حي، وفاقد العقيدة كفاقد الروح ميت، لا يسمع ولا يبصر، ولا يعطي ولا يمنع، وعندنا دليل فقهي وبرهان علمي؛ حتى تزيل من خاطرك أي خاطر يتنافى مع ما سمعت:
إذا كان بين المسلمين أهل ذمة من يهود ونصارى، يعيشون في ديارهم وتحت حكومتهم وسلطانهم؛ فهل يؤمرون بالصيام إذا هل هلال رمضان، وأعلنت الدولة أن الصيام يوم غد؟ هل اليهود الذين معنا يصومون؟! الجواب: لا. إذا وجبت الزكاة وأعلن عن وقتها هل يطالب اليهود والنصارى بالزكاة؟ الجواب: لا. إذا نادى المنادي: أن حي على الصلاة، وأغلقت أبواب المصنع والمعمل والمتجر، وأقبل الناس على المسجد هل اليهودي يأتي يصلي؟ نأمره؟ الجواب: لا؛ لأنه ميت. انفخ فيه روح لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقول: آمنت بالله، ثم عندها مره يفعل، انهه يترك، علمه يتعلم، لا يخالكم تطلبون أكثر من هذا.
الروح للجسد، إذا خرجت منه مات الجسد، الروح- الإيمان والعقيدة- إذا فارقت الجسد مات الجسد، لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل ولا ينطق ولا يجيء ولا يذهب.
كما أن عقيدة الإسلام عقيدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) قد يداخلها الباطل، وقد يقع فيها ما لا ينبغي، فإذا داخلها الباطل، وما أصبحت يقينية كاملة؛ فصاحبها ليس بميت وليس بحي، ولكنه مريض، وإن شئت- إذا كنت ذا بصيرة- افتح عينيك على العالم الإسلامي، فالذين ما سلمت عقيدتهم ولا صحت هم الذين يتعاطون كبائر الذنوب والآثام والفجور والفسق والضلال؛ وذلك لمرضهم، ما صلحت العقيدة في نفوسهم بليلهم ونهارهم فهم أمراض، وكل من سلم من الآفات والآهات والأمراض والأوجاع والأسقام المعنوية فعقيدته سليمة صحيحة. هذا هو الواقع.
وهنا نقول تعليماً: العقيدة الإسلامية مبناها ستة أركان، لو سقط ركن بطل الإيمان، وصاحبه كافر، ومن الضروري الحتمي أن يعلم كل مؤمن ومؤمنة هذه الأركان ويسميها بأسمائها، ستة أركان جاء بيانها في السنة النبوية، ويكفينا حديث جبريل في صحيح مسلم ، إذ سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس أقدس من هذا، وأكثر عدداً من هذا- من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: ( أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال أصحابه: فعجبنا له يسأله ويصدقه ) إذاً: هو أعلم.
وقد جاءت خمسة أركان من الأركان الستة في آية من سورة البقرة، وهي قوله تعالى : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177]، والركن السادس جاء ذكره في سورة القمر، وهو القضاء والقدر، إذ قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49]؛ فلا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يدخل في الإسلام ولا يعرف هذه الأركان.
وقد درسنا الركن الأول -وهو الإيمان بالله- والثاني -وهو الإيمان بالملائكة- والثالث -وهو الإيمان بالكتب- وها نحن مع الرابع: الإيمان بالرسل.
وقد عرفنا عدد الرسل بالخبر الصادق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ثلاثمائة وأربعة عشر، عدد الرسل الذين يحملون الرسالة إلى أقوامهم وأممهم من عهد نوح إلى خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا بالضبط ثلاثمائة وأربعة عشر رسولاً، أولهم نوح، وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بين الرسولين، وقبل نوح إدريس وشيث، لكن لم تكن لهما رسالة، وما كان الناس يعبدون غير الله، بل كانوا على ما تركهم آدم عليه السلام من دين التوحيد.
إذاً: أولهم نوح، قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا [نوح:1]، وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ [هود:25]، وبعد نوح الرسل إلى خاتمهم، وهو نبينا صلى الله عليه وسلم.
الأنبياء: جمع نبي، وورد في السنة أنهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً، ولسنا مأمورين بالإيمان بهم بالتفصيل، فكل من قال: إنه نبي آمنا به، الرسل منهم أولو العزم الخمسة، ينبغي أن نعرفهم، والرسل ثلاثمائة وأربعة عشر، ولسنا ملزمين بمعرفة كل رسول: من أبوه؟ من أمه؟ من كذا؟ ما كلفنا بهذا، بل نقول: آمنا بالله وبرسله، لكن أولو العزم خمسة جاءوا في سورة الأحزاب، إذ قال تعالى: مِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ [الأحزاب:7]، أخذ الله الميثاق من محمد، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم.
(منك) الكاف: ضمير عائد على الحبيب صلى الله عليه وسلم وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [الأحزاب:7]أي: ألا يعبد إلا الله.
والآن الفصل السابع في الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ أفردناها بالذكر لعظمها وأهميتها؛ لأنك لو تؤمن بكل الرسل وتكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم ما آمنت ولا أسلمت، وكذلك الحال في بقية الرسل، لو تقول: آمنت بكل الرسل إلا عيسى كفرت، إلا موسى كفرت، لكن الإيمان برسولنا يجب على كل إنسان- ذكراً كان أو أنثى- أن يؤمن برسالته بالتفصيل؛ لأنه خاتم الأنبياء، ويحمل الرسالة الجديدة للبشرية عامة.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه الله وإياكم: [ يؤمن المسلم ] الذي أسلم قلبه ووجهه لله، يؤمن المسلم بماذا؟ [ بأن النبي الأمي ] معنى (أمي): الذي لا يقرأ ولا يكتب، منسوب إلى أمه، ما زال في حجرها، وما خرج للكُتَّاب ولا دخل المدرسة، ومن آيات نبوته: أنه أمي، ويعلم علوم الأولين والآخرين، ولو كان يقرأ ويكتب لقالوا: العلوم استطاعها وهو نقلها، لكن أبطل الله هذا الزعم نهائياً، فهو أمي لا يكتب الألف ولا الباء ولا الياء [ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المنحدر من صلب إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام ] منحدر من إسماعيل، وإسماعيل من صلب إبراهيم، قال: [ هو عبد الله ورسوله ] يؤمن المسلم بأن محمداً الذي عرفتموه هو عبد الله ورسوله [ أرسله إلى كافة الناس أحمرهم وأبيضهم ] كان الرسل يبعثون إلى أقوام معينة، لكن خاتم الأنبياء ختم الله به الرسالات، وجعل رسالته عامة للأبيض والأصفر من بني الناس على حد سواء.
ومن اللطائف التي يفتح الله بها علينا في هذه الحلقة قولنا: لقد علم الله أن الزمن سيتحد والمكان سيتقارب، وأنه ليس هناك حاجة إلى تعدد الرسالات؛ ولذا ختمها برسول واحد وكتاب واحد.
والآن لو عندنا إذاعة عالمية نسمع البشرية كلها: الله أكبر .. لا إله إلا الله، ليس هناك حاجة إلى أن نبعث إليهم من الناس، أصبح العالم كأنه مدينة واحدة وليست قارة ؛ فلهذا لا حاجة لتعدد الرسالات.
وعلم الله عز وجل ما سيحدث من الآلات والكتابة، وفي زمان مضى من كان عنده كتاب يجلس عليه عشر سنوات وهو يكتبه، أما الآن فالكتب توزع في كل مكان، بمعنى: لعلم الله تعالى بتقارب الزمان والمكان؛ ختم الرسالة برسول واحد ولم يجددها؛ إذ هي تبلغ الأبيض والأسود في كل مكان.
قال: [ وختم بنبوته النبوات وبرسالته الرسالات؛ فلا نبي بعده ولا رسول ] ومن قال: أنا نبي يستتاب أو يعدم، ومن قال: أنا رسول يستتاب ويعدم؛ لأنه كذاب وكذاب كذاب، كذب الله وكذب رسوله وكذب المؤمنين كلهم، كيف تصح له الحياة؟! وقد ادعى النبوة أكثر من ثلاثين وأهلكوا، وهم كاذبون. قال: [ أيده بالمعجزات ] أي: قواه ونصره ربه تعالى بالمعجزات، جمع معجزة، وهي الخارقة للعادة، كأن يحيي ميتاً، أو كأن يقول: اللهم أنزل الماء من السماء فينزل. ومن المعجزات المحمدية: رد عين قتادة ، إذ تدلت إلى خده، فردها ومسحها فكانت أحسن مما كانت قبله.
ويوم أحد طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق ربوة من جبل أحد مع أصحابه فاضطرب الجبل فرحاً، فقال: ( اسكن أحد! ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان )وكان كما أخبر.
قالت قريش: إن كنت رسولاً كما تزعم فاقسم لنا القمر، وشقه شقين على جبل أبي قبيس ونحن نشاهد، فسأل ربه فانفلق القمر قسمين وهم يشاهدون، وأنزل الله في ذلك قرآناً يتلى إلى يوم القيامة: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ [القمر:1-3] مئات المعجزات المحمدية!
والمعجزة: هي الخارقة للعادة التي ليس من شأن البشر أن تكون لهم، تلك المعجزة تقول: قد صدق محمد فيما يقول ويدعي.
قال: [وفضله على سائر الأنبياء ] فضله فهو أفضلهم [ كما فضل أمته على سائر الأمم.. ] والله لأمة محمد أفضل من سائر الأمم [ فرض الله على الناس محبته] من لم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر [ وأوجب طاعته] من لم يطع رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمداً فهو كافر [ وألزم متابعته ] فمن أراد أن ينهج منهجاً غير رسول الله ويسلك سبيلاً غير سبيله فهو كافر.
[ وخصه بخصائص لم تكن لأحد سواه صلى الله عليه وسلم ]، خصه بخصائص ما كانت لأحد أبداً إلا هو.
أولاً: الوسيلة
هذه الصلاة الإبراهيمية، وهي أعظم صلاة وأفضل صيغة من ثلاثين صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أكملها وأتمها، فإذا صليت هذه الصلاة فسل للرسول الوسيلة، قل: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته)، إذا قلت هكذا وجبت لك شفاعته، وأصبحت من أهل الشفاعة المحمدية، فأبشر ولازم هذا ما حييت، اللهم إلا إذا كنت على كرسي المرحاض والمؤذن يؤذن فليس هناك مجال، أما إذا كنت تأكل فلتوقف الأكل، أو تشرب فلتوقف الشرب، أو تعمل فلتوقف العمل، أو تقولها وأنت تعمل، بمعنى: أنك لا تتركها إلا للضرورة، من فعل هكذا ما جزاؤه؟ قال: ( وجبت له شفاعتي ) وفي لفظ: (حلت له شفاعتي).
إذاً: قال: [ منها الوسيلة ] والوسيلة قال: ( أعلى درجة في الجنة، ولا تنبغي إلا لواحد، وأرجو أن أكون أنا؛ فأعينوني على ذلك )، قال: ( أعينوني على هذا بدعائكم )، فمن كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يفرط في هذه الدعوة، وهو طلبها من إخوانه المؤمنين.
ثانياً: الكوثر
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1] لماذا لا تحمد ولا تشكر؟ من أحسن الله إليه يسيء أو يفعل الحسن؟! إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1]فبناء على هذا فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [الكوثر:2-3]، وهكذا من أنعم الله عليه بنعمة يجب أن يشكرها، كنعمة السمع والبصر اللسان والرجل والطعام والشراب والثياب..، فكل نعمة تحتاج إلى شكر، هذا الله تعالى يأمر رسوله أن يشكره بإقام الصلاة والنحر يوم العيد: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] أي: فبناء على أننا أعطيناك الكوثر صل وانحر، أما أن تنعم بجميع نعمه، ولا يسمع منك كلمة: الحمد لله، ولا تفعل حسنة- والعياذ بالله- فهذا هو الموت بعينه.
ثالثاً: الحوض
رابعاً: المقام المحمود
[ منها: الوسيلة ] الوسيلة: أعلى درجة في الجنة. وقال لنا -وخذوا هذا لعل الله ينفعكم به- ( إذا أخذ المؤذن يؤذن) سواء كان عامياً أو عالماً عربياً أو أعجمياً، (أذن المؤذن) لصلاة الظهر أو العشاء أو غيرها (فقولوا مثل ما يقول)، لكن لا ترفع صوتك كما يرفع المؤذن صوته، بل تقول هذا بهدوء في نفسك: (الله أكبر، الله أكبر)، فإذا قال: حي على الصلاة قل أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال: حي على الفلاح قل أنت: لا حول ولا قوة إلا بالله، فليس هناك طاقة لأحد يجيء أو لا يجيء إلا بقدرة الله عز وجل، ثم إذا ختم المؤذن وختمت أنت متابعته صل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد! اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد).
هذه الصلاة الإبراهيمية، وهي أعظم صلاة وأفضل صيغة من ثلاثين صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أكملها وأتمها، فإذا صليت هذه الصلاة فسل للرسول الوسيلة، قل: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته)، إذا قلت هكذا وجبت لك شفاعته، وأصبحت من أهل الشفاعة المحمدية، فأبشر ولازم هذا ما حييت، اللهم إلا إذا كنت على كرسي المرحاض والمؤذن يؤذن فليس هناك مجال، أما إذا كنت تأكل فلتوقف الأكل، أو تشرب فلتوقف الشرب، أو تعمل فلتوقف العمل، أو تقولها وأنت تعمل، بمعنى: أنك لا تتركها إلا للضرورة، من فعل هكذا ما جزاؤه؟ قال: ( وجبت له شفاعتي ) وفي لفظ: (حلت له شفاعتي).
إذاً: قال: [ منها الوسيلة ] والوسيلة قال: ( أعلى درجة في الجنة، ولا تنبغي إلا لواحد، وأرجو أن أكون أنا؛ فأعينوني على ذلك )، قال: ( أعينوني على هذا بدعائكم )، فمن كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يفرط في هذه الدعوة، وهو طلبها من إخوانه المؤمنين.
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
سلسلة منهاج المسلم - (51) | 4156 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (95) | 4082 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (63) | 3869 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (139) | 3863 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (66) | 3834 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (158) | 3823 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (84) | 3748 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (144) | 3646 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (71) | 3633 استماع |
سلسلة منهاج المسلم - (101) | 3607 استماع |