فتاوى نور على الدرب [726]


الحلقة مفرغة

السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ماء زمزم لما شرب له )، فهل هو لأول نية عند أول شرب له؟ وهل يجوز أن يجمع الإنسان عدة نوايا عند أول شربةٍ له؟

الجواب: هذا الحديث إسناده حسن، ولكن ما معنى قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ماء زمزم لما شرب له )؟ هل المراد العموم، وأن الإنسان إن شربه لعطشٍ صار ريان، أو لجوعٍ صار شبعان، أو لجهلٍ صار عالماً، أو لمرضٍ شفي، أو ما أشبه ذلك، أو يقال: إنه لما شرب له فيما يتعلق بالأكل والشرب، بمعنى إن شربته لعطش رويت ولجوعٍ شبعت دون غيرها؟ هذا الحديث فيه احتمال لهذا ولهذا، ولكن الإنسان يشربه إتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي إتباع سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الخير كله.

السؤال: بالنسبة لسجود التلاوة في الصلاة، هل السنة فيه هي التكبير عند النزول للسجدة والقيام منها، أم السنة هي عدم التكبير؟

الجواب: السنة بل الواجب عند سجود التلاوة في الصلاة أن يكبر إذا سجد، ويكبر إذا قام؛ لأن الواصفين لصلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقولون: إنه يكبر كلما خفض وكلما رفع، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا مرت به آية السجدة في الصلاة سجد، فيكون السجود هذا داخلاً في العموم، أنه يكبر كلما خفض وكلما رفع، أما إذا كان السجود خارج الصلاة فإنه يكبر إذا سجد، ولا يكبر إذا قام ولا يسلم، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة.

السؤال: ما هي المحاصيل الزراعية التي تجب فيها الزكاة والمحاصيل التي لا تجب فيها الزكاة؟ وهل في القطن زكاة؟ يقول: سمعنا بأن الزكاة في الحبوب والثمار فقط.

الجواب: نعم هو كما سمع، الزكاة في الحبوب والثمار فقط، وأما ما عدا ذلك من الخضروات والبطيخ والقطن وما أشبهه فلا زكاة فيه، لكن إذا أعده الإنسان للتجارة بعد أن يجنيه صار عروض تجارة.

مداخلة: البقوليات يا فضيلة الشيخ هل فيها زكاة؟

الشيخ: ويش البقوليات؟

مداخلة: مثل الفول وغيرها.

الشيخ: هذه ليست فيها زكاة، وإن زكي فهو أفضل، لأن الفول حبوب.

السؤال: يوم العيد عيد الفطر أو عيد الأضحى إذا صادف يوم الجمعة، فما الأحكام المتعلقة في ذلك؟

الجواب: إذا صادف يوم الجمعة يوم العيد عيد الفطر أو الأضحى، فإنه يجب أن تصلى صلاة العيد، وأن تصلى صلاة الجمعة، ثم يقال لمن حضر صلاة العيد من المأمومين: إن شاء حضر صلاة الجمعة، وإن شاء صلى بدلها ظهراً في بيته، هذا الخلاصة.

السؤال: نلاحظ أن البعض من الناس يحافظون على السنن الرواتب، ولكن لا يهتمون بصلاة الوتر، فما توجيهكم له؟

الجواب: توجيهنا أنه يسن لهم بتأكد أن يحافظوا على صلاة الوتر؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً )، فأمر أن نجعل آخر صلاتنا بالليل وتراً، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحافظ على الوتر حضراً وسفراً، وإذا غلبه نوم ولم يوتر قضاه من النهار لكنه يقضيه شفعاً، فيصلي ثنتي عشرة ركعة، والوتر سنة مؤكدة جداً جداً يكره تركه، حتى إن بعض العلماء قال: بوجوبه، وقال الإمام أحمد رحمه الله: من ترك الوتر فهو رجل سوءٍ لا ينبغي أن تقبل له شهادة. أما الرواتب فهي تابعة للصلوات، والمحافظة عليها لا شك أنها من السنن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صلى ثنتي عشرة ركعةً سوى المكتوبة بنى الله له بيتاً في الجنة )، أربع ركعات قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر.

السؤال: ما هي صفة صلاة التسبيح وصلاة الأوابين؟ وهل فيهما أحاديث صحيحة؟ وهل ما زال العمل بهما؟ ومتى وقتهما؟

الجواب: أما صلاة التسبيح فليست مشروعة، ولم يرد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح، بل صرح بعض أهل العلم أن حديثها باطل موضوع، وعليه؛ فليست بسنة، ولا ينبغي فعلها ولا المحافظة عليها، وأما صلاة الأوابين فإنها صلاة الضحى في آخر الوقت كما جاء في الحديث: ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال )، وليس لها شيء مخصوص، بل هي كغيرها من النوافل.

السؤال: نرى الإمام يطيل الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين في صلاة التهجد صلاة القيام في آخر رمضان، فماذا يقول المصلي أثناء فترة الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين؟

الجواب: أما في الركوع فليكثر من تعظيم الله عز وجل، وليكرر سبحان ربي العظيم وما أشبهها مما يدل على تعظيم الله عز وجل، وأما في السجود فليكثر من الدعاء؛ فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فإنه قمنٌ -أي حريٌ- أن يستجاب لكم )، وأما الجلوس بين السجدتين فكذلك أيضاً يكرر الدعاء.

السؤال: أسأل عن المرأة التي تعمل ولديها سائق ومعها عاملات تقوم بتوزيعهن على المدارس، ثم بعد ذلك تذهب مع السائق إلى المنزل داخل المدينة، هل هذا حرام أم جائز؟

الجواب: أما إذا كان معها نساء فليس بحرام إذا كان السائق مأموناً، وأما إذا خلت به وحدها فإن ذلك حرامٌ عليها، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن يخلو رجلٌ بامرأة، ولا فرق بين أن تكون المسافة بعيدة أو قصيرة في البلد، وأما السفر بلا محرم فهو حرام ولو كان معها نساء، السفر بلا محرم حرامٌ ولو كان معها نساء.

السؤال: تقول: لي أرحام أصلهم ويقطعونني، وبعد ذلك انقطعت عن مواصلتهم إلا عن طريق الهاتف فقط، وبالنسبة بيني وبين نفسي هل علي ذنبٌ إذا واصلت المقاطعة؟

الجواب: نعم عليها ذنب، الواجب صلة الرحم، سواءٌ وصلوا أم لم يصلوا، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس الواصل بالمكافئ )، وهو الذي لا يصل رحمه إلا إذا وصله، قال عليه الصلاة والسلام: ( إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها )، فالواجب صلة الرحم، سواء وصلوا أم لم يصلوا.

السؤال: ما رأي فضيلتكم في الزوجة التي تؤخر الصلاة عن وقتها، أو تصلي فرض ولا تصلي باقي الفروض، وإذا قمنا بنصحها وجدنا منها الرفض؟ أفيدونا مأجورين.

الجواب: قولنا في هذه المرأة: إنها على خطرٍ عظيم؛ لأن بعض العلماء يقول: من ترك صلاةً واحدة عمداً حتى خرج وقتها فهو كافر، فهي على خطرٍ عظيم، والواجب عليها أن تصلي الصلوات كلها في أوقاتها، كل المفروضات، ولا يحل لها أن تصلي شيئاً وتدع شيئاً، فتكون ممن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع