ديوان الإفتاء [767]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

إخوتي وأخواتي! الحمد لله الذي هيأ لنا اللقاء، وجمعنا في هذا اليوم الأول من أيام رمضان، وهو الموافق ليوم الجمعة، فاجتمعت أسباب الإجابة، فدعوة الصائم مستجابة، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والمسافر حتى يرجع، ودعوة الوالد لولده ). ثم هذه هي الساعة الأخيرة قبل غروب شمس الجمعة، وهي ساعة الإجابة عند كثير من أهل العلم، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ( وفيه -أي: في يوم الجمعة- ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ).

فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يصلح فساد قلوبنا، وأن يتوب علينا توبةً نصوحاً ترضيه عنا، وأن يعفو عن زللنا وخطئنا وتقصيرنا، وأن يغفر لنا خطأنا وعمدنا وهزلنا وجدنا، وكل ذلك عندنا، وأن يجعل هذا الشهر المبارك شاهداً لنا لا علينا، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يعيننا على اغتنامه فيما يقربنا إليه، إنه خير المسئولين، وخير المعطين، وأرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.

وقفة مع قوله تعالى: (أياماً معدودات)

وفي بداية هذه الحلقة قبل أن أتلقى اتصالاتكم، أقول بأن هذا اللقاء سيتجدد في كل يوم في مثل هذا الوقت إن شاء الله، كما أنه لا بد من مقدمة بين يدي هذه الحلقة، أقول فيها بأنه واجب علينا في هذا اليوم الأول من رمضان الذي كاد أن ينقضي، أن نتذكر قوله تعالى: أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة:203]، فمثلما انقضى هذا اليوم الأول من أيام رمضان، وبعد ساعة أو تزيد قليلاً سنتناول إفطارنا، ونفرح بما يسر الله عز وجل من عمل صالح، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه )، أقول: مثلما انقضى هذا اليوم الأول، سينقضي الشهر كله، وعما قليل سنسمع بأن غداً عيد، ولذلك الموفق من عباد الله عز وجل هو الذي يحرص على أن يغتنم الأيام والليالي، والساعات والدقائق والثواني في طاعة رب العالمين جل جلاله.

أنواع الطاعات في رمضان

وأنواع الطاعات في رمضان كثيرة:

أعظمها الصيام، ( فمن صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاً ).

وثانيها: القيام، ( فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).

وثالثها: قراءة القرآن، فإن رمضان هو شهر القرآن، وقد كان النبي الصلاة والسلام له عناية خاصة بالقرآن في رمضان، ( وكان جبريل ينزل عليه فيدارسه القرآن، فلما كان العام الذي توفي فيه صلوات ربي وسلامه عليه، نزل عليه جبريل فدارسه القرآن مرتين، قال عليه الصلاة والسلام: وما أراني إلا قد حضر أجلي ).

رابعاً: الدعاء، فإن للدعاء في رمضان شأناً عظيماً، وقد قال ربنا جل جلاله في ثنايا الحديث عن أحكام الصيام: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَهمْ يَرْشُدُونَ[البقرة:186].

خامساً: تفطير الصائمين، ( فمن فطر صائماً كان له مثل أجره )، ولو على تمرة، ولو على مذقة لبن، ولو على جرعة ماء.

سادساً: صلة الأرحام، فصلة الأرحام متأكدة في هذا الشهر المبارك، وعلى الإنسان أن يحسن إلى أرحامه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

سابعاً: الصدقات، ( فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة )، فالإنسان يجود بماله، ويجود بطعامه، وبثيابه، وبوقته، وبجاهه، وبعلمه، وبكل أنواع الجود التي كان يمارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواء

صلوات ربي وسلامه عليه.

السبل المقربة إلى الله في رمضان

وأيضاً أيها الإخوة والأخوات! من السبل التي نتقرب بها إلى ربنا جل جلاله في رمضان: أن نكثر من ذكره، ونكثر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نكثر من نوافل الصلاة، لا يقتصر الإنسان على الفرائض، بل يتقرب إلى الله عز وجل بالنوافل بعد الفرائض حتى يكون محبوباً عند ربه جل جلاله.

نصيحة لمن يضيع رمضان في اللهو واللعب

وأخيراً أقول: يا مسلم! ويا مسلمة! إياك واللهو واللعب واللغو في هذا الشهر المبارك، فإن ناساً يضيعون الأيام والليالي في جلسات لاغية لاهية، وكثير من الناس لربما يفرط لا أقول في الفضائل بل في الفرائض، فبعض الناس قد يتسحر ثم ينام عن صلاة الصبح، وهذا موجود، وبعض الناس كذلك قد يتعمد اللعب خلال الليل كله، تجد الآن بعض الشباب يتعمدون أن يلعبوا بالكرة عامة الليل، ثم بعد ذلك يكونون بالنهار نائمين، فلربما ضيعوا صلاة الصبح، أو صلوا الصبح، ثم بعد ذلك ناموا عن صلاة الظهر، وهكذا تتعدد السبل التي يتفلت بها رمضان من أيدي كثير من الناس، وفي نهاية الشهر يكونون خاسرين لا رابحين.

يا أيها الإخوة والأخوات! إننا نرجو أن نكون من الفائزين بجائزة رمضان، وهي مغفرة الذنوب، وحط الخطيئات، وتكفير السيئات.

أسأل الله أن يجعلنا منهم.

وفي بداية هذه الحلقة قبل أن أتلقى اتصالاتكم، أقول بأن هذا اللقاء سيتجدد في كل يوم في مثل هذا الوقت إن شاء الله، كما أنه لا بد من مقدمة بين يدي هذه الحلقة، أقول فيها بأنه واجب علينا في هذا اليوم الأول من رمضان الذي كاد أن ينقضي، أن نتذكر قوله تعالى: أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة:203]، فمثلما انقضى هذا اليوم الأول من أيام رمضان، وبعد ساعة أو تزيد قليلاً سنتناول إفطارنا، ونفرح بما يسر الله عز وجل من عمل صالح، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه )، أقول: مثلما انقضى هذا اليوم الأول، سينقضي الشهر كله، وعما قليل سنسمع بأن غداً عيد، ولذلك الموفق من عباد الله عز وجل هو الذي يحرص على أن يغتنم الأيام والليالي، والساعات والدقائق والثواني في طاعة رب العالمين جل جلاله.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2650 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2476 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2443 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [284] 2367 استماع