ديوان الإفتاء [399]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة والنعمة المسداة، والصراط المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فمرحباً بكم إخوتي وأخواتي! وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بالخيرات والمسرات.

ونحن في ليلة مباركة وهي ليلة الجمعة، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خيرها وخير ما فيها، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأبدأ هذه الحلقة النافعة إن شاء الله بالجواب عن الأسئلة التي وردت عبر رسائلكم.

السؤال: نذرت أن أشتري لوالدتي خروفًا إن تمت ترقيتي، وترقيت والحمد لله، وسؤالي: هل يجوز أن أدفع لها قيمة الخروف؟ علمًا بأنها ذكرت أنها ستستفيد من المبلغ في أمر آخر.

الجواب: يا أخي الكريم! أولًا: النذر المشروط مكروه، وهو كمثل أن يقول الإنسان: إن تمت ترقيتي سأفعل كذا من الطاعات، سواء كان صدقة أو هدية أو صلاة أو صياماً أو غير ذلك، فهذا النذر مكروه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تنذروا فإن النذر لا يغير من قدر الله شيئًا، وإنما يستخرج به من البخيل)، وفي رواية: (من اللئيم)، لكن طالما أنك نذرت فقد وجب عليك الوفاء بعين النذر، قال الله عز وجل: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7]، وقال سبحانه: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ [الحج:29]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه )، فيجب عليك الوفاء بعين ما نذرت، والآن طالما أنك نذرت خروفًا فينبغي لك أن تأتي به وتسلمه للوالدة، إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ [التوبة:120].

السؤال: أنا أستخدم السبحة كثيرًا حتى خلال ساعات العمل، هل يعتبر رياءً؟

الجواب: يا أخي الكريم! ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )، فمن حمل المسبحة من أجل أن يذكر الله عز وجل، وألا ينساه سبحانه وتعالى فهو في ذلك مأجور، ولا يضره رؤية الناس إياه، طالما أنه قد نوى وجه الله عز وجل، أما من اتخذها رياءً فعمله حابط وأجره ذاهب، وسيقال له يوم القيامة: اذهب إلى من كنت ترائي في الدنيا فالتمس منه الأجر.

السؤال: أختي أعطت أمي مالًا للعلاج، وأمي أعطتني الباقي وأختي ليست راضية؟

الجواب: الأخت بارك الله فيها طالما أنها وهبت للوالدة ذلك المال فينبغي أن تجعل رضاها في رضا الوالدة، فيرضيها ما يرضي أمها، وما فعلته الأم عليها أن تباركه، وأجرها قد وقع على الله عز وجل.

السؤال: أي عمل خيري أعمله مع أناس، أجد أنه بعد انتهاء مهمتي يكيدون لي، فماذا أعمل؟

الجواب: يا أخي! ثق في قول الله عز وجل: وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف:52]، وثق أيضاً في قول الله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج:38]، وثق أيضاً في قول الله عز وجل: وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]، وفي قول الله عز وجل: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح:10]، والجزاء من جنس العمل، أنت عملت خيرًا، والله عز وجل لن يكافئك إلا بالخير، وهذه قاعدة لها شواهد وأدلة كثيرة من القرآن والسنة والسيرة.

وبالمقابل أيضًا: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا [النساء:123]، فلا يحملنك هذا الظن على أن تترك فعل الخير، وأن تمنع معروفك عن الناس، بل ابذل ما تستطيع من خير، وفي الحديث: ( إن أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس، وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم ) كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام.

السؤال: ما معنى قوله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]؟

الجواب: هذه الآية المباركة في خواتيم سورة فصلت، ذكرها الله عز وجل بعدما بين أحوال الإنسان الكافر وأحوال الإنسان على العموم، وبعدما أثبت جل جلاله أن الساعة آتية لا ريب فيها قال تعالى: إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ * وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهمْ مِنْ مَحِيصٍ * لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً [فصلت:47-50]، فهذا الإنسان كافر والعياذ بالله بالساعة، ثم يقول: وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ [فصلت:50-53]، أي: هؤلاء الكفار: آيَاتِنَا [فصلت:53]، أي: دلالاتنا وحججنا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53] أي: حتى يتبين لهم أن القرآن كلام الله، وأن محمدًا رسول الله جاء بالحق من عند الله صلوات الله وسلامه عليه. وأيضاً: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا [فصلت:53]، في ظهور الإسلام وانتشاره وعلو كلمة الله عز وجل وظهور أمره ودخول الناس في دين الله أفواجًا، هذه كلها أدلة خارجية، وقوله: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت:53]، أي: أن الله جل جلاله شهد بأن هذا الدين هو الحق، وكما قال: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا [الفتح:28].

السؤال: ما هي قيمة النصاب الشرعي لزكاة المال لهذا العام ألف وأربعمائة وثلاثين؟

الجواب: النصاب الشرعي ستة آلاف جنيه، هذا المبلغ يعادل عشرين دينارًا من الذهب، ويعادل خمسة وثمانين جراماً من الذهب عيار واحد وعشرين، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن النصاب في الذهب عشرون مثقالًا، أو عشرون دينارًا، والدينار النبوي يعادل أربعة جرامات وربع، وأن النصاب في الفضة مائتا درهم، فمعنى ذلك: أن النصاب خمسة وثمانون جراماً من الذهب، ومن الفضة خمسمائة وخمسة وتسعون جرامًا، والذي عليه الجمهور بأن نصاب الزكاة يؤخذ بالذهب؛ لأن الذهب أكثر استقرارًا، ولأن النفوس أكثر فيه رغبةً، فما يعادل خمسة وثمانين جراماً من الذهب يساوي ستة آلاف جنيه.

السؤال: ما حكم من وجد الإمام في الركعة الأولى وفي صلاة الصبح ولم يصلّ الرغيبة؟

الجواب: يدخل مع الإمام في صلاة الصبح، ثم إذا سلم من صلاته وأتى بالباقيات الصالحات يقوم فيأتي بالرغيبة، وخير له لو أخرها إلى ما بعد طلوع الشمس.

السؤال: الطلاق بالإكراه، ما حكمه؟

الجواب: إذا كان هناك إكراه حقيقي، كما لو أن الإنسان خوف بالقتل -مثلًا- أو بالضرب الشديد، أو بالحبس، أو بإتلاف المال، أو بهدم البيت، أو بقتل الولد أو غير ذلك من الأمور الملجئة، فلو أنه طلق فطلاقه لا يقع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى عفا عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه )، فالإكراه حتى في الكفر، فلو أن الإنسان تلفظ بكلمة الكفر مكرهًا، فهذا لا تأثير له كما قال ربنا سبحانه: مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل:106].

فالإكراه لا يقع معه طلاق، شريطة أن يكون إكراهًا حقيقيًا لا متوهمًا، وشريطة أن يكون قد غلب على ظن المكره أن المكره قادر على إيقاع ما يهدد به، وشريطة أن يكون الإكراه فوريًا، فليس إكراهاً أن يقول لك: سأقتلك بعد شهر لو لم تطلق، فتطلق من الآن، وإنما لو كان الإكراه فوريًا سينفذ تهديده، فلو طلقت في تلك الحال فإنه لا يقع طلاقك.

السؤال: زوجي يتهمني بالزنا دائمًا، والله يعلم أني بريئة، وأنا الآن ممتنعة عنه، هل علي ذنب؟

الجواب: نسأل الله السلامة والعافية، يعني: هذا السؤال حقيقةً يستغرب منه الإنسان، كيف لرجل عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يستطيل بلسانه في عرض امرأته، فيتهمها في أعز ما تحرص عليه المرأة وهو العرض، يتهمها بالزنا وليس مرةً، وإنما كما تقول: دائمًا، ثم بعد ذلك يرضى لنفسه أن يعيش معها، وأن يعاشرها معاشرة الأزواج لزوجاتهم إلى أن تمتنع منه!

حقيقة هذا تناقض وخلل في الفهم، ينبغي للمسلم أن يتنزه عنه، ألا فاعلموا إخوتي في الله: بأنه لا يجوز لمسلم أن يتهم زوجته بغير بينة، ولما جاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يا رسول الله! إني وجدت مع امرأتي شريك بن السحماء ، يتهمها برجل آخر، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: البينة وإلا حد في ظهرك )، فأنزل الله عز وجل: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [النور:6-7]، فهذا الإنسان حقيقةً ينبغي له أن يتوب إلى الله عز وجل.

ولنعلم جميعًا -معشر الأزواج- بأنه كما يحرم قذف سائر المؤمنين والمؤمنات، فكذلك يحرم قذف الزوجة؛ لأنها من جملة المؤمنات، والله عز وجل قال: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ المُبِينُ [النور:23-25]، والنبي عليه الصلاة والسلام عد قذف المحصنات الغافلات المؤمنات من الكبائر السبع.

السؤال: قول بعض الصالحين: المعاصي تمنع العبد من قيام الليل، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ومن نوى أن يقوم ليلةً وغلبه النوم كتب له أجر القيام )، كيف نوفق بين القولين؟

الجواب: يا أخي! لا تعارض حتى نوفق، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من نام وهو ينوي أن يقوم من الليل فغلبته عيناه فنام كتب الله له ثواب ما نوى، وكان نومه صدقةً عليه من ربه )، فهذا الحديث يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا نام وهو ينوي أن يقوم من الليل، يعني: عزم على أن يقوم فيركع لله ركعات، فكان هذا الإنسان متعبًا مجهدًا مكدودًا فغلبته عيناه فنام، فالله جل جلاله قضى في شرعه بأن من نوى عملًا صالحًا ثم عجز عنه، فإنه يكتب له ثواب ذلك العمل، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ [النساء:100]، وفي الناس الذين تخلفوا عن غزوة تبوك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( إن بالمدينة نفرًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر)؛ لأنهم ما استطاعوا الخروج، إما لأنهم ضعفاء، أو لأنهم مرضى، أو لأنهم لا يجدون ما ينفقون، ولما خرج عليه الصلاة والسلام في الغزوة: تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا [التوبة:92]، أي: حزنًا على ما فاتهم من الخير من الغزو مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكتب الله لهم الأجر، كذلك هذا الإنسان الذي نوى أن يقوم بالليل، لكن غلبته عيناه فنام، يكتب الله له ثواب ما نوى.

أما قول بعض الصالحين وهو الحسن بن يسار البصري رضي الله عنه المتوفى سنة عشر ومائة، وكان سيد التابعين في زمانه، وكلامه يشبه كلام الأنبياء، هذا الرجل المبارك يقول: إذا عجزت عن صيام النهار وقيام الليل فاعلم أن ذنوبك قيدتك، ولما قال له بعض الناس: أنا لا أقوم بالليل، قال له: لا تعصِ الله بالنهار تقم بالليل، يعني: مقتضى كلامه أنك لو ما عصيت الله بالنهار ستوفق لقيام الليل، فهذا الصنف من الناس ما نوى أصلًا، ولذلك كلما ضعف إيمان العبد تجده أولاً يترك قيام الليل فقط، ثم يترك السنن الرواتب، ويترك صلاة الضحى، ويترك صلاة الوتر، وهكذا بالتدريج، ثم بعد ذلك يترك بعض الفرائض، أو تارةً يصلي في المسجد وتارة في البيت، ثم بعد ذلك يستمر الانحدار إلى أن يؤخر الصلاة عن وقتها، يعني: حتى في البيت لا يصليها في وقتها، وهكذا السيئة تجر أختها نسأل الله السلامة والعافية.