ديوان الإفتاء [550]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين, حمداّ كثيراً طيباً مباركاً فيه, كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه, وعظيم سلطانه, عدد خلقه، ورضا نفسه, وزنة عرشه، ومداد كلماته.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار, وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما اختلف الليل والنهار, وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء, أسأل الله عز وجل أن يعلمنا علماً نافعاً, وأن يرزقناً عملاً صالحاً, وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.

ومرحباً بكم وبأسئلتكم واتصالاتكم.

وفي بداية هذه الحلقة أذكر بأن أفضل كلمة نطق بها عبد من عباد الله هي كلمة (لا إله إلا الله), وهي الكلمة التي بعث الله بها الأنبياء والمرسلين, وأنزل بها الكتب، ومن أجلها خلق الله الجنة والنار, وانقسم الناس بها إلى فريقين, فريق في الجنة وفريق في السعير.

وهذه الكلمة المباركة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نكثر منها, وأن نرددها إذا أصبحنا وإذا أمسينا, وأخبرنا أن (من قال: لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, مائة مرة, كتبت له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له عدل عشر رقاب, وكانت حرزاً له من الشيطان حتى يمسي, ولم يأت أحد بمثل ما أتى به إلا رجلاً قال مثل ما قال أو زاد).

وأخبرنا أن: ( من قالها عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ).

وعلمنا صلوات ربي وسلامه عليه أن نقول هذه الكلمة بعد الباقيات الصالحات, إذا قال قائلنا: ( سبحان الله والحمد لله والله وأكبر, ثلاثاً وثلاثين، فإنه يقول تمام المائة: لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, فتغفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ), وعلمنا أن نقولها عشراً بعد صلاة الصبح, وبعد صلاة المغرب, فيفتتح بها العبد يومه وليلته.

وعلمنا عليه الصلاة والسلام أن ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ).

إخوتي وأخواتي! هذه الكلمة المباركة قد دعا إليها الأنبياء والمرسلون جميعاً, صلوات الله وسلامه عليه، كما قال ربنا جل جلاله مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ[الأنبياء:25]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ[النحل:36], وهذه الكلمة المباركة لها شروط وهي:

العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول

والصدق والإخلاص والمحبه وفقك الله لما أحبه

وهذه الشروط يأتي بيانها تفصيلاً إن شاء الله تعالى.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أمي تصلي صلاة الجمعة أو صلاة التراويح مع التلفزيون مباشرة، فما حكم هذا العمل؟

السؤال الثاني: صيام الست من شوال, هل يمكن أن نبدأها من ثاني يوم العيد مباشرة؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: في غسل الجنابة أو الحيض, هل يمكن أن أستحم بواسطة الدش؟

السؤال الثاني: نحن في منزل كبير, وأنا لا أريد أن أسمع الأغاني، وفي بيتنا يفتحون الأغاني، فماذا أفعل؟

السؤال الثالث: أنا حلمت قبل سنة بناقة، فأريد أن أعرف تفسير هذا الحلم؟

الشيخ: شكراً لك, نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أسأل يا شيخ عن شخص كان لا يصلي, ثم تاب إلى الله، وأصبح الآن يصلي, فالصلوات التي فاتت كيف يؤديها؟

السؤال الثاني: بالنسبة للصفوف في المسجد في الصلاة, نجد الناس يأتون قبل زمن الصلاة, فيجلس الشخص ويكمل الصف الأول, وهكذا الذي بعده ثم الذي بعده, ويأتي شخص متأخر ويضايق الناس في الصفوف, فهل هذا يعتبر تفسحاً في المجالس؟

الشيخ: جزاك الله خيراً، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي عدد من الأسئلة:

السؤال الأول: بعض الناس يجعلون الحبة السوداء في تميمة، ويضعونها في عنق الأطفال لدفع العين، أو يدفنون التميمة في أساس البيت لدفع العين أيضاً، ويقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الحبة السوداء علاج، فهل عملهم هذا صحيح؟

السؤال الثاني: أسأل عن حكم القيام للأستاذ هل هو حرام، وإذا كان في نية الأستاذ أنه استعداد للحصة الثانية فقط، فما حكم هذا القيام؟

السؤال الثالث: أسأل عن وقت القيلولة, هل هو بعد الظهر أم قبل الظهر؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

صيام الست من شوال من ثاني أيام العيد

لسؤال: أخونا السائل يسأل عن صيام الست من شوال من ثاني أيام العيد، هل عمله صحيح؟

الجواب: لا بأس بأن يبدأ الإنسان صيام الست من شوال من اليوم الثاني من الشهر؛ لأن المحرم هو صيام يوم العيد, أما اليوم الذي يليه فيمكن للإنسان أن يشرع في الصوم مباشرة, وهذا أفضل، من أجل أن يتحقق الاتباع المذكور في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ), ولو أنه فرق هذه الأيام بعد ذلك أيضاً لا حرج عليه, فلو صام ستة أيام مفرقة, خلال شهر شوال, فلا بأس, سواء صامها في نصف الشهر أو في آخره, المهم ألا يخرج شوال إلا وقد صمنا الأيام الستة.

الصلاة مقتدياً بالإمام في التلفزيون

السؤال: السائل يقول: من يصلي مع التلفزيون مأموماً، هل صلاته صحيحة؟

الجواب: بل لا بد أن يكون هناك صلة بين الإمام والمأموم, إما بأن يراه, أو يسمعه, وإما بأن يرى من يراه أو يسمع صوته, أما الصلاة مع التلفاز وبينك وبين الإمام مفاوز, ولربما بينك وبينه بلاد, فهذا لا يعتبر أنك صليت مع الجماعة, ثم إنه لربما ينقطع التيار الكهربائي في أثناء الصلاة, فماذا أنت صانع؟

رفع الجنابة بالاغتسال بواسطة الدش

السؤال: الأخت فهيمة من الجزيرة, سألت عن غسل الجنابة بواسطة الدش؟

الجواب: لا حرج بأن يغتسل الإنسان بالدش, أو يغتسل بالدلو, أو يغتسل بالكوز, أو ينغمس في ترعة, أو ينزل في نهر, أو في بئر, المهم أن ينوي رفع الحدث, أو ينوي استباحة ما كان ممنوعاً, ويعمم بدنه بالماء مع الدلك ما استطاع, وبهذا يتحقق أنه قد تطهر, ويكون قد استجاب لقول ربنا: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا[المائدة:6].

رؤيا الناقة في المنام

الشيخ: أما سؤال الأخت عن الرؤيا أنها رأت في المنام ناقة, فلا علم لي بها, وأقول كما قالت الملائكة: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[البقرة:32]، وقال تعالى: وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ[يوسف:44], وأنصح الأخت بأن تلجأ إلى بعض من عرف بتأويل الرؤى, وله في ذلك دربة.

ما يلزم من يسكن في بيت العائلة وفيه من يسمع الأغاني

السؤال: الأخت (ن،ع), تقول: بأنها تسكن في بيت العائلة, وهو كبير ولا تريد سماع الغناء, وهناك بعض الناس يشغل الغناء، فماذا عليها أن تفعل؟

الجواب: إن الواجب علينا أن ننهى عن المنكر إذا رأيناه, فإذا استجاب الناس لذلك فبها ونعمت والحمد لله, وإن لم يستجيبوا فقد حصل الإعذار؛ لأن النهي عن المنكر له غايتان عظيمتان مذكورتان في قول الله عز وجل: مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَهمْ يَتَّقُونَ[الأعراف:164], فالغاية الأولى: من أجل أن يحصل الإعذار للناهي, والغاية الثانية: لعل المنهي يتقي ربه جل جلاله ويستجيب للنهي.

أما إذا لم تحصل الاستجابة, وأصر على ما هو فيه, ففي هذه الحال إن عليك إلا البلاغ، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[المائدة:105].

ما يلزم الزوجان إذا حلف كل منهما ألا يغضب الآخر

السؤال: الأخت: تذكر بأنه حصل بينها وبين زوجها خلاف, فأتى الزوج بالمصحف وطلب منها أن تقسم بالله ألا تفعل ما يغضبه, وهو أيضاً يقسم بالله ألا يفعل ما يغضبها، فما حكم هذا العمل؟

الجواب: هذا لا يشرع ولا ينبغي؛ لأن هذا الزوج قد كلف نفسه وزوجه شططاً؛ لأنه لا بد في الحياة الزوجية أن يحصل مني ما يغضبها, أو يحصل منها ما يغضبني, وهكذا الدنيا؛ ولذلك أنصح الزوجين أن يكفرا عن هذه اليمين التي حلفاها؛ لئلا يكلفا أنفسهما ما لا يطيقان, والحياة الزوجية تمضي على طبيعتها, فيها الحلو وفيها المر, فيها الخير وفيها الشر, فيها الاتفاق وفيها الاختلاف, فيها الأيام السعيدة, وفيها ما دون ذلك, وهكذا الدنيا كما قال ربنا: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ[هود:118-119], وكما قال ربنا: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ[البلد:4].

ومهما اجتهد الإنسان في ألا يغضب زوجه فإنه لا يستطيع أن يستمر على ذلك, حتى إن سيد الناس عليه الصلاة والسلام كان يقول لـعائشة : ( إني لأعلم متى تكونين راضية عني, ومتى تكونين ساخطة علي! قالت له: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: إن كنت راضية تقولين: لا وإله محمد, وإن كنت ساخطة تقولين: لا وإله إبراهيم. فقالت: ما أهجر إلا اسمك ), يعني: ما تريد أن تنطق اسم النبي عليه الصلاة والسلام ولا تجريه على لسانها.

وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم غاضب أزواجه, حتى اعتزلهن في علية شهراً, وأنزل الله عز وجل قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا[الأحزاب:28-29].

مزاحمة الآخرين في الصفوف الأولى ممن جاء متأخراً

السؤال: أخونا جلال من أم درمان يذكر أن بعض الناس يأتي متأخراً, وقد أخذ الناس أماكنهم في الصفوف الأولى, فيزاحمهم ويضيق عليهم، فما حكم عمله هذا؟

الجواب: لا شك بأن هذا لا ينبغي؛ لأن بعض الناس فعلاً -وقد لوحظ هذا في رمضان- لربما يأتي قبل إقامة الصلاة بدقيقة, ولربما يأتي مع الإقامة, فيحشر نفسه حشراً بين اثنين, حتى إن بعض الناس لربما يصلي وهو منحرف ذات اليمين وذات الشمال, بسبب هذا الشخص الذي ضيق عليهم، فنقول: هذا الإنسان قد تحمل وزراً من حيث أراد الأجر، لكن الأجر أن تبكر إلى المسجد, وأن تأخذ مكانك في الصف, فإن الصف الأول لمن سبق إليه, والصف الثاني لمن سبق إليه, أما أن يأتي إنسان في آخر الدقائق ويريد أن يزاحم الناس, فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، حيث نهى عن تخطي الرقاب, ونهى عن المزاحمة, لكن لو وجد الإنسان مكاناً فارغاً فدخل فيه فلا بأس, أما أن يزاحم الناس ويضايقهم, فمثل هذا مما لا ينبغي.

والملائكة تسجل, يعني أن القضية ليست فوضى, فالنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا مثلاً في يوم الجمعة: ( بأن من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة, ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة, ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن, ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة, ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة, فإذا صعد الإمام المنبر جلست الملائكة يستمعون الذكر ).

فلا ينبغي لإنسان يأتي في أثناء الخطبة, ثم بعد ذلك يتخطى إلى أن يجلس في الصفوف الأولى, ويريد أن يكون أجره كأجر من بكر وابتكر, ودنا من الإمام فأنصت, لا يستوون, والله أعلم بمن سبق.

وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن الله وملائكته ليصلون على أهل الصفوف الأولى ), وقال عليه الصلاة والسلام: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول, ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ).

قضاء الصلاة بعد التوبة لمن كان لا يصلي

السؤال: إنسان كان لا يصلي, ثم تاب الله عليه وبدأ يصلي والحمد لله, فماذا يصنع؟

الجواب: يجتهد في قضاء ما مضى؛ لأن التوبة لا تقبل إلا بقضاء الدين, ودين الله أحق أن يقضى, فلو أن إنساناً تاب من أكل حقوق الناس, فلا بد أن يرد إليهم ما أكل, وكذلك لو أن إنساناً تاب من ترك الصلاة فلا بد أن يقضي, أو تاب من ترك الصيام فلا بد أن يقضي, أو تاب من ترك الزكاة فلا بد أن يقضي وهكذا.

ويجتهد في ذلك, على الأقل في كل يوم يقضي صلاة يوم, وينظر فيما هو أرفق به, بما لا يؤثر على بدنه, ولا يعطله عن معاشه, فلو استطاع أن يصلي مع كل فرض فرضاً فلا بأس, ولو استطاع أن يأتي في آخر اليوم, فيصلي خمساً لا بأس, يصلي ظهراً, ثم عصراً ثم مغرباً ثم عشاءً ثم صبحاً لا بأس بذلك, ولو استطاع أن يقضي صلاة يومين أو ثلاثة, فهو أبرأ لذمته وأطهر لساحته إن شاء الله.

القيام للأستاذ إذا دخل الفصل

الشيخ: أما بالنسبة للقيام للأستاذ, فقد جرت عادة الطلاب في مرحلة الأساس أو المرحلة الثانوية أنه إذا دخل عليهم أستاذ هبوا واقفين, وهذا الأمر يجعلونه من باب تجديد النشاط, وبعث الهمة لاستئناف درس جديد بعد الدرس الذي مضى؛ لأنه ربما كانت الحصة السابقة في اللغة العربية, وهذه في الكيمياء أو في الرياضيات مثلاً, أو في اللغة الإنجليزية, فيكون هذا بمثابة بداية الدرس الجديد, أو حصة أخرى استؤنفت, وليس هذا داخلاً إن شاء الله في قول رسول عليه الصلاة والسلام: ( من سره أن يتمثل له الناس قياماً, فليتبوأ مقعده من النار ).

جعل الحبة السوداء في تميمة ووضعها في عنق الطفل لدفع العين

السؤال: أم عمر تقول: بأن بعض الناس يجعل الحبة السوداء في تميمة, ويربطها في معصم الطفل أو حول عنقه, ويستدلون بقول نبينا الرسول عليه الصلاة والسلام: ( الحبة السوداء شفاء من كل داء ) فما حكم هذا العمل؟

الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم ما أراد أبداً ربطها حول معصم الصبي أو عنقه, وإنما أراد استعمالها مأكولة أو مشروبة, وفق ما يعهد به الخبراء في العلاج بهذه المادة وغيرها, وتعليقها حول معصم الطفل لا يجوز ولا حول عنقه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تعلق شيئاً وكل إليه ), وقال: ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له, ومن تعلق ودعة فلا ودعه الله ), فلذلك لا ينبغي أبداً أن نتعلق بمثل هذا.

والطفل إذا كنا نخشى عليه من العين, فإننا نستعمل معه الرقية الشرعية, نقرأ عليه التحصينات من أجل أن يقيه الله شر كل ذي شر.

وقت القيلولة في النهار

الشيخ: أما وقت القيلولة يا أم عمر فيمكن أن تكون قبل الظهر أو بعده, بحسب المتاح, وكان الصحابة يقيلون قبل الظهر؛ لأنهم كانوا يبدءون يومهم بالتهجد بقيام الليل, ثم يصلون الصبح, ثم يجلسون حتى تطلع الشمس, ثم يصلون صلاة الضحى, ثم ينصرفون إلى أعمالهم, فإذا اشتد حر النهار أووا إلى بيوتهم فاستراحوا ثم خرجوا لصلاة الظهر, لكن الآن ظروف الحياة اختلفت نوعاً ما, فالمهم أن من السنة أن يرتاح الإنسان في النهار قليلاً, فإن هذا مما يعينه على قيام الليل، والعلم عند الله تعالى.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة يا شيخ!

السؤال الأول: نلاحظ عند حمل الجنازة وجود أناس يقومون بتصوير الجنازة بالموبايل إذا مرت، وتصويرها حين تكفن وبعد الكفن هل يجوز أم لا؟

السؤال الثاني: نحن ساكنون في بيت ورثناه من أبينا، وأخواتنا المتزوجات لا يأخذن نصيبهن من إيجار هذا البيت، فما هو الذي يلزمنا هل نعطيهن إيجاراً أم لا؟

السؤال الثالث: أنا أنوي الحج هذه السنة، ولست متزوجاً، وقد قيل لي: الحج لا يجوز إلا لمن كان متزوجاً فهل هذا القول صحيح؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: زوجي لا يصوم ولا يصلي، وعندي طفلان منه، والجمعة أحياناً يصليها وأحياناً لا يصليها، فما حكم حياتي معه هل تجوز أم لا؟

الشيخ: طيب شكراً.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: عندي دكان تجارة، وعندي مشروع زراعي وأمول المشروع من الدكان، فكيف أزكي المشروع الزراعي والدكان؟

السؤال الثاني: أنا توضأت واغتسلت للجمعة، فهل وضوئي هذا كاف أو أجدد الوضوء عند خروجي للجمعة؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: لدي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: صلاة التهجد في رمضان، فالشيخ محمد الله يعطيه العافية! يتأخر بنا في صلاة التهجد إلى الساعة الرابعة, فالناس ينامون في المسجد ساعة حتى يأتي الفجر وبعضهم يقول: لا بد أن يقوموا إلى طلوع الفجر لقوله تعالى: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:5]، فما هو الصحيح؟

السؤال الثاني: هل صحيح أن القبض في الصلاة مكروه عند الإمام مالك، أي قبض اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة؟

السؤال الثالث: عندنا شيخ يقول: تعليق التميمة كفر لا يجوز، ويقول: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من علق تميمة فلا أتم الله له ) فهل التميمة جائزة ولو كانت من القرآن أم غير جائزة؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أنا أسأل عن الصيام هل يقدم القضاء أم تصام الست من شوال أولاً؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

حكم الحج قبل الزواج

السؤال: أخونا الريح من الحاج يوسف يقول: بأنه ما كتب الله له الزواج إلى الآن, فهل الزواج شرط لصحة الحج؟

الجواب: حج بيت الله الحرام فريضة من فرائض الإسلام, وركن من أركانه العظام بإجماع المسلمين, فكل المسلمين مجمعون على أن الحج واجب على من قدر عليه, من ذكر أو أنثى, وأنه ركن من أركان الإسلام.

أما الزواج فإنه تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة, فلربما يكون واجباً, وأحياناً يكون مندوباً, وأحياناً يكون مكروهاً, وأحياناً محرماً, وأحياناً مباحاً؛ فلذلك يا أخي الكريم! إذا استطعت أن تحج فلا تؤخر؛ لأنه واجب على الفور, والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( من أراد الحج فليعجل, فإنه قد يمرض الصحيح, وتضل الراحلة, وتعرض الحاجة ), وقال: ( تعجلوا الحج ), وربنا جل جلاله أمرنا بالمسارعة إلى الخيرات, والمنافسة في الطاعات فقال: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ[آل عمران:133]، وقال سبحانه: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ[الحديد:21].

والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( بادروا بالأعمال سبعاً, هل تنتظرون إلا فقراً منسياً, أو غنى مطغياً, أو مرضاً مفسداً, أو هرماً مفنداً, أو موتاً مجهزاً, أو الدجال فشر غائب ينتظر, أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ), اللهم إلا إذا كان لدى الإنسان مال قليل, وهو يخشى على نفسه العنت -يعني: يخشى على نفسه الوقوع في الحرام-، فمثل هذا يبادر إلى الزواج حفظاً لدينه, وصيانة لعرضه, ويؤخر الحج إلى أن ييسره الله عز وجل.

عدم دفع الإخوة مقابلاً مالياً لأخواتهم نظير سكنهم في البيت المورث لهم جميعاً

الشيخ: أما البيت الموروث الذي هو تركة, وأنتم تسكنون فيه, وأخواتكم لهن نصيب في هذا البيت, ولا يأخذن منكم أجرة؛ فالواجب عليكم أن تعرضوا عليهن الأجرة, فإذا أبين وطابت نفوسهن بذلك فلا حرج عليكم.

أما أن تسكنوا دون أن تدفعوا أجرة, وهن يمنعهن الحياء من طلبها, فمثل هذا لا ينبغي.

تصوير الجنازة بالموبايل

الشيخ: أما تصوير الجنازة بالموبايل, فإذا كان لمصلحة فلا حرج في تصويرها بالموبايل, أو بغيره, أما إذا لم يكن ثمة مصلحة, فما ينبغي تصوير الجنازة؛ بل الميت يشرع في حقه الستر؛ ولذلك الشريعة أمرتنا بأن الإنسان إذا فارقت روحه بدنه أن نغمض عينيه وأن نسجيه, أي: نغطيه, كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولأن الميت بعدما تخرج روحه تتغير حاله, فينخسف صدغاه, وتشخص عيناه, ويميل أنفه, وتنفتح قدماه, إلى غير ذلك من علامات الموت؛ فلذلك نسجيه ونستره, وعليه فلا ينبغي تصويره على تلك الحال كما ذكرت، اللهم إلا إذا كان ثمة مصلحة.

معاشرة المرأة لزوجها الذي يترك الصلاة أكثر حياته

الشيخ: أما الأخت (ك، ل) من بور سودان فقد ذكرت بأن زوجها أجاركم الله لا يصلي ولا يصوم, وتبين من خلال كلامها أن زوجها ليس جاحداً لوجوب الصلاة, لكنه متهاون كسول, فتارة يصلي وتارة يترك, يعني: حيناً يصلي وأحياناً كثيرة يهمل, وهذا الرجل ينبغي أن يناصح, وأن تهدى له الأشرطة والكتيبات التي تبين خطورة ترك الصلاة, وأن المتهاون بها يخشى عليه من سوء الخاتمة ونحو ذلك, لعل الله أن يهديه ويأخذ بيده, ويستقيم على أمر الله عز وجل.

وللزوجة أن تستعين في ذلك بمن يستطيعون التأثير عليه من أترابه وأصدقائه ونحوهم.

تجديد الوضوء بعد الغسل عند الخروج إلى صلاة الجمعة

السؤال: أخونا هاشم من نهر النيل يذكر أنه اغتسل لصلاة الجمعة وتوضأ, فهل هذا يكفي أم لا بد من تجديد الوضوء؟

الجواب: بل يكفي، إذا لم يحصل ناقض من حدث أو سبب فلا حرج عليه أن يصلي الجمعة بهذا الوضوء, وكذلك لو اغتسل الإنسان يوم الجمعة غسل الجمعة ولم يتوضأ، فبعض أهل العلم يقول: بأن هذا الغسل يجزئه ولا يحتاج إلى الوضوء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عادل بينهما حين قال: ( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت, ومن اغتسل فالغسل أفضل ).

كيفية إخراج زكاة عروض التجارة والمشاريع الزراعية إذا تداخلت حساباتها المالية

السؤال: الأخ هاشم يذكر أن عنده دكاناً تجارياً, ومشروعاً زراعياً, والمشروع يمول من الدكان, فكيف تكون الزكاة؟

الجواب: أما المشروع فزكاته يوم حصاده؛ لأن الله عز وجل قال: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ[الأنعام:141], إذا كان الناتج من هذا المشروع قد بلغ نصاباً, وهي خمسة أوسق التي تعادل ثلاثمائة صاع, والتي تعادل ستمائة وأربعاً وثلاثين كيلو تقريباً, فمثل هذا يخرج منه العشر أو نصفه, فإذا كان مسقياً بماء السماء أو كان عثرياً -يعثر على الماء بنفسه- ففيه العشر, أما إذا كان مسقياً بالنواضح وبالمؤنة ففيه نصف العشر.

وبالنسبة للدكان فأنت تاجر مدير, والتاجر المدير يجعل لنفسه حولاً, يقول مثلاً: أنا حولي يوم الخامس عشر من شوال، ففي هذا اليوم يحصي ما عنده, فإذا كان بالغاً نصاباً ما يعادل خمسة وثمانين جراماً من الذهب الخالص, أو خمسمائة وخمسة وتسعين من الفضة الخالصة, بنقود هذه الأيام حسب آخر مناشير الديوان, أي: ثمانية آلاف ومائتان وأربعون جنيهاً, فيخرج ربع العشر.

النوم في المسجد بعد صلاة التهجد

السؤال: أخونا عوض الكريم من الجزيرة سأل عن صلاة التهجد في رمضان, وأنها تنتهي في الساعة الرابعة, فهل ينام الناس في المسجد؟

الجواب: لا بأس, إذا أرادوا أن يناموا من أجل أن يقوموا بعد ساعة في نشاط وقوة، وانبعاث عزيمة لصلاة الصبح التي هي فريضة, فلا حرج في ذلك, ومن استطاع أن يبقى في ذكر وعبادة إلى طلوع الفجر, فلا شك أنه أولى من أجل أن يستثمر تلك الأيام الفاضلات المباركات, التي نسأل الله أن يعيدها علينا ونحن في أمن وإيمان, وسلام وإسلام, وتوفيق لما يحب ويرضى.

وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة عند المالكية

السؤل: سمعت من قال: بأن القبض مكروه عند الإمام مالك فهل هذا صحيح؟

الجواب: هذا وارد من رواية ابن القاسم رحمه الله وحده, و ابن القاسم من أصحاب مالك , وقد ذكر بأن القبض مكروه, وعلل المالكية ذلك بأنه إذا قصد به الاعتماد, يعني: إذا قصد الإنسان به الاستناد فإنه يكره، أما من فعله استناناً فلا كراهة في ذلك كما حقق هذا مجتهدو المالكية, كالإمام أبي عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى, والإمام أبي عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى وغيرهما, والقبض سنة؛ لأن الصحابة رضوان الله عليهم قد تواتر عنهم ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قبض بيمناه على يسراه ), أو ( وضع باطن كفه اليمنى على ظاهر كفه اليسرى ) عليه الصلاة والسلام, وهذه هي السنة المشهورة.

ومن قبض فقد أتى بالسنة, ومن سدل فقد ترك السنة وصلاته صحيحة.

مدى صحة القول بأن تعليق التمائم كفر

الشيخ: أما قول من قال: بأن من علق تميمة فلا يجوز له ذلك، وأن هذا كفر, فلا شك أن هذه مجازفة من القول, ولعل هذا الإمام هداه الله اشتبه عنده الأمر بأن هذه التمائم في بعضها قرآن؛ فكيف يجحد الإنسان ذلك؟ ومع ذلك فإننا نقول: نعم, في بعض التمائم قرآن؛ لكن ليس لهذا أنزل القرآن, القرآن ما أنزل لأجل أن يخاط في تميمة, ثم بعد ذلك تربط على العضد, أو تعلق في العنق, وإنما القرآن أنزله الله عز وجل من أجل أن يتلى, ومن أجل أن تتدبر آياته, ومن أجل أن يعمل بأحكامه, ومن أجل أن يستشفى به قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[الإسراء:82]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[فصلت:44]، وقال أيضاً: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ[يونس:57].

فهذا الكلام الذي قاله هذا الرجل يستوجب توبة, ونسأل الله أن يهدي الجميع.

المفاضلة في التقديم بين القضاء أو صيام الست من شوال

الشيخ: أما هادية من الدامر فأقول لها: من استطاع أن يقضي ثم يصوم ستاً من شوال فهو الأفضل والأولى, والأبرأ للذمة, ومن عجز عن ذلك لكثرة الأيام, فلا حرج عليه أن يصوم الست من شوال, ثم بعد ذلك يقضي، والعلم عند الله تعالى.

المتصل: أسأل عن صلاة الاستخارة وكيفيتها، وهل فيها سور معينة تقرأ أم لا؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أعطنا قولاً واحداً في مسألة البسملة في الصلاة، هل نبسمل أو نترك؟

السؤال الثاني: أعطنا كلمة موجزة عن قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ[الغاشية:2-3] الآيات.

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أنا قبل قليل سألتك عن إنسان كان لا يصلي، ثم تاب فكيف يقضي؟

فقلت: إنه يقضي, لكن هل يصح أن أقضي في الثلث الأخير, باعتباره أفضل الأوقات, وقيام ليل أم لا يصح؟

الشيخ: طيب.

المتصل: عندما نريد أن نسافر نعلم أن القصر له أحكام وله شروط, فمثلاً لا نقصر قبل أن نغادر المدينة التي نريد أن نسافر منها, فنريد منك بعض أحكام القصر, وشروط القصر, جزاك الله خيراً؟

الشيخ: شكراً لك، أجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: ما حكم عبارة: (العفو لله والرسول) فقد سمعتك تقول هذه العبارة؛ لأن الأجر والعفو لا يكون إلا من الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ[الشورى:40]، وأيضاً العبادة لا تكون إلا لله.

السؤال الثاني: قبل قليل أجبت عن سؤالٍ لمن كان لا يصلي ثم تاب بأنه يقضي الصلاة التي تركها، لكن عائشة أم المؤمنين قالت: ( كنا نؤمر بقضاء الصيام، ولا نؤمر بقضاء الصلاة ), فكيف نجيب عن هذا؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي دكان أبيع فيه زيتاً، وهذا الزيت يوقف دخان السيارات القديمة، فما حكم بيع هذا الزيت؟

الشيخ: أبشر إن شاء الله نجيبك.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أنا كنت متضايقاً ودخلت في الصلاة بنية المغرب, واتضح لي أنهم جامعون للعشاء, وأكملت صلاتي معهم، فهل عملي صحيح؟

السؤال الثاني: هل واجب علي أن أحجج لعائلتي مثلاً لزوجتي وأولادي أو من البر فقط؟

الشيخ: شكراً يا أبا مأمون نجيبك إن شاء الله.

كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

معنى قوله تعالى: (وجوه يومئذٍ خاشعة * عاملة ناصبة)

السؤال: أخونا مراد من كسلا سأل عن معنى قول ربنا: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ[الغاشية:2-3]؟

الجواب: هذا بيان لحال بعض الناس يوم القيامة, بأنهم -والعياذ بالله- يكونون في خشوع بمعنى ذل, كما قال ربنا: وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ[الشورى:45].

وقوله: عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ[الغاشية:3], أي: كانوا في الدنيا عاملين مجتهدين, وهم في تعب في أعمالهم هذه؛ لكنهم يوم القيامة يجدونها هباء منثوراً؛ ولذلك سيدنا عمر رضي الله عنه لما رأى بعض أهل الكتاب متقهلاً رث الثياب, بكى عمر وتلا هذه الآية.

ومثلها قول الله عز وجل: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا[الكهف:103-104].

الجهر بالبسملة في الصلاة

الشيخ: أما البسملة في الصلاة فخير لك أن تأتي بها؛ لأن بعض أهل العلم يبطل الصلاة بتركها, ولو أتيت بها كانت صلاتك صحيحة عند الجميع, فيستحب لك الخروج من الخلاف, وإن كان مذهب المالكية رحمهم الله أن البسملة ليست بآية من الفاتحة, ولا من صدر كل سورة.

تحري الثلث الأخير من الليل لقضاء تارك الصلاة ما فاته من صلوات

السؤال: أخونا جلال من أم درمان يقول: بأن تارك الصلاة إذا أراد أن يقضي يجعلها في الثلث الأخير من الليل, على نية أن تكون قياماً فهل عمله يجزئ؟

الجواب: لا ينبغي أن يؤجل, ولا أن يؤخر؛ بل يبادر ولا يسوف, يعني: ما يقول: أجعلها في الثلث الأخير, ثم بعد ذلك في بعض الليالي تغلبه عيناه فينام؛ لأن هذه فريضة لا بد أن يبادر بها إبراء لذمته.

القصر قبل مغادرة المدينة

السؤال: أخونا فيصل من سنجة يقول: بعض الناس إذا سافر يقصر الصلاة قبل أن يغادر المدينة فما حكم عمله هذا؟

الجواب: لا يجوز؛ لأنه لا بد من الانفصال, بمعنى أن تغيب عنه بيوت القرية وبساتينها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقصر إذا بلغ ذا الحليفة, وذو الحليفة ما يسمى الآن (بآبار علي) كانت في ذلك الوقت خارج المدينة, فالإنسان في داخل المدينة لا يقصر, فمثلاً: من أراد أن يسافر من الخرطوم لا يقصر من داخل الخرطوم, وإنما يقصر بعدما يشرع في السفر, ويحصل له الانفصال, وتغيب عنه بيوت القرية وبساتينها.

أما شروط القصر فهو أن يكون السفر مباحاً, ومما يطلق عليه في العرف سفراً, وألا يهيم على وجهه, وإنما يكون هناك جهة يقصدها, ولذلك قال علماؤنا: بأن من خرج يبحث عن ضالة, وعن بعير شرد, أو ولد غاب, فيخرج ويمضي, فهذا لا يقصر؛ لأنه ما نوى سفراً؛ بل لا بد لجواز القصر أن يكون قد نوى سفراً.

ولا بد أن يكون السفر مباحاً, يعني: إما أن يكون سفر طاعة, أو أن يكون سفراً مباحاً, أما إذا كان سفر معصية فلا يقصر.

الاستدلال بحديث عائشة في حق الحائض: (كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) على عدم قضاء الصلاة لمن كان لا يصلي

الشيخ: أما أخونا أبو أحمد فقد اعترض على فتوى قضاء الصلاة, بأن السيدة عائشة قالت: ( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة )، فنقول: يا أخي! هذا في حق المرأة الحائض, فإن الصلاة قد سقطت عنها أصلاً, يعني: لا تجب عليها ولا تصح منها, لكن هذا الإنسان كانت واجبة عليه ففرط فيها, والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ), فما بالك بالمتعمد, وهذا الذي قلته هو قول جمهور العلماء, بأن تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً إذا تاب فإنه يقضي.

الاعتراض على عبارة: (العفو لله والرسول)

الشيخ: وأما اعتراضك على القول: (العفو لله والرسول) فأنا قلت: بأن هذه الكلمة لا يقصد قائلها أن الأجر من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنما يقصد العفو إرضاء لله, وإرضاء للرسول صلى الله عليه وسلم, ولا شك أن رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم من رضا الله, وخير لنا أن نلتمس لكلام الناس المعنى الطيب الصحيح, من أن نحمل ألفاظهم ما لا ينوون ولا يقصدون.

بيع الزيت الذي يوقف دخان السيارات

السؤال: أخونا الزين سأل عن حكم بيع الزيت الذي يوقف دخان السيارات؟

الجواب: لا تبعه؛ لأنك بذلك تعين الناس على التدليس, الذي يريد أن يبيع سيارة ويعلم أنها بحاجة إلى (شمبر) وأن دخانها كثير, يشتري هذا الزيت منك ويصبه صباً, ثم يذهب إلى الدلالة أو إلى مكان بيع السيارات, ومهما داس المشتري على البنزين لا يكاد يخرج منها دخان قط, ثم إذا مضى بها بعد يوم أو يومين دخانها يملأ الأرض والسماء, فمثل هذا من الغش والتدليس الذي ما ينبغي الإعانة عليه؛ لأن الله قال: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2].

صلاة المغرب خلف من يصلي العشاء

الشيخ: الأخ أبو مأمون نقول له: صلاتك للمغرب خلف من صلوا العشاء قصراً صحيحة عند جمع من أهل العلم.

الذهاب بالزوجة والأولاد لأداء الحج

الشيخ: لا يجب عليك أن تحجج زوجتك ولا أولادك؛ لكن لو أنك ذهبت بزوجك وعيالك إلى الحج فلك أجر عظيم, ولك أجر المعاشرة بالمعروف وإدخال السرور عليهم.

أسأل الله عز وجل أن ييسر لنا جميعاً حج بيته الحرام, وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام, وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, والحمد لله في البدء والختام, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.