ديوان الإفتاء [263]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

السؤال: الأخ صلاح الدين أحمد محمد من ود الكريل بجنوب جبل أولياء، يقول: شخص كان قد أصيب بمرض قلب, ونصحه الطبيب بعمل قسطرة وقد عملها، وصام يومين بعدها في رمضان الذي مضى، وشعر بتعب، ونصحه الدكتور بإفطار باقي الشهر، وبعد شهر ونصف توفي الرجل، فكيف تكون حالة فطره؟ هل يقضى عنه، أم يفدى؟

الجواب: لا يلزمه لا قضاء ولا فدية، طالما أنه لم يتمكن من القضاء، وتوفي قبل أن يبرأ من مرضه, فلا يلزمه شيء، ولو أنكم أطعمتم عنه فجزاكم الله خيراً، لكن من ناحية الوجوب لا يجب عليه شيء، والعلم عند الله تعالى.

السؤال: ما هي فضائل عشر ذي الحجة؟ وما المستحب فيها؟

الجواب: ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من أيام العشر )، يعني: عشر ذي الحجة، ( قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ).

فهذه الأيام المباركة قد اجتمعت فيها أمهات العبادة: من الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.

ويستحب للمسلم فيها أن يكثر من ذكر الله، وتلاوة القرآن، ونوافل الصلاة، والصيام، والصدقة، ويكثر فيها من عمل الخير في صلة الأرحام، والعطف على المساكين، والإحسان إلى الجيران، وغير ذلك من أنواع البر وأصنافه، وأسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

السؤال: اتصلت بزوجتي وبعد المكالمة وجدت أني أمذيت، فهل علي غسل أم يكفيني الوضوء؟

الجواب: يلزمك أن تغسل المكان وتتوضأ, فقد جاء عن علي رضي الله عنه قال: ( كنت رجلاً مذاءً, فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته, فأمرت المقداد فسأله، فقال له: اغسل مذاكيرك وتوضأ ).

فهذا الذي يجب عليك، ولا يجب عليك شيء سواه.

المتصل: هل ورد في الشرع النهي عن تخصيص قراءة سورة معينة يومياً؟ فإن بعض الأشخاص يقولون: إن التخصيص لسور معينة يومياً يحصل لهم بعض الأشياء.

الشيخ: شكراً لك, سنجيبك إن شاء الله.

المتصل: سأسافر إلى الحج إن شاء الله عن طريق الرياض، فأريد أن أعرف من أي ميقات أحرم, هل من جدة، أو من ميقات أهل الرياض؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة يا شيخنا:

السؤال الأول: ما رأي الدين في المرأة التي يستأجر رحمها؟

السؤال الثاني: بول الطفل أو الطفلة متى يكون نجساً؟ وهل هناك فرق بين بول الطفل وبول الطفلة؟

السؤال الثالث: كثير من النساء يدعين على أطفالهن وبعض الدعوات تكون عفوية، لكن هل من نصيحة لهن يا شيخنا؟

الشيخ: حاضر إن شاء الله أبشر.

المتصل: يا شيخ عبد الحي ! إذا احتاج الإنسان إلى الدهن وأراد أن يغتسل فهل يؤثر على الغسل؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: نسأل عن الجوائز في رمضان هل هناك دليل يحرمها من سنة أو من كتاب؟

السؤال: أخونا عماد من الخرطوم، يقول: هل ورد نهي عن تخصيص سور معينة بأن تقرأ يومياً؟

الجواب: ما ورد نهي عن نبينا صلى الله عليه وسلم، بل ورد الحث على قراءة سور بعينها، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحث على قراءة سورة الملك, وأنها تشفع للإنسان في قبره، وحثنا على قراءة سورة البقرة قال: ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة )، أي: السحرة، وقال: ( اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما ).

وحثنا على قراءة الإخلاص والمعوذتين، وكان صلى الله عليه وسلم يقرؤهن دبر كل صلاة، وكذلك آية الكرسي، قال صلى الله عليه وسلم: ( من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ).

ولو أن الإنسان واظب على قراءة سور بعينها سوى هذه التي ذكرت فليس هناك نهياً، والقرآن كله خير وبركة ورحمة ونور وهدىً وشفاء، ولكن الأفضل أن الإنسان يمر على المصحف كله، يعني: يقرأ من المصحف كله، ولو أنه رتب لنفسه في كل يوم جزءاً فهذا خير عظيم، ونسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

السؤال: أبو عبد الوهاب من بحري، يقول: بأنه يريد أن يذهب إلى الحج من طريق الرياض فمن أين يحرم؟

الجواب: لو أنك أحرمت من ميقات أهل نجد الذي هو السيل، فقد أتيت بما هو مطلوب, وإحرامك صحيح على قول الجميع، ولو أنك أحرمت من جدة فبعض أهل العلم يفتي بصحة ذلك، وأنه لا حرج في الإحرام من جدة للآفاقيين جميعاً.

السؤال: حافظ من الجزيرة طرح ثلاثة أسئلة السؤال الأول: حكم الدعاء على الأولاد؟

الجواب: لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم، ولا على أموالكم؛ لئلا يوافق باب الإجابة فيستجاب لكم )، فلا يجوز للمرأة المسلمة ولا للرجل أن يدعو على نفسه ولا على ولده ولا على ماله، بل يدعو لهؤلاء جميعاً، يدعو لنفسه، ويدعو لولده، ويدعو بأن يبارك الله له في ماله، وأن يوسع له في رزقه، ونحو ذلك من الدعوات الطيبات.

أما أن الإنسان إذا غضب يدعو على نفسه بالموت، أو يدعو على عياله، أو يدعو على ماله بالهلاك، فهذا لا يجوز، بل هو من الاعتداء، والله لا يحب المعتدين، قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55] .

الشيخ: وأما بالنسبة لبول الطفل والطفلة فالنبي صلى الله عليه وسلم جيء له بصبي ليقرأ عليه صلى الله عليه وسلم، أي: ليدعو له, فبال على حجره صلى الله عليه وسلم، فدعا بماء فنضحه ورشه وقال: ( ينضح من بول الغلام, ويغسل من بول الجارية )، يعني: لو أن صغيراً بال على الإنسان يكفي النضح، أما الطفلة فلا بد من أن يغسل، وهذا أمر تعبدي، وإن كان بعض أهل العلم قد قالوا: بأن بول الصبي ينضح لأنه ينتشر، يعني: يأخذ مساحة واسعة فخففت فيه الشريعة.

أما بول الجارية فإنه ينحصر ويكون في مكان محدد؛ ولذلك يسهل غسله، والمشقة تجلب التيسير.

وبعض أهل العلم قالوا: إن في بول الجارية نتناً قوياً وزهماً ليس في بول الغلام، وبعضهم علل بعلة أخرى لا أُخالها صحيحة -والعلم عند الله تعالى- قالوا: خففت الشريعة في بول الصبي؛ لأن أهله كلفون بحمله، يعني دائماً يحبون حمله بخلاف الصبية، وهذا ليس صحيحاً، بل الإنسان العاقل لا يفرق بين الغلام والجارية، ويعد ذلك كله نعمة من نعم الله، لكن بول الغلام ينضح منه إذا لم يطعم سوى اللبن، يعني: كان في غذائه مقتصراً على ثدي أمه، أما إذا كان الطفل يأكل السيريلاك، والبيبيلاك وغيره من الأطعمة الجديدة، فإنه يغسل ولو كان ابن يوم واحد.

الشيخ: وبالنسبة لاستئجار الرحم فهذا يا أخي لا يجوز, وهي من إفرازات الغرب الذين لا يتقيدون بحلال ولا حرام، فعندهم استئجار الأرحام، واستئجار الحيوانات المنوية، وغير ذلك، وهذا من العبث الموجود عندهم، ولا يحل في ديننا، فلا يجوز استئجار الرحم من أجل أن تزرع فيه نطفة، ولا يجوز استئجار الرحم من أجل أن تزرع فيه بويضة قد لقحت بنطفة، هذا كله مما يفضي إلى اختلاط الأنساب، وهو مما حرمته شريعة الإسلام والعلم عند الله تعالى.

المتصل: أفتونا يا شيخ عبد الحي في حكم مشاهدة المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية وضياع الأوقات فيها، وبعض المسلسلات نجد أن الأمهات والزوجات والأولاد يتابعون هذه المسلسلات متابعة شديدة, ويتركون فضائل الصلاة والطاعات؟

الشيخ: أبشر نجيبك إن شاء الله.

المتصل: المذاهب الأربعة لو أني اعتنقت مذهباً منها، هل يكون علي إثم في ترك الثلاثة الباقية؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان: السؤال الأول: أسألك عن الإسرائيليات في التفسير ما المقصود بالإسرائيليات، وبعض العلماء والمفسرين يقولون: إن قصص هاروت وماروت من الإسرائيليات، فهل هذا كلام صحيح؟

السؤال الثاني: من هم الخصمان اللذان تسورا المحراب على سيدنا داود عليه السلام؟ وما هي قصتهم؟

الشيخ: أبشر، نجيبك بارك الله فيك.

المتصل: أسألك عن الحناء للرجال عند الزواج؟

الشيخ: طيب، الخضاب للرجال عند الزواج قبل ذلك قلنا لكم: إن الذي يريد أن يتزوج يحني اللحية، ويحني الرأس، ويكون قد سن سنة حسنة.

السؤال: بالنسبة لسؤال أخينا عبد الرحيم من الدامر: هل الدهن يؤثر على الغسل؟

الجواب: لا ما يؤثر إن شاء الله، لا الزيت ولا الجليسرين ولا الفازلين، ولعل هذا السؤال بسبب اقتراب موسم الشتاء، يعني: بعض الناس يحتاج إلى أن يدهن جسده؛ لئلا يتشقق وهذا لا يؤثر على الغسل؛ لأنه لا يمنع وصول الماء إلى البشرة، وإن كان يمنع استقرار الماء لكن هذا لا يضر؛ لأنه ليس المطلوب استقراره، بل المطلوب وصوله إلى ظاهر البشرة, والعلم عند الله تعالى.

الشيخ: وبالنسبة للذي سأل عن جوائز رمضان, فنقول: المسابقات إذا كانت في ذاتها مباحة، كالمسابقات التي فيها مثلاً: مسابقات حفظ القرآن، أو تفسيره، أو المسابقات العلمية عموماً، سواءً كانت في العلوم الشرعية، كعلوم السنة، وعلوم الفقه وأصوله، أو كانت من المسابقات في العلوم التجريبية، أو في العلوم العقلية، أو كانت مسابقات في الرياضات البدنية، وكانت الجائزة مبذولةً من طرف سوى المتسابقين، فهذه لا حرج فيها إن شاء الله وهي جائزة وليست حراماً.

أما إذا كانت مسابقات فيها تضييع للأوقات، أو فيها شغل للناس بما لا ينبغي، كالمسابقات التي فيها استعراض لبعض الأغاني من أجل أن يعرف الناس من ألفها، ومن لحنها، ومن غناها؟ فهذه لا فائدة منها، بل هي مضيعة للأوقات وقد نهينا عن تضييع أوقاتنا فيما لا ينفع ولا يفيد.

إذاً: نقول: الأصل في المسابقات أنها تنافس مشروع في أمور مشروعة، إلا إذا اعتراها ما يقتضي تحريمها، والتحريم يتأتى من جهة أن يكون العوض مبذولا ًمن المتسابقين، ويتأتى أيضاً من جهة أن تكون المسابقة لا فائدة ترجى منها، بل هي محض هراء وتضييع للأوقات.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2650 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2508 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2444 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [284] 2367 استماع