عنوان الفتوى : رتبة حديث: يا عبدي أنت عندي كبعض ملائكتي، وحديث: من قرأ القرآن فقد استدرج...
ما صحة هذه الأحاديث؟
1- قال الله في الحديث القدسي: يا عبدي! أنت عندي كبعض ملائكتي.
2- فأتى ملك من الملائكة فيما رواه الترمذي وقال: يا رب! أدعوك أن ترزقني عمرا مائة ألف عام، ومائة ألف جناح، وقوة مائة ألف ملك، فقال له: لماذا؟ قال: أريد أن أطوف حول العرش مسبحا بحمدك، فأعطاه الله ما يريد، وبعد أن انتهت المائة ألف عام، واكتشف هذا الملك أنه لم ينه لونا واحدا من ألوان العرش؛ فالأرض والسموات بجانب الكرسي مثل الحلقة في الصحراء، والكرسي بجانب العرش مثل الحلقة في الصحراء، ففي ذلك الوقت وقف الملك أمام جنة من الجنات يبكي، فخرجت واحدة من الحور العين، وقالت: ما لك تبكي عبد الله في مكان لا يحل فيه البكاء؟ فقال: سألت ربي كذا وكذا، وأعطاني، ولم أكمل شيئا، فقالت له: بفعلك الذي صنعت، ما بلغت جزءا من مائة ألف جزء من ملك أبي بكر الصديق في الجنة.
3- روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أتم حفظ القرآن، وعمل به، ما بينه وبين النبوة إلا أن يوحى إليه.
4- اعمل لله بقدر حاجتك له، وللدنيا بقدر مقامك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها، وللنار بقدر صبرك عليها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما حديث: يا عبدي! أنت عندي كبعض ملائكتي. فقد ورد بلفظ: إن الله يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي، أيها الشاب أنت عندي كبعض ملائكتي. وهو حديث موضوع، رواه ابن الديلمي، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع. اهـ
والحديث الثاني الذي زعمت أنه رواه الترمذي لم يروه الترمذي، ولا وجود له أصلا في شيء من كتب السنة ودواوينها، ولم نجده حتى في الكتب المصنفة في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وظاهر من ألفاظه أنه مكذوب.
والحديث الثالث لم نجده باللفظ الذي ذكرته وقد ورد بلفظ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ؛ فَقَدِ اسْتَدَرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ. رواه الحاكم وصححه، وضعف إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة تحت رقم: 5118. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. اهــ.
والأخير: اعمل لله بقدر ... إلخ. لا وجود له في شيء من كتب السنة، ولم نجده حتى في الكتب المصنفة في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
والله أعلم.