سلسلة منهاج المسلم - (102)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، والكتاب يحوي العقيدة والآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات، وها نحن مع العبادات.

وانتهى بنا الدرس إلى [المادة الثالثة عشرة: وهي في صلاة الكسوف] أي: كسوف الشمس والقمر.

حكم صلاة الكسوف ووقتها

قال: [ أولاً: حكمها ووقتها: صلاة الكسوف ] حكمها [ سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء ] فهي سنة مؤكدة كالواجب في حق الرجال والنساء على حد سواء [ أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا ) ] فهما آيتان من آيات الله الدالة على وجود الله، وعلى علمه ورحمته وحكمته، ( لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته)، فلا يقال: خسف القمر لموت فلان أو لولادة فلان، ولا الشمس كذلك. إذاً: ( فإذا رأيتم ذلك فصلوا)، فهذا الأمر دال على السنة المؤكدة، وإن لم يدل على الوجوب. وكلمة: (صلوا) عامة يدخل فيها الحر والعبد والمرأة والرجل [ وفعلها ] أي: فعل صلاة الكسوف وصورتها [ كصلاة العيدين ] فصلاة الكسوف والخسوف كصلاة العيدين [ ووقتها من ظهور الكسوف في أحد النيرين: الشمس أو القمر إلى التجلي والظهور ] فإذا كسفت الشمس وجبت الصلاة [ وإن وقع الكسوف في آخر النهار ] أي: قبل غروب الشمس بساعة [ حيث تكره النافلة كراهة شديدة ] تترك صلاة الكسوف [ وتستبدل بذكر الله والاستغفار والتضرع والدعاء ] فإذا كسفت الشمس عند غروب الشمس ولم يبق وقت لصلاتها - لأن هذا الوقت تكره فيه النافلة كراهة شديدة- فحينئذ نكثر من ذكر الله والاستغفار والدعاء. والاستغفار هو قول: اللهم اغفر لنا، وقول: نستغفر الله.

ما يستحب فعله في الكسوف

[ ثانياً: ما يستحب فعله في الكسوف ] بالذات: [ يستحب الإكثار من الذكر والتكبير والاستغفار والدعاء والصدقة والعتق ] إن كان هناك عبيد مملوكين [ والبر والصلة ] فأفعال الخير كلها تستحب عند الخسوف؛ لأنها تدل على قرب الساعة، ولو شاء الله لهبطت على الأرض واحترق الكون.

إذاً: فالفزع إلى الله عز وجل يكون بالذكر والتكبير والاستغفار والدعاء والصدقة والعتق والبر وصلة الأرحام؛ وذلك [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ) ] فكل أفعال الخير تفعل.

كيفية صلاة الخسوف

[ ثالثاً: كيفيتها: كيفية صلاة الكسوف: أن يجتمع الناس في المسجد بلا أذان ولا إقامة، ولا بأس أن ينادى لها بلفظ: الصلاة جامعة ] على المنارة؛ حتى يأتي الناس [ فيصلي بهم الإمام ركعتين، في كل ركعة ركوعان وقيامان ] هذه صلاة كسوف الشمس، فيكبر الله أكبر، ويقرأ الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ويطيل الركوع، ثم يرفع، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، ثم يركع ثم يرفع، فيكون في كل ركعة ركوعان [ مع التطويل لكل من القراءة والركوع والسجود ] حتى تنكشف الشمس وتظهر [ وإذا انتهى الكسوف أثناء الصلاة ] أي: وقت الصلاة [ فلهم أن يتموها على هيئة النافلة العادية ]؛ لأن الغرض منها أن يزيل الله ذلك الحجاب وتظهر الشمس، فإذا ظهرت وهم في الصلاة فلهم أن يتموها كالنافلة بدون ركعتين في كل ركعة، وبدون قراءة طويلة كالبقرة وآل عمران [ وليس في صلاة الكسوف خطبة مسنونة ]، يعني: مشروعة [ وإنما للإمام أن يذكر الناس ويعظهم إن شاء، وهو حسن ] ولكنها ليست بسنة؛ إذ ما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم [ لقول عائشة رضي الله عنها: ( خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام فكبر، وصف الناس وراءه، فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً، هو أدنى من القراءة الأولى، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة، هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعاً هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام، فخطب الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا للصلاة ) ] وهذا دليل مشروعية صلاة الكسوف، وأنها سنة مؤكدة. هذا بالنسبة للشمس.

كيفية الصلاة في خسوف القمر

[ رابعاً: خسوف القمر: الصلاة في خسوف القمر، كالصلاة في كسوف الشمس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة ) غير أن بعض أهل العلم رأوا أن صلاة خسوف القمر كسائر النوافل ] وقد ذكرنا أننا نجمع أقوال العلماء في هذا الكتاب، والحديث يدل على أن صلاة الخسوف كصلاة الكسوف [ تصلى أفراداً في البيوت والمساجد، فلا يجمع فيها؛ وذلك لأنه لم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس فيها، كما فعل في كسوف الشمس ] ففي خسوف القمر ما جمع الرسول صلى الله عليه وسلم الناس في المسجد ولا صلى بهم، فمن هنا إن اجتمعوا وصلوا كالكسوف فذلك خير، وإن صلوا فرادى فذلك خير، في البيوت والمساجد، وإن صلوا في المسجد صلاة نافلة ليس فيها ركوعان، ولا قراءتان فلا بأس أيضاً. والأمر واسع. والمهم أن نفزع إلى الله بالصلاة وبالذكر وبالدعاء وبالاستغفار وبالصدقة؛ لأن مظهراً كهذا يدل على قرب الساعة، وقد نموت في يومنا أو ليلتنا [ هذا والأمر واسع، فمن شاء جمع، ومن شاء صلى منفرداً؛ إذ المطلوب أن يفزع المسلمون للصلاة والدعاء رجالاً ونساءً؛ ليكشف الله ما بهم ].

قال: [ أولاً: حكمها ووقتها: صلاة الكسوف ] حكمها [ سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء ] فهي سنة مؤكدة كالواجب في حق الرجال والنساء على حد سواء [ أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا ) ] فهما آيتان من آيات الله الدالة على وجود الله، وعلى علمه ورحمته وحكمته، ( لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته)، فلا يقال: خسف القمر لموت فلان أو لولادة فلان، ولا الشمس كذلك. إذاً: ( فإذا رأيتم ذلك فصلوا)، فهذا الأمر دال على السنة المؤكدة، وإن لم يدل على الوجوب. وكلمة: (صلوا) عامة يدخل فيها الحر والعبد والمرأة والرجل [ وفعلها ] أي: فعل صلاة الكسوف وصورتها [ كصلاة العيدين ] فصلاة الكسوف والخسوف كصلاة العيدين [ ووقتها من ظهور الكسوف في أحد النيرين: الشمس أو القمر إلى التجلي والظهور ] فإذا كسفت الشمس وجبت الصلاة [ وإن وقع الكسوف في آخر النهار ] أي: قبل غروب الشمس بساعة [ حيث تكره النافلة كراهة شديدة ] تترك صلاة الكسوف [ وتستبدل بذكر الله والاستغفار والتضرع والدعاء ] فإذا كسفت الشمس عند غروب الشمس ولم يبق وقت لصلاتها - لأن هذا الوقت تكره فيه النافلة كراهة شديدة- فحينئذ نكثر من ذكر الله والاستغفار والدعاء. والاستغفار هو قول: اللهم اغفر لنا، وقول: نستغفر الله.

[ ثانياً: ما يستحب فعله في الكسوف ] بالذات: [ يستحب الإكثار من الذكر والتكبير والاستغفار والدعاء والصدقة والعتق ] إن كان هناك عبيد مملوكين [ والبر والصلة ] فأفعال الخير كلها تستحب عند الخسوف؛ لأنها تدل على قرب الساعة، ولو شاء الله لهبطت على الأرض واحترق الكون.

إذاً: فالفزع إلى الله عز وجل يكون بالذكر والتكبير والاستغفار والدعاء والصدقة والعتق والبر وصلة الأرحام؛ وذلك [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ) ] فكل أفعال الخير تفعل.