ديوان الإفتاء [277]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

السلام عليكم رحمة الله وبركاته.

مرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء، وأسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة، ومع أول اتصالاتنا.

المتصل: فضيلة الشيخ! لدي أربعة أسئلة أرجو أن تجيب عليها.

السؤال الأول: حدثنا عن عبادات القلوب، وكيف نستطيع أن نجعل قلوبنا راضية عن الله عز وجل، وما هي الآليات التي تساعدنا في أن نربي أنفسنا بألا نتطلع إلى ما عند الآخرين، ونرضى بقسمة الله سبحانه وتعالى لنا؟

السؤال الثاني: هنالك حديث قدسي مر بي وهو: ( أنا الله لا إله إلا أنا إن أطعت رضيت، وإن رضيت باركت، وبركتي ليس لها منتهى، وإن عُصيت غضبت، وإن غَضبت لعنت، ولعنتي تصل إلى سابع من الولد )، الكاتب يقول: رواه أحمد بن حنبل , فما هو معنى الحديث، ولا سيما معنى: ( تصل إلى سابع من الولد ) ؟

السؤال الثالث: في بعض القنوات الفضائية وكذلك في مواقع الإنترنت عندما تطرح قضايا الفكر الإسلامي، والقضايا التي تهم المسلمين يتحدثون دائماً عن فقه الموازنات، ويذكرون عرضاً فقه الموازنات من غير تفصيل، فأريد شرحاً مبسطاً وميسراً عن فقه الموازنات؟

السؤال الرابع: هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه: ( ستفتح القسطنطينية، ونعم الجيش جيشها، وستفتح رومية ...)، إلى آخره، فحدثنا عن مدلولات هذا الحديث، وبشائر النصر لأمة الإسلام، وجزاك الله خيراً.

الشيخ: هذه الأسئلة حقيقة -التي طرحتها أختنا أمة الله من النيل الأبيض- ليس مناسباً لها هذا البرنامج، فالبرنامج مختص بالجواب على الأسئلة بأسلوب ميسر ومختصر، وسؤالها عن عبادات القلوب، وفقه الموازنات يحتاج إلى كلام طويل، وأنا أرشد الأخت في عبادات القلوب إلى أن ترجع إلى بعض الكتب التي فصلت في هذا الأمر؛ كمختصر منهاج القاصدين لـابن قدامة المقدسي أو مدارج السالكين لـأبي عبد الله بن القيم ونحو ذلك من الكتب التي عنيت بالكلام عن عبادات القلوب، وكتاب إحياء علوم الدين للغزالي، فـالغزالي رحمة الله عليه فصل الكلام عن أمراض القلوب, وعجائب القلوب، ومداواة القلوب، وغير ذلك من هذه الأمور. وأنا أحييها على هذا السؤال؛ لأن القلب هو الملك، والأعضاء جنود كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب )، فالعناية بالقلوب لا بد منها.

الشيخ: الحديث الذي ذكرته وأنه قد رواه الإمام أحمد هذا يحتاج إلى مراجعة؛ أولاً: للتبين من كونه صحيحاً، ثم بعد ذلك للنظر في معناه، والقاعدة المستقرة عندنا أنه: لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الإسراء:15]؛ لأنه ربما يكون الوالد سيئاً فاسداً مفسداً، ولربما يكون كافراً مشركاً، ولكن يخرج من صلبه ولد مستقيم صالح، والله عز وجل لا يؤاخذ الأبناء بجريرة الآباء ولا العكس.

المتصل: يا شيخنا! لدي بعض الأسئلة:

السؤال الأول: يقال: إن من قرأ سورة البقرة سبعة أيام زال عنه كل سوء، فهل هذا حديث أو قول مأثور؟

السؤال الثاني: لو تحدثنا قليلاً عن فضل قيام الليل.

السؤال الثالث: في الوقت الماضي تركت صلوات عدة لم أصلها، فهل هناك كفارة لهذا الأمر؟

السؤال الرابع: ما حكم من تاب ثم أذنب ثم تاب ثم أذنب واستمر على هذه الحال؟

الشيخ: إن شاء الله نجيبك عن أسئلتك.

المتصل: أكرمك الله يا شيخ! تصلنا رسائل فيها أسماء الله الحسنى أو كلمة لا إله إلا الله، ومكتوب فيها: أرسلها لعشرة أشخاص وستأتيك أخبار تسرك, وإن تجاهلتها فستأتيك أخبار سيئة، علماً بأني لم أرسلها، لكنهم قالوا: إنها مجربة. فما رأيكم؟

الشيخ: إن شاء الله نجيبك على سؤالك.

المتصل: يا شيخ! عندي بعض الأسئلة:

السؤال الأول: في العيد وعدت واحدة من الأقارب وقلت لها: إن شاء الله كسوة العيد علي, وحلفت لها يميناً أني سأعطيها ملابساً للعيد, فأقبل العيد وانتهى ولم أتوفق بإعطائها الملابس، لكن بعد أن انتهى العيد ذهبت إليها بمال لتشتري ملابس للبنات, فما الحكم؟

السؤال الثاني: أحياناً زوجي يعطيني مالاً لأشتري حاجات البيت والعيد وأنا أقوم بتوفيرها، ثم إذا ضاقت بنا الحال أقول له: سأتدين لك مالاً والمال في الحقيقة هو ما وفرته من حاجيات البيت، فأقول له: أنا اقترضت لك مالاً, فأعطيه المال ثم لا أستعجله بالقضاء, وعندما يرد المال أشتري به حاجات للبيت, ثم أخبره أن هذه الحاجات أخذتها بالتقسيط فما حكم هذا الفعل؟

الشيخ: الله يغفر لنا ولك، أجيبك إن شاء الله.

الشيخ: بالنسبة لفقه الموازنات هذه من التعبيرات الحادثة، ومثلها فقه الأولويات، أو فقه الأقليات، فهذه تعبيرات أو أساليب معاصرة؛ ولكن لها أصولها في الكتاب والسنة.

وعلماؤنا رحمهم الله تكلموا عن فقه الموازنات قديماً لكن بغير هذا المصطلح، فمثلاً: لما تكلموا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكروا من شروطه: ألا يترتب على الأمر بالمعروف تضييع معروف أعظم، وألا يترتب على النهي عن المنكر ارتكاب منكر أكبر، وذكروا بأن المفسدة الصغرى تُحتَمل لدفع الكبرى، وأن المصلحة العظمى تُحَصَّل ولو أدى إلى تفويت الصغرى، إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة.

ومثال ذلك في القرآن قول ربنا الرحمن: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام:108]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لما عرض عليه قتل عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين قال: ( بل نحسن صحبته ما استطعنا؛ لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ). ومثله أيضاً عمر رضي الله عنه لما عرض عليه غزو الروم, فكان يقول: لمسلم واحد أحب إلي من الروم وما حوت.

فالمقصود أن الإنسان المسلم دائماً يوازن بين المصالح من أجل أن يحصل أعظمها ولو فوت أدناها، وكذلك يوازن بين المفاسد من أجل أن يتقي أكبرها ولو ارتكب أصغرها، فهذا الذي يعرف الآن بفقه الموازنات.

الشيخ: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ستفتح القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش، ولتفتحن رومية, فسئل عليه الصلاة والسلام: أي المدينتين تفتح أولاً؟ فقال: مدينة هرقل )، هذا حديث صحيح رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم, فإنه لما قال هذا الكلام كان الإسلام محصوراً في جزيرة العرب, فتنبأ عليه الصلاة والسلام بفتح القسطنطينية التي هي الآن إسطنبول أو إسلامبول، وما كان الصحابة قد رأوها ولا عرفوها، وحصل ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بزمان طويل على يد العبد الصالح محمد بن مراد الثاني رحمه الله المعروف بـمحمد الفاتح .

وأما رومية فالمقصود بها: روما التي هي الآن عاصمة إيطاليا: عاصمة الصلبان، وعاصمة الكنائس, وإلى قريب منها تقع الفاتيكان، وكل ما أخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه واقع لا محالة، فإنه لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى.

السؤال: الأخت فاطمة سألت: أن قراءة سورة البقرة سبعة أيام تذهب كل سوء، فهل هذا صحيح؟

الجواب: أقول لها: يا فاطمة ! سورة البقرة سورة مباركة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءتها, وأخبرنا بأن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيها، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر, إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة )، قال معاوية أحد رواة الحديث: البطلة: السَحَرة.

وأمرنا أن نقرأها مع سورة آل عمران كذلك، فقد جاء في الحديث: ( اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران, فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما ).

وأما التحديد بسبعة أيام فلم يرد إلا أن يكون على سبيل التجربة، فقد يكون إنسان جرب ثم وجد أثراً عظيماً لهذا العدد فلا حرج إن شاء الله، والأمر في ذلك واسع.

الشيخ: قيام الليل أمر به ربنا جل جلاله نبيه صلى الله عليه وسلم حين قال: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:1-4]، وأخبر سبحانه وتعالى أن هذه صفة أهل الجنة قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:15-18]، وفي آية أخرى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16-17]، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه، وأخبرنا أن ( قيام الليل مرضاة لربنا، ومطردة للداء عن أجسادنا، وهو دأب الصالحين من قبلنا )، وكذلك كان الصالحون من هذه الأمة على هذا المنوال وخاصة في الشتاء فقد ورد في الحديث: ( الشتاء ربيع المؤمن؛ طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه )، وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

الشيخ: الصلاة التي تركت يا فاطمة لا كفارة لها إلا قضاؤها، ففي الحديث: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك )، فإذا كان هذا في حق الناسي والنائم -وهما معذوران- فمن باب أولى العامد الذي تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها، فيتوب إلى الله عز وجل ويقضي تلك الصلوات التي فرط فيها.

الشيخ: أما بالنسبة للتوبة ثم العودة للذنب، ثم التوبة ثم العودة للذنب، فهذا لا ينبغي أن ييئسنا من رحمة الله، بل المسلم كلما أذنب تاب، ولو عاد فإنه يرجع فيتوب, والله عز وجل يتوب على من تاب كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.

فالإنسان لا ينبغي أن يدع للشيطان فرصة ليوسوس له فيقول له: والله أنت أذنبت, ثم تبت, ثم أذنبت, ثم تبت, وهذه مهزلة، فاستمر في الذنب أفضل لك، فهذه من وسوسة الشيطان التي ينبغي الابتعاد عنها، والله عز وجل قال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، ولذلك من أذنب لا بد أن يتوب إلى الله عز وجل, قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ).

السؤال: أخونا الحميدي ذكر بأن هناك رسائل تأتيه عن طريق الجوال أو عن طريق البريد الإلكتروني فيها أسماء الله الحسنى يقولون: أرسلها إلى عشرة أشخاص تسمع خبراً مُفرحاً, وإن أهملتها سمعت خبراً مفزعاً، فهل هذا صحيح؟

الجواب: هذا من أبطل الباطل، ومن اتباع الأوهام، فلو أن الإنسان نسخ القرآن -الذي هو أشرف الكلام وأحسنه وأطيبه- لعشرة أشخاص فليس بالضرورة أن يسمع خبراً طيباً، ولو أنه لم ينسخ القرآن فما فرض الله علينا كتابته، وإنما فرض علينا العمل به، فهذه الرسائل المراد بها صرف الناس عن معالي الأمور إلى سفسافها، وإلا فما قيمة أن أرسل إلى عشرة أشخاص، والناس يعرفون أسماء الله الحسنى، وهي موجودة مبذولة لمن أرادها، فلذلك جزاك الله خيراً أخانا الحميدي لأنك ما كتبتها، ولا التفت إلى هذا الكلام.

ومثله أيضاً: رسائل ينسبونها إلى السيدة زينب بنت فاطمة , أو إلى الشيخ أحمد حامل مفاتيح الحجرة النبوية، وغير ذلك من الخرافات التي نسمع بها من عشرات السنين، يعني: منذ أن وجدنا على هذه الدنيا وهذه الرسائل وهذه الأشياء تأتي، وبعضها يحدد فيها أنك إن لم ترسلها حصل لك حريق، أو ما أشبه ذلك، ولو أرسلتها ستربح في تجارتك، أو ترتقي في وظيفتك، أو غير ذلك، والإنسان لا يمر يوم من أيامه إلا وسمع خبراً طيباً، أو خبراً سيئاً، ولا يتعلق هذا بشيء من هذه الخرافات، ونسأل الله أن يكرمنا بكمال العقول.

الشيخ: يا أم محمد ! حلفت لصاحبتك أن تشتري لها ملابس للعيد ولم تفعلي، ثم بعد العيد دفعت لها القيمة، جزاك الله خيراً على الوفاء بالوعد؛ لكن تلزمك كفارة؛ فإنك قد حلفت وقيدت هذه اليمين بزمان ولم تنجزي الوعد في الزمان الذي حددت، فعليك كفارة يمين: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم, كما أمر بذلك رب العالمين حين قال: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة:89].


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2651 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2508 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2444 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2408 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [284] 2368 استماع