ديوان الإفتاء [485]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، والسراج المنير، البشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

إخواني وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء، أسأل الله عز وجل أن يجعلها نافعةً مفيدة.

وفي بداية هذه الحلقة أقول: بأن أذية المؤمنين حرام، وقد ذكر الله عز وجل أن التعرض للمؤمنين بالأذى إنما هو سجية الكفار والمنافقين قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[الصف:5]، وكان المنافقون يؤذون المسلمين فيسخرون منهم، كما قال ربنا جل جلاله: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[التوبة:79]، وكذلك الكفار كانوا يؤذون المسلمين، كما قال ربنا: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ[المطففين:29-33]، وقد توعد ربنا جل جلاله الذين يؤذون المؤمنين أياً كانوا باللعنة والعذاب المهين فقال سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58]، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على ألا يؤذي مؤمن مؤمناً، ولو كان بما يؤذي شعوره، ولو بما يتوهم منه أنه سخرية أو تغامز أو لمز، قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث، حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه ).

فإذا كانت أذية المؤمنين حراماً فأعظمها وأفحشها: أذية المسلمين بتعمد قتلهم بغير حق؛ لأن قتل المؤمن عند الله عظيم، والله جل جلاله قال عمن يتعمد قتل المؤمن قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا[النساء:93].

وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعظم الذنوب بعد الشرك بالله قتل النفس، فقد ( سئل عليه الصلاة والسلام: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قيل: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قيل: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك )، وقال صلى الله عليه وسلم: ( ولا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً، فإن زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل امرئ مسلم )، وقال عليه الصلاة والسلام: ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة )، ولما قتل أسامة بن زيد رضي الله عنهما رجلاً في المعركة بعدما شهد أن لا إله إلا الله غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: ( أقتلته بعدما قالها؟ ماذا تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة )، ولم يقبل عذر أسامة رضي الله عنه، بأن الرجل ما قالها إلا تعوذاً من القتل.

هذا الكلام أيها الإخوة الكرام! لا بد أن نوجهه في هذه الأيام، في مواجهة أولئك الحكام الذين استرخصوا دم أهل الإسلام، فقتلوا الرجال والنساء والشيوخ والأطفال بدم بارد، مثلما يحصل الآن في ليبيا حتى ذكروا بأن تعداد القتلى قد بلغ ستة آلاف، وبعضهم يقول: بل بلغوا عشرة آلاف، ويستأجر حاكم ليبيا مليشيات مسلحة من رجال مرتزقة يغريهم بالمال ويجلبهم من بلاد شتى، من أجل أن يقتل أهل البلاد، ويستبيح حرماتهم، تارةً يقصفهم بالراجمات، وتارةً يرميهم من الطائرات بحممه ونيرانه، وتارةً يضربهم بالرصاص الحي في الرأس وفي القلب، من أجل أن يكون القضاء لا شك فيه، هذا كله يقدم عليه هذا الحاكم دون مخافة من الله عز وجل في مواجهة أناس لا ذنب لهم، إلا أنهم قد ملوا حكمه، وكرهوا بطشه ولم يأمنوا طغيانه، وأرادوا أن يغيروا حالهم بتغيير حاكمهم الذي عبث بكل شيء، عبث بالدين والدنيا، عبث بالأرواح والأجساد، عبث بالدماء والأموال، ما ترك شيئاً إلا عبث به، ثم يخرج على الناس بوقاحة لا نظير لها ليعلن أنه سيحول البلاد إلى قطعة حمراء مصبوغة بالدماء، كل هذا من أجل ماذا؟ من أجل أن يبقَى هو على سدة الحكم؛ لأنه هو المجد، وهو العزة، وهو الكرامة، وهو التأريخ كما قال عن نفسه، فهو كما قال فرعون: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ [غافر:29]، أو مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38].

يا أيها المسلمون في كل مكان! اعلموا أن الذي يتجاسر على قتل امرئ مسلم ما أباح الله قتله، فإنه يلقى الله عز وجل بدمه، يأتي هذا القتيل يوم القيامة ودمه يشخب ملبباً قاتله، يقول: يا رب هذا قتلني، فيقول الله عز وجل: سحقاً سحقاً، ويؤمر به إلى النار، لن ينفع هؤلاء الناس الذين يصوبون سلاحهم نحو صدور ورءوس هؤلاء المسلمين بأن يقولوا يوم القيامة: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا[الأحزاب:67]، لن ينفعهم يوم القيامة، قال تعالى: يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ[سبأ:31]، بل يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضاً: وَمَا لَهمْ مِنْ نَاصِرِينَ [آل عمران:22].

يا إخوتاه! هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة التي هي من خير الليالي، والتي يستحب فيها الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينبغي لنا أن نكثر من الدعاء لإخواننا في ليبيا، بأن يعجل الله فرجهم، وأن يحسن خلاصهم، وأن يجبر كسرهم، وأن يفك أسرهم، وأن ينفس كربهم، وأن يبدلهم بعد الخوف أمناً، وبعد الشقاء سعادة، وأن يزيل هذا الجبار العنيد وهذا الطاغية المريد، الذي سعى في الأرض فساداً، وأن يأخذه أخذ عزيز مقتدر هو ومن أعانه على ظلمه وبغيه، اللهم آمين اللهم آمين.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أسأل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حراسة أو ماشية )، ما هو معناه؟

السؤال الثاني: أسأل عن قول بعض الناس حين يقول: السيد فلان الفلاني، والرسول صلى الله عليه وسلم لما قالوا له: أنت سيدنا، قال: ( السيد الله تبارك وتعالى )، فأنا لا أعرف ما حكم هذا القول؟

الشيخ: شكراً لك نجيبك إن شاء الله.

المتصل: اتصلت عليك يوم الإثنين السابق وسألتك عن بيع ما لا يملك؛ لأن عندنا تعاقداً مع شركات وموردين يعطوننا عينات، يعني: عندنا حساب مع شركة معينة، ويعرضون علينا عينات ونحن نبيعها، مثل الشركات الخاصة تأتي بعينات نبيعها ثم بعد ذلك تطلب منك السداد، ويكون لك حساب مفتوح عندهم، فأنا لما سألتك في المرة السابقة قلت: إنه لا يجوز بيع ما لا تملك، فأنا أريد التأكد، هل يصح أن أعتبر نفسي وكيلاً لهذه الشركات؟

الشيخ: أجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: بعض الأئمة يسكت وقتاً كثيراً بعد تكبيرة الإحرام، فإذا سألته قال: أقول: دعاء الاستفتاح، وبعض الناس أنكر عليه وقال: ليس هناك شيء اسمه دعاء الاستفتاح، مع أننا نقرأ في كتب كثيرة على أن دعاء الاستفتاح سنة، فنريد أن توضح لنا ذلك؟

السؤال الثاني: بعض الناس يقولون: نحن تابعون لمذهب معين ونسلم تسليمة واحدة عن اليمين فقط في صلاتنا، وبعض الناس يقول: السنة تسليمتان فما هو الراجح في ذلك؟

السؤال الثالث: بعض الناس يشدون الرحال للرباط ولزيارة شيخ متوفى، وقال أحدهم: لكي نأتي بالبركة معنا وزيارة للقبور، وبعضهم يأتي بتراب من ذلك القبر، ودائماً يذهبون يوم الجمعة ويتركون صلاة الجمعة، فما حكم الدين في ذلك؟

الشيخ: شكراً جزيلاً نجيبك، إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أسأل عن مدى صحة قراءة سورة: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ، إذا كان الإنسان صلى الصبح متأخراً لظروف صحية هل هذا العمل صحيح؟

السؤال الثاني: أسمع أن من صلى بعد طلوع الشمس، ولم يقرأ سورة: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا [الشمس:1]، فإنه سوف يصاب بالعمى؟

الشيخ: شكراً لك، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أنا سائق سيارة حصل لي حادث، فطلبت من صديق لي معه رخصة وتأمين للسيارات أن يذهب إلى شركة التأمينات ويقول: إنه هو السائق، فما حكم عملي هذا؟

الشيخ: أبشر إن شاء الله نجيبك.

المتصل: متى تأسس المولد النبوي الشريف، وأي جهة أسسته، وقد سمعت خبراً: أن المولد أسسه الفاطميون وكانوا على التشيع، فهل هذا صحيح؟

الشيخ: شكراً لك، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: أسأل عن حديث أجر صلاة الجمعة، هل يشمل النساء؟ وأيضاً حديث: ( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة )، هل يشمل المرأة التي تصلي العشاء والصبح في المسجد؟

الشيخ: أبشري، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: المرأة إذا توفي عنها زوجها، ولزوجها أب وإخوة وليس له أولاد، كيف تقسم تركته؟

السؤال الثاني: الكبكبية والفاصوليا، كيف يخرج زكاتها؟

الشيخ: شكراً، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخنا حديث: ( المرأة عورة إلا الوجه والكفان )، نجد النساء اليوم يظهرن جزءاً كبيراً من أقدامهن، المتزوجات وغير المتزوجات فما حكم هذا العمل؟

السؤال الثاني: المأموم سها في ركعة حتى فاته الركوع أو فاته فرض من فرائض الصلاة فماذا يفعل؟

الشيخ: شكراً، نجيبك إن شاء الله.

اتخاذ الكلاب

السؤال: أخونا يوسف سأل عن معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من اتخذ كلباً إلا كلب صيد أو ماشية، نقص كل يوم من أجره قيراط -وفي رواية- قيراطان

الجواب: هذا الحديث فيه الترهيب من اتخاذ الكلاب؛ لأن الكلب حيوان نجس، ونجاسته مغلظة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبعاً أولاهن بالتراب )، وكذلك لأن الكلب يكون منه ترويع للناس، خاصةً الصغار والنساء؛ ولأن الإنسان لا يأمن أن يتحول الكلب إلى كلب عقور، ولربما يؤذي؛ فلذلك رهب النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذه، واستثنى من ذلك عليه الصلاة والسلام الكلب المتخذ للصيد؛ لأن الله عز وجل قال: مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة:4]، وكذلك كلب الماشية، يعني: الذي يتخذ لحراسة الماشية من الذئاب والسباع.

ومثله أيضاً: لو أن الإنسان كان في مكان مخوف ويخشى على نفسه من عادية اللصوص، فاتخذ كلباً ومنع أذاه عن الناس، فإنه أيضاً يستثنى من ذلك كما قال أهل العلم.

وقوله عليه الصلاة والسلام: ( نقص كل يوم من أجره قيراط )، وفي لفظ: ( قيراطان )، بعض أهل العلم قالوا: بأن القيراطين في المدن والقيراط في البادية، وبعضهم قالوا: بأن القيراطين للمدينة، والقيراط لما سواها من بلاد الله عز وجل.

إطلاق لفظة: السيد

الشيخ: أما قولهم: (السيد فلان)، فلا حرج فيه إن شاء الله، يعني: لا حرج أن نعظم واحداً من الناس؛ لأنه مستحق لذلك فنقول: السيد فلان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن نفسه: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )، ولما جاء سعد بن معاذ رضي الله عنه للحكم في بني قريظة قال صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر الأنصار! قوموا إلى سيدكم فأنزلوه )، وكذلك عمر رضي الله عنه ثبت عنه أنه قال: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني: بلالاً ، أو قال: أبو بكر سيدنا وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته.

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما السيد الله )، فالله عز وجل هو السيد الذي كمل سؤدده، والشريف الذي كمل شرفه، والجميل الذي كمل جماله، والعظيم الذي كملت عظمته، والجليل الذي كمل جلاله سبحانه وتعالى، وقد قال علماؤنا: بأنه قد يشترك الخالق مع المخلوق في الاسم، كما قال ربنا عن نبيه صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:128]، وكما قال ربنا: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا[الإنسان:2]، فسمى الله الإنسان سمعياً بصيراً، وقال عن نفسه جل جلاله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا[النساء:134]، فسمى نفسه سميعاً بصيراً كذلك، ولكن شتان شتان ما بين سمع وبصر وسمع وبصر، وهنا أيضاً: شتان شتان ما بين سيد وسيد.

بيع الرجل للسلع ثم توفيرها من الشركة التي هو وكيل عنها

السؤال: أما أخونا وليد من مدني، فقد سأل في الحلقة التي مضت عن إنسان يأتيه فيطلب منه سلعةً معينةً ليست عنده، فيأتي بها من مكان آخر ثم يبيعها عليه؟ فقلت له: بأن هذا لا يجوز؛ لأن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: ( لا تبع ما لا تملك )، وقال: ( لا تبع ما ليس عندك )، وهنا يسأل السؤال لكن بوجهة أخرى فيقول: بأن شركات معينة ربما تتجر في مواد الطلاء مثلاً، فتضع الشركة عنده عينات من هذه المواد، ثم بعد ذلك يأتي طالبها فيقول: أنا أريد من هذا أو أريد من هذا، فيجلب الكمية التي يريدها هذا الزبون من الشركة أو من المصنع ويبيعها عليه؟

الجواب: مثل هذا لا حرج فيه، فأنت وكيل عن هذه الشركة أو ذلك المصنع، ولك ربحك أو لك أجر وكالتك، وهذا لا شيء فيه، وكلامي في الحلقة الماضية منصب على صنف من الناس من التجار يأتيه طالب السلعة وهي ليست عنده، لكنها عند جاره، وهو تاجر مثله، فيجلس الزبون موهماً إياه بأنه يأتي بها من مخزنه مثلاً، فيأتي بها من التاجر الذي بجواره ويضع ربحاً لنفسه ويكون المتضرر هو هذا العميل، أو هذا الزبون، أو طالب السلعة.

ومثله أيضاً: ما يسميه علماؤنا: البيع على البرنامج، معناه: أن شركة تصنع مثلاً هذه الأواني أو هذه الأقلام فتبعث إليّ بمواصفاتها، يعني: بالاسم والجنس والنوع واللون والمميزات وما إلى ذلك، يعني: مما يزول به الغرر وتنتفي به الجهالة، فلا مانع أيضاً في هذا النوع من البيوع، والله تعالى أعلم.

سكتة الإمام بعد تكبيرة الإحرام

السؤال: أخونا عبد القادر شلعي سأل: إن بعض الأئمة إذا كبر للإحرام سكت هنيهةً، فبعض الناس يسأل هذه السكتة ما فيها، وبعض الناس ينكرها، ويقول: لا تسكت وإنما اقرأ مباشرةً؟

الجواب: السكتة هذه سنة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح فيها، فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في تلك السكتة: ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )، ولربما قال: ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد )، ولربما قال عليه الصلاة والسلام: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة )، ولربما قال: ( الله أكبر كبيراً، والحمد كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً )، ولربما قال: ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )، ولربما في دعاء قيام الليل أطال الاستفتاح فقال: ( اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق وقولك الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت )، ولربما قال عليه الصلاة والسلام: ( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ[الأنعام:79]، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ[الأنعام:162-163]، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا منك وإليك، تباركت ربي وتعاليت ).

الإنكار على من سلم تسليمة واحدة في صلاته

الشيخ: أما التسليمة الواحدة عن اليمين فهي قول المالكية رحمهم الله، وقد استدلوا بحديث أمنا عائشة رضي الله عنها: ( أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى بالليل قال: السلام عليكم )، يعني: سلم تسليمة واحدة، وهذا الحديث ذكر أهل العلم: بأن فيه ضعفاً؛ لكن الإمام أبا عمر بن عبد البر القرطبي رحمه الله قال: يتقوى بعمل أهل المدينة، يعني: بأن أهل المدينة يعملون بهذه السنة، فيسلمون تسليمةً واحدة، وقد اتفق أهل العلم على أن الفرض تسليمة واحدة، وأن الثانية سنة؛ ولذلك يا عبد القادر أحسن الله إليك! لا تنكر على من سلم تسليمة واحدة، فهو مذهب معتبر معمول به، وله وجه من النظر.

ضابط زيارة القبور الشرعية والتحذير من الزيارة الشركية

الشيخ: أما زيارة المقابر يا عبد القادر فهي سنة أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة )، وقال لـأبي ذر رضي الله عنه: ( يا أبا ذر! زر القبور تذكر بها الآخرة، وغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، واتبع الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة يتعرض لكل خير )، لكن الزيارة التي تذكر بالآخرة ويترتب عليها الأجر والثواب هي: الزيارة الشرعية، الزيارة السنية التي يخرج فيها الإنسان بنية تذكر الآخرة، وإيناس الميت، والسلام عليه والدعاء له، الدعاء للميت، لا دعاء الميت.

وأن يخرج الإنسان بالسكينة والوقار، فلا يذهب إلى المقابر ضاحكاً لاعباً، ولا تذهب المرأة إلى المقابر متبرجةً كاشفةً ما أمرت بستره، ولا تدق الطبول عند المقابر، ولا يطاف بقبر فلان من الناس، ولا يؤخذ من تراب قبره على نية التبرك، ولا يدعَى الميت ولا يطلب منه قضاء الحاجات ولا تفريج الكربات، فإن هذا والعياذ بالله ضرب من ضروب الشرك الأكبر المخرج من الملة، قال الله عز وجل: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[الأحقاف:5-6]، وقال سبحانه: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[فاطر:14].

قراءة سورة الشمس إذا قام متأخراً عن صلاة الصبح

السؤال: أختنا أم محمد من أم درمان ذكرت: أن بعض الناس إذا تأخر عن صلاة الصبح فاستيقظ بعد طلوع الشمس فإنه يقرأ سورة: ((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)) فما حكم هذا العمل؟

الجواب: هذا الفعل لا أصل له، وإنما صلاة الصبح أو غيرها من الصلوات يقرأ فيها بما تيسر، وكان من هدي نبينا المختار عليه الصلاة والسلام: أنه يطيل القراءة في صلاة الصبح، وأنا أقول لإخواني وأخواتي: اتقوا الله في صلاة الصبح، وأدوها في أوقاتها، ولا تؤخروها عن ميعادها، قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103]، وصلاة الصبح لا يخل بالمحافظة عليها إلا محروم مشؤم.

مدى صحة أن من لم يقرأ بسورة الشمس في صلاته بعد طلوع الشمس فإنه يصاب بالعمى

السؤال: بعض الناس يقول: إن الإنسان إذا صلى بعد طلوع الشمس، ولم يقرأ: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ، فإن سيصاب بالعمى، فهل هذا الكلام صحيح؟

الجواب: هذا أيضاً خرافات وأباطيل، ليس له أصل ولا دليل، وما ينبغي لمسلم أن يعول عليه، ولا أن يروج له، بل هذا من الباطل المنكر.

طلب سائق السيارة من غيره انتحال شخصيته عند شركة التأمينات

السؤال: عماد الدين من سنار ذكر: أن صاحباً له حصل له حادث بسيارته، ثم طلب من عماد أن يذهب لشركة التأمينات ويدعي أنه هو السائق، فما حكم عمله هذا؟

الجواب: هذا واضح يا عماد بأنه كذب، ( والمؤمن يطبع على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب )، فالمؤمن لا يكون كذاباً، فلا تتعاون مع هذا الإنسان على الإثم والعدوان.

أول من أسس بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال: أخونا جعفر علي من بابنوسة يقول: إن الاحتفال بالمولد قال بعض الناس: أول من أحدثه هم الفاطميون فهل هذا الكلام صحيح؟

الجواب: يا أخي الكريم! ذكر المؤرخون: كـالجلال السيوطي والحافظ ابن حجر و أبي أسامة وغيرهم من أهل العلم ممن لهم معرفة بالتأريخ: أن أول من أحدث المولد بهذه الصورة وشجع عليه هي الدولة العبيدية التي يسميها الناس بالفاطميين، وقد قال أهل العلم كالجلال السيوطي وغيره: بأن هذه الدولة كان ظاهرها الرفض وباطنها الكفر المحض، كان ظاهرها الرفض يعني: التشيع لأهل البيت وسب الصحابة، وكان باطنها وحقيقتها الكفر المحض عياذاً بالله تعالى.

وأكرر بأن الإنسان إذا أراد أن يحتفل بالمولد احتفالاً شرعياً يترتب عليه الأجر والثواب والفرح بنعمة الله عز وجل بمولد نبيه المختار عليه الصلاة والسلام: فليصم يوم الإثنين؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصومه ولما سئل قال: ( ذاك يوم ولدت فيه، وأنزل عليّ فيه ).

ثواب صلاة الجمعة والمشي للجماعة في حق النساء

السؤال: أم فاتن سألت: عن ثواب الجمعة، هل يشمل النساء؟

الجواب: نعم يشمل النساء، فالأحاديث عامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من تطهر يوم الجمعة بأحسن ما يجد من طهر، ثم لبس من أحسن ثيابه ثم خرج إلى المسجد فلم يفرق بين اثنين، ثم صلى ما كتب الله له أن يصلِي، ثم إذا صعد الإمام المنبر جلس واستمع وأنصت، غفر له ما بين الجمعة والجمعة وزيادة ثلاثة أيام )، وهذا للرجال والنساء، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر صيام سنة وقيامها، وذلك على الله يسير )، يشمل الرجال والنساء، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة )، وهذا يشمل أيضاً الرجال والنساء؛ لأن (من) في هذه الأحاديث كلها من صيغ العموم، إلا أن السعي إلى الجمعة في حق الرجال واجب وفي حق النساء تطوع، يعني: المرأة لو أنها ما خرجت إلى الجمعة وصلت في بيتها ظهراً فما عليها شيء؛ لحديث طارق بن شهاب ، قال صلى الله عليه وسلم: ( الجمعة حق واجب على كل مسلم إلا أربعة: المرأة والمريض والمسافر والعبد المملوك ).

وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)، هذا يشمل الجميع: رجالاً ونساء؛ لأن الصيغة هاهنا صيغة جمع سلامة لمذكر، لكن كما قال أهل الأصول: بأن دخول النساء في صيغة جمع المذكر السالم: إذا كانت الصفة مما تشترك فيه النساء مع الرجل فإن اللفظ عام؛ لأن الله عز جل مثلاً قال عن مريم عليها السلام: وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ[التحريم:12]، ما قال: وكانت من القانتات، وكذلك قال الله عز وجل عن بلقيس : وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ [النمل:43]، معلوم بأن القوم تطلق على جماعة الذكور:

وما أدري وسوف يخال أدري أقوم آل حصن أم نساءُ

فكلمة: القوم تطلق على الذكور بدليل قوله تعالى: لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات:11]، ثم قال بعدها: وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ [الحجرات:11].

تقسيم تركة من مات عن زوجة وأب وإخوة

السؤال: أخونا عباس محمد من الجزيرة سأل أحسن الله إليه: عن رجل توفي وترك زوجةً وأباً وإخوة؟

الجواب: للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث، ثم الأب يأخذ الباقي، وليس للإخوة شيء؛ لأن الأب يحجب الإخوة حجب حرمان، فإذا مات ميت وترك والده وإخوانه فليس لإخوانه شيء، بل المال لأبيه، فهاهنا الزوجة لها الربع، وما بقي للأب.

كيفية إخراج زكاة الفاصوليا والفول والعدس وغيرها من القطنيات

السؤال: سائل يسأل عن زكاة الكبكبيه والفاصوليا؟

الجواب: هذه من القطنيات: الكبكبيه والفاصولياء واللوبيا والفول والعدس هذه كلها من القطنيات، وسميت بذلك لأنها تقطن فتدخر، وهذه فيها زكاة، وزكاتها يوم حصادها إذا كانت بالغة نصاباً، الذي هو خمسة أوسق، والوسق فيه ستون صاعاً، بمعنى: أنه إذا بلغ المحصول ثلاثمائة صاع، وهو ما يعادل بالوزن المعاصر ستمائة وأربعة وثلاثين كيلو جرام، فهذا يجب أن يخرج منه العشر إذا كان مسقياً بماء السماء أو كان عثرياً، أو فيه نصف العشر إذا كان مسقياً بالمئونة.

ظهور القدمين من المرأة

السؤال: أخونا محمد من الجزيرة، سأل عن ظهور الرجلين من المرأة؟

الجواب: يا معشر النساء! قال الله تعالى: أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:33]، وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى[الأحزاب:33]، استرن ما أمر الله بستره قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[النور:31]، الوجه والكفان، وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ[النور:31]، تقيدن بشروط الحجاب الشرعي، فلا بد أن يكون ساتراً للبدن كله سوى الوجه والكفين، وينبغي ستر القدمين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار )، ولما قالت أم سلمة : ( يا رسول الله! ما تصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخينها شبراً، قالت: إذاً: تنكشف أقدامهن، قال: يرخينها ذراعاً ولا يزدن )، فدل ذلك على أن القدمين من المرأة عورة.

ما يلزم إذا سها المأموم حتى فاته ركن من أركان الصلاة

السؤال: إذا سها المأموم في ركعة حتى فات ركوعها، فماذا يفعل؟

الجواب: عليه أن يأتي بالركوع ويتابع الإمام، وليس عليه سجود سهو، بل الإمام يحمل عنه ذلك.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: أسأل يا شيخ! عن معنى قول الله تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [النساء:92]، أو صيام شهرين متتابعين، أنا لو ضربت طفلة ما بلغت فماتت، هل يجب عليّ الصيام؟ أو لو ضربت شخصاً من أهل الكتاب، هل أصوم شهرين متتابعين؟

السؤال الثاني: قوله تعالى في سورة التوبة: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ[التوبة:75]، أنا سمعته في درسٍ أن هذه الآية نزلت في ثعلبة ، وهذا الصحابي كان يلقب بحمامة المسجد، وبعد ذلك سمعت كلاماً أن ثعلبة مفترى عليه فأريد أن أتأكد من سبب نزول هذه الآية؟

السؤال الثالث: في سورة الماعون قال الله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ [الماعون:4-7]، ما معنى هذه الآيات؟

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: أنا أقول في دعائي: ربنا يتقبل شهداءهم يعني الشهداء في ليبيا، فقالوا لي: أنت ما هو الذي أدرك بأنهم شهداء أو غير شهداء، احتمال ألا يكونوا شهداء، فأريد التوضيح؟

السؤال الثاني: أنا ذهبت إلى شيخ لكي يرقي لكنه أخذ مني فلوساً كثيرة، فاقتنعت أنني أرقيني نفسي بنفسي، فأريدك أن تذكر لي آيات الرقية؟

السؤال الثالث: هل قيام قبل ساعة من الأذان الأول يعتبر من الليل؟ جزاكم الله خيراً.

الشيخ: وإياكم، نجيبكم إن شاء الله.

المتصل: شيخ عبد الحي عندي سؤالان:

السؤال الأول: امرأة تعينت في شركة وعملت العقد معهم على أن يسلموا لها عمل، فمر الشهر الأول والثاني ولم يسلموا لها العمل، مع أنهم اعتمدوا لها راتباً شهرياً ويسلموه لها، فهل هذا الراتب حلال أم لا، حيث لم تعمل معهم خلال الشهرين؟

السؤال الثاني: رأيت امرأة تعمل شيئاً مخالفاً للعادة، فحلفت أني أكلم وليها، ثم تغاضيت ولم أتكلم، فهل علي كفارة أم ماذا؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

ما يلزم من قتل طفلة صغيرة لم تبلغ

السؤال: أخونا أبو عبيدة يسأل عن قول الله عز وجل: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ [النساء:92]، يقول: لو أني قتلت طفلةً ما بغلت هل أصوم؟

الجواب: نعم لو قتلت طفلةً أو طفلاً، أو شيخةً أو شيخاً، قتلت إنساناً عاقلاً أو مجنوناً، قتلت عالماً أو عامياً، فالحكم واحد، يعني: لو قتلت فيلسوفاً مسلماً، أو لو قتلت مجنوناً لا يعقل شيئاً، فالحكم واحد، فإن الاعتبار بنفس مؤمنة إنسانية لا بأثرها في الحياة، أما لو قتلت إنساناً غير مسلم خطأً، فجمهور العلماء يقولون: المعاهد حكمه حكم المؤمن، فإنه يصام عنه، أما المالكية رحمهم الله فيقولون: لا، بل الحكم معلق بالإيمان، فلو أن إنساناً قتل إنساناً غير مؤمن، فإنه لا يلزمه الصيام، ولو دفع الدية أو ألزم بها.

مدى صحة نزول قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن...) في ثعلبة بن حاطب الصحابي

السؤال: قول ربنا جل جلاله: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة:75] في من نزلت هذه الآية؟

الجواب: هذه الآية نازلة في صنف من المنافقين، كما قال ربنا: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [التوبة:49]، وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ [التوبة:58]، وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ [التوبة:61]، وأيضاً قال: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة:75]، في كثير من كتب التفسير أن الآية نازلة في ثعلبة بن حاطب ، وقد ذكر أهل العلم في ترجمة الصحابي الذي تسمى بهذا الاسم أنه كان بدرياً، وأهل بدر ليس فيهم منافق، فإما أن يكون ثعلبة بن حاطب رجلاً آخر، يعني: اسمه مثل اسم الصحابي وهذا يحصل كثيراً، يعني: أن يتفق اثنان في اسميهما واسمي آبائهما، فهذا ليس ثعلبة بن حاطب الصحابي الأنصاري البدري رضي الله عنه.

معنى قوله تعالى: (فويل للمصلين) إلى قوله: (ويمنعون الماعون)

السؤال: قول ربنا جل جلاله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ [الماعون:4-7]، ما تفسيرها؟

الجواب: هذه الآية أيضاً توعد فيها ربنا بالويل: وهو العذاب الشديد، أو وادٍ في جهنم بعيد قعره شديد حره، توعد المصلين الذي يسهون عن صلاتهم، لا يرجون على فعلها ثواباً، ولا يخافون على تركها عقاباً، وإنما تارةً يؤدونها وتارةً يهملونها: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ[الماعون:6]، الرياء صبغتهم وديدنهم: وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ[الماعون:7]، فسر ابن عباس الماعون: بأنه عارية الفأس والدلو والقدر ونحو ذلك.

الجزم لقتلى ثورة ليبيا بأنهم شهداء

السؤال: أم بتول من الجزيرة قالت: بأنها تدعو بأن يتقبل الله شهداء ليبيا، وبعض الناس يقول: ما أدراكِ بأنهم شهداء؟

الجواب: هذا على حسب الظاهر، مثلما أنني لو رأيت إنساناً يصلي أو رأيت إنساناً اسمه محمد، أقول: هذا مسلم، ولربما لا يكون كذلك، ربما يكون في قلبه ليس كذلك، لكن المسلم يأخذ بالظاهر ويحمل حال الناس على السلامة، والله عز وجل هو الذي يتولى السرائر، فهؤلاء إخواننا في ليبيا خرجوا منكرين على سلطان جائر، عبث بالدنيا والدين، وعبث بالأرواح والأجساد، وعبث بالأموال والأعراض، واعتدى على الأبدان والدماء ولم يبال بشيء، وزعم لنفسه أنه المجد، وأنه التأريخ وأنه الذي علم الناس العزة والحرية والكرامة، وفي كل يوم يخرج على الناس يكذب بأنه ليس حاكماً، أنه ليس رئيساً، وأنه قائد ثورة، وأنه ملك الملوك وأنه وأنه، نعوذ بالله من الكذب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب، وعائل مستكبر ).

رقية الإنسان نفسه

الشيخ: وأما رقية الإنسان لنفسه فهذا هو الأفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه الرقية، وأما آيات الرقية فيمكن للأخت أن تقتنِي كتاباً، ككتاب العلاج بالرقى للشيخ: سعيد القحطاني ففيه كفاية إن شاء الله.

القيام قبل ساعة من الأذان الأول

الشيخ: القيام قبل ساعة من الأذان هو قيام ليل، ولك الأجر إن شاء الله.

ما يلزم من حلف على أن يكلم ولي امرأة بفعلتها السيئة تم ترك ذلك

السؤال: الأخت زهراء من الشمالية ذكرت أنها حلفت أن تكلم ولي امرأة في مخالفة وقعت منها، ثم تغاضت ولم تتكلم، فما يلزمها؟

الجواب: نقول لها: خيراً إن شاء الله، وعليك كفارة يمين: إما إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن عجزت عن الخصلتين فصومي ثلاثة أيام.

استلام الراتب من الشركة قبل البدء في العمل

الشيخ: وأما ابنتكِ فطالما أنها قد تعاقدت مع الجهة المخدمة، فهذا العقد يلزم تلك الجهة بأن تدفع راتبها وهي المسئولة عن تسليمها عملها، فإذا حصل تأخير فمنهم لا منها.

طلاق الزوجة وهي حامل

السؤال: ما حكم من طلق زوجته وهي حامل؟

الجواب: الطلاق يقع، وهو طلاق سنة.

التسمية (بملاك وإيمان)

السؤال: من سمى باسم ملاك وإيمان؟

الجواب: لا ينبغي التسمية باسم ملاك، وأقل أحواله الكراهة، وإيمان كذلك الأفضل ألا نس


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [377] 2651 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2536 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2536 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2509 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2467 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2445 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2408 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [284] 2368 استماع