عنوان الفتوى : توبة المرأة من عمل سحر المحبة لخطيبها
قبل مدة كنت مخطوبة لشخص، وحدثت بيننا بعض المشاكل، فنصحتني صديقتي أن أعمل له سحر محبة؛ لكي تعود الأمور إلى حالها الأول معه، فالتجأت إلى ساحرة تعرفها، وفعلت ذلك، وبعد مدة تعرّضت لحادث نفسيّ أصابني باكتئاب حاد جدًّا، وفي فترة المرض كانت تراودني أحلام عن ذلك الشخص، وأستيقظ في أغلبها مفزوعة منها؛ فأصابني تأنيب ضمير حاد، فأخبرته، وطلبت منه المسامحة على ما فعلت، وأسأل الله تعالى دائمًا في صلاتي أن يغفر لي ذنبي، وأن يبطل تأثير ذلك السحر، فهل بطل مفعول ذلك السحر لأنني صارحته به أم لا؟ وإذا لم يبطل، فماذا أفعل للتخلّص منه؟ أرجو منكم الإجابة؛ لأنني أشعر بتأنيب ضمير حاد، يكاد يصيبني بالجنون.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحًا مستوفية الشروط التي قد سبق بيانها في الفتوى: 29785.
فما قمت به من عمل السحر لهذا الرجل؛ أمر عظيم، وذنب كبير، وانظري الفتوى: 47331.
ومن تاب، تاب الله عليه، ومغفرته -سبحانه- لا يعظم معها ذنب؛ فهو القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، والقائل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}؛ فأحسني الظن بربك، وأقبلي عليه بالذِّكْر، والدعاء، وسؤاله العافية من كل بلاء.
وأما سؤالك: هل بطل مفعول ذلك السحر لأنني صارحته به أم لا؟
فالجواب: أنّا لا ندري عن ذلك شيئًا.
وعلى كل؛ فقد أحسنت بدعائك الله تعالى أن يبطل السحر عن ذلك الشاب.
ويمكن أيضًا توجيهه لبعض الرقاة من أهل الاستقامة في العقيدة والعمل؛ لحلّ السحر بالرقية الشرعية.
ولا يجوز حل السحر بسحر مثله، وراجعي الفتوى: 10981.
والله أعلم.