الجهاد في سبيل الله


الحلقة مفرغة

المقدمة

قال مقدم الندوة حفظه الله:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, ونصلي ونسلم على عبد الله ونبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, وبعد:

قبل أن نبدأ هذه الندوة الطيبة المباركة -إن شاء الله- أعتذر إليكم وإلى مشايخنا الكرام عن أن أتولى الحديث معهم وأن أشاركهم الحديث, وأن أقدم لهم وأن أكون مشاركا لهم في هذه الندوة, لأني لست من فرسان هذا المجال, ولكن إخواني جزاهم الله خيراً ظنوا بي ظناً الله أعلم به، فأسندوا إليّ إدارة هذه الندوة التي أرجو إن شاء الله أن نخرج منها بحصيلة علمية ونفسية تربوية طيبة.

عنوان الندوة وطريقة سيرها

موضوع هذه الندوة عن أمر غاب كثيراً عن الساحة, وكذلك غاب الحديث عنه كثيراً, ألا وهو: الجهاد في سبيل الله، ذروة سنام الإسلام هذا الأمر العظيم الذي به عِزَّ الأمة, وبه رفعتها وقوتها وعودتها إلى مركز القيادة والسيطرة على هذه الدنيا التي أمرنا الله جلَّ وعلا أن نكون فيها المسيطرين المهيمنين.

أقول: هذا الأمر العظيم الجهاد في سبيل الله سيكون مجال حديث المشايخ الكرام، جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيراً.

وهذه الندوة مكونة من عدة عناصر سأطلب من كل واحد منهم الحديث عنها، في حدود لا تتجاوز الخمس أو الست دقائق في كل عنصر من العناصر حتى يعود الحديث إليه.

واقع الأمة

ونبدأ الحديث عن مدى حاجة الأمة وعن واقع الأمة الذي تعيشه الآن, الذي يجعلها في أمس الحاجة إلى أن تحيي هذه الفريضة, وأن يُذكر الناس بها قولاً وفعلاً.

هذه الأمة المسكينة المستضعفة, ولا أستطيع أن أطيل الحديث عن واقعها السيئ الذي تعيشه من جميع الجوانب, وإنما سأعرض لموجز قصير مركز وسألتزم بما ألزمت به إخواني وجزاهم الله خيراً, ولست بالآمر لهم ولكن أقول:

إن هذه الأمة تعيش فترة من أحلك ظروفها ومن أحرج أوقاتها، فبماذا نبدأ الحديث عن واقع هذه الأمة؟ هل بالجانب العسكري وهي فيه بما تعلمون من الضعف ومن الذلة والقلة، لا أقول القلة العددية, فعددها كبير؛ ولكن أقول: القلة المعنوية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف هذه الأمة في عصر من عصورها ويقصد آخر زمانها, أنها تكون كغثاء السيل, قيل: يا رسول الله! أمن قلة نحن في ذلك الوقت؟ قال: {لا، أنتم كثير ولكن غلبكم الوهن، حب الحياة وكراهية الموت} فهذه القلة التي نعيشها, القلة المعنوية, والهوان الذي تعيشه هذه الأمة نتيجة تفريطها بشرع ربها, ونتيجة تركها لباب من أعظم أبواب الخير وهو باب الجهاد.

هذه الأمة تعيش -كما ترون- حالاً سيئة في كل جوانب واقعها, ولنبدأ بالجانب العقائدي، وجانب تطبيق الشريعة الإسلامية.

فأمة الإسلام تعيش وضعاً يؤلم كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان, تنتشر فيها البدع, وتنتشر فيها الضلالات, وينتشر فيها الشرك ويكثر، له دوره وقصوره وبيوته ومنازله, وله سدنته وهياكله, وينتشر فيها الفساد والانحلال والانحراف, وينتشر فيها البعد عن شريعة الله جل وعلا, التي أزيحت قليلاً قليلاً عن قيادة هذه الأمة حتى سُلخت أو تكاد أن تكون سلخت من دينها تماماً.

وأصبح المهيمن المسيطر في واقع الأمة الإسلامية -وبإشراف أَُناس يتسمون بالإسلام- أصبح المهيمن المسيطر هو نظم الكفر, والضلالة, أزيحت شريعة الإسلام علناً وقصداً وعمداً، ولم يبق من الإسلام في شرائعه مسموح له بالعمل والحركة في أغلب بلاد الإسلام وأكثر دياره إلا ما يسمونه بجانب الأحوال الشخصية, وهو الزواج والطلاق والمواريث، وحتى هذا الجانب الضيق من جوانب الشريعة الإسلامية, لم يتركوه بل تدخلوا فيه وبدلوا وغيروا, حتى ضيقوا على هذا الجانب الضيق الذي تركوه للإسلام من الشريعة.

أما بقية شرائع الإسلام بكافة شمولها وكافة سيطرتها على جوانب الحياة, فقد ألغيت تماماً من حياة الأمة، إذاً: وضع عسكري ضعيف, أو يكاد يكون معدوماً، ووضع اجتماعي وشرعي وعقائدي مُزرٍ يؤلم حال كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان, حتى أنك تدخل البلد المسلم وتدخل البلد الكافر فلا تجد فرقاً كبيراً بين هذين البلدين إلا بوجود المنائر المرتفعة في هذه البلدة أو تلك, وأما ما عدا ذلك فليس هناك فرق؛ العري والتكشف, والتحاكم إلى غير شرع الله, والخرافة والبدعة والضلالة, وكل سوء يتصور الإنسان وجوده في بلاد الكفر فهو كذلك موجود في بلاد الإسلام إلا من رحم الله.

حال سيئة، مذلة ومهانة, استذلال واستهانة, وإراقة لا تتوقف للدماء التي تجري أنهاراً في كل ركن من أركان الأمة الإسلامية, بماذا نبدأ وبماذا ننتهي؟! ماذا نقول؟! هل نتكلم عن الهند؟ أم نتكلم عن الصومال؟ أم عن بورما؟! أم نتكلم عن كشمير؟ أم عن فلسطين؟ أم عن الجرح الجديد النازف في سراييفو والبوسنة والهرسك؟ أم عن ماذا نتكلم؟!!

ليس هناك مكان تقريباً في أمة الإسلام إلا وفيه جرح ينـزف، أقول: هذا الواقع السيئ وهذا التفكك السياسي, وهذا التفكك المذهبي, وهذا الانحلال الخلقي, وهذا البعد عن شريعة الله جل وعلا, وهذا الضعف العسكري, وهذا الهوان على الله وعلى الناس, لا دواء له إلا بالجهاد في سبيل الله, هناك أدوية كثيرة، وهناك محاولات مشكورة, ولا تنس ولا تُترك من التعلم والتعليم والتوجيه, وكلها أمور لا ينبغي أن نغفل عنها, ولكن عِزَّ هذه الأمة إنما هو بالجهاد في سبيل الله، الذي هو ذروة سنام الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

أقول: لا تزول هذه الحالة، وسنبذل وسيبذل الخيرون في هذه الأمة الآن وبعد الآن وفي هذا الجيل وأجيال قادمة سيبذلون جهوداً كبيرة لإصلاح هذه الأمة، وسيوفقون في جوانب, ولكن الحل الحقيقي لهذه الأمة هو الجهاد في سبيل الله.

الجهاد في سبيل الله هو الحل الحقيقي لهذه الأمة، هو الذي سيعيد إليها وحدتها، وقوتها، وعزتها، والعمل بشريعة ربها.

أنا في اعتقادي -والكلام لإخواني المشايخ أساتذتي ومشايخي: إن كل جهد لا يربط بالجهاد في سبيل الله أنا أقول وأعتقد والله أعلم أنه لن يؤتي الثمرة المرجوة, التي تراد ويريدها الله من هذه الأمة؛ لأن أعداءنا كُثُر ولن يسمحوا لنا وهم أقوياء كما نعلم ولا ننكر قوة عدونا, لن يسمحوا لنا إطلاقاً أن نستعيد زمام المبادرة والقيادة إلا بقوة السلاح والحديد والنار, هذه حقيقة واقعة لا بد أن نعرفها ونذكرها جيداً، ولا نغفلها عند الحديث عن إصلاح حال هذه الأمة، وقد وصلت أحوالها إلى ما وصلت إليه.

هذا موجز قصير حول أحوال هذه الأمة وربط هذا الأمر، إنه لا عودة لعزة هذه الأمة وقوتها ومنعتها, وكذلك لا عودة لشريعة ربها لتحكم حياتها إلا بالجهاد في سبيل الله, وإزالة كل طاغوت كافر في هذه الأرض يقف في وجه هذه الدعوة ويتحداها بقوة سلاحه، وبقوة إعلامه، وبقوة علمه، وبقوة تقدمه وتحديه وتنظيمه.

بعد هذه المقدمة الموجزة القصيرة حول أحوال هذه الأمة نوجه إلى إخواننا من المشايخ جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيراً, إلى الحديث حول عناصر هذه الندوة، ونبدأ بالعنصر الأول: حول دور الجهاد في تأريخ هذه الأمة.

فإننا نعرف أن تأريخنا تأريخ مشهود، وأن للجهاد فيه دوراً كبيراً, نرجو ونتمنى من الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين جزاه الله خيراً أن يحدثنا عنه.

قال مقدم الندوة حفظه الله:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, ونصلي ونسلم على عبد الله ونبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, وبعد:

قبل أن نبدأ هذه الندوة الطيبة المباركة -إن شاء الله- أعتذر إليكم وإلى مشايخنا الكرام عن أن أتولى الحديث معهم وأن أشاركهم الحديث, وأن أقدم لهم وأن أكون مشاركا لهم في هذه الندوة, لأني لست من فرسان هذا المجال, ولكن إخواني جزاهم الله خيراً ظنوا بي ظناً الله أعلم به، فأسندوا إليّ إدارة هذه الندوة التي أرجو إن شاء الله أن نخرج منها بحصيلة علمية ونفسية تربوية طيبة.

موضوع هذه الندوة عن أمر غاب كثيراً عن الساحة, وكذلك غاب الحديث عنه كثيراً, ألا وهو: الجهاد في سبيل الله، ذروة سنام الإسلام هذا الأمر العظيم الذي به عِزَّ الأمة, وبه رفعتها وقوتها وعودتها إلى مركز القيادة والسيطرة على هذه الدنيا التي أمرنا الله جلَّ وعلا أن نكون فيها المسيطرين المهيمنين.

أقول: هذا الأمر العظيم الجهاد في سبيل الله سيكون مجال حديث المشايخ الكرام، جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيراً.

وهذه الندوة مكونة من عدة عناصر سأطلب من كل واحد منهم الحديث عنها، في حدود لا تتجاوز الخمس أو الست دقائق في كل عنصر من العناصر حتى يعود الحديث إليه.

ونبدأ الحديث عن مدى حاجة الأمة وعن واقع الأمة الذي تعيشه الآن, الذي يجعلها في أمس الحاجة إلى أن تحيي هذه الفريضة, وأن يُذكر الناس بها قولاً وفعلاً.

هذه الأمة المسكينة المستضعفة, ولا أستطيع أن أطيل الحديث عن واقعها السيئ الذي تعيشه من جميع الجوانب, وإنما سأعرض لموجز قصير مركز وسألتزم بما ألزمت به إخواني وجزاهم الله خيراً, ولست بالآمر لهم ولكن أقول:

إن هذه الأمة تعيش فترة من أحلك ظروفها ومن أحرج أوقاتها، فبماذا نبدأ الحديث عن واقع هذه الأمة؟ هل بالجانب العسكري وهي فيه بما تعلمون من الضعف ومن الذلة والقلة، لا أقول القلة العددية, فعددها كبير؛ ولكن أقول: القلة المعنوية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف هذه الأمة في عصر من عصورها ويقصد آخر زمانها, أنها تكون كغثاء السيل, قيل: يا رسول الله! أمن قلة نحن في ذلك الوقت؟ قال: {لا، أنتم كثير ولكن غلبكم الوهن، حب الحياة وكراهية الموت} فهذه القلة التي نعيشها, القلة المعنوية, والهوان الذي تعيشه هذه الأمة نتيجة تفريطها بشرع ربها, ونتيجة تركها لباب من أعظم أبواب الخير وهو باب الجهاد.

هذه الأمة تعيش -كما ترون- حالاً سيئة في كل جوانب واقعها, ولنبدأ بالجانب العقائدي، وجانب تطبيق الشريعة الإسلامية.

فأمة الإسلام تعيش وضعاً يؤلم كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان, تنتشر فيها البدع, وتنتشر فيها الضلالات, وينتشر فيها الشرك ويكثر، له دوره وقصوره وبيوته ومنازله, وله سدنته وهياكله, وينتشر فيها الفساد والانحلال والانحراف, وينتشر فيها البعد عن شريعة الله جل وعلا, التي أزيحت قليلاً قليلاً عن قيادة هذه الأمة حتى سُلخت أو تكاد أن تكون سلخت من دينها تماماً.

وأصبح المهيمن المسيطر في واقع الأمة الإسلامية -وبإشراف أَُناس يتسمون بالإسلام- أصبح المهيمن المسيطر هو نظم الكفر, والضلالة, أزيحت شريعة الإسلام علناً وقصداً وعمداً، ولم يبق من الإسلام في شرائعه مسموح له بالعمل والحركة في أغلب بلاد الإسلام وأكثر دياره إلا ما يسمونه بجانب الأحوال الشخصية, وهو الزواج والطلاق والمواريث، وحتى هذا الجانب الضيق من جوانب الشريعة الإسلامية, لم يتركوه بل تدخلوا فيه وبدلوا وغيروا, حتى ضيقوا على هذا الجانب الضيق الذي تركوه للإسلام من الشريعة.

أما بقية شرائع الإسلام بكافة شمولها وكافة سيطرتها على جوانب الحياة, فقد ألغيت تماماً من حياة الأمة، إذاً: وضع عسكري ضعيف, أو يكاد يكون معدوماً، ووضع اجتماعي وشرعي وعقائدي مُزرٍ يؤلم حال كل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان, حتى أنك تدخل البلد المسلم وتدخل البلد الكافر فلا تجد فرقاً كبيراً بين هذين البلدين إلا بوجود المنائر المرتفعة في هذه البلدة أو تلك, وأما ما عدا ذلك فليس هناك فرق؛ العري والتكشف, والتحاكم إلى غير شرع الله, والخرافة والبدعة والضلالة, وكل سوء يتصور الإنسان وجوده في بلاد الكفر فهو كذلك موجود في بلاد الإسلام إلا من رحم الله.

حال سيئة، مذلة ومهانة, استذلال واستهانة, وإراقة لا تتوقف للدماء التي تجري أنهاراً في كل ركن من أركان الأمة الإسلامية, بماذا نبدأ وبماذا ننتهي؟! ماذا نقول؟! هل نتكلم عن الهند؟ أم نتكلم عن الصومال؟ أم عن بورما؟! أم نتكلم عن كشمير؟ أم عن فلسطين؟ أم عن الجرح الجديد النازف في سراييفو والبوسنة والهرسك؟ أم عن ماذا نتكلم؟!!

ليس هناك مكان تقريباً في أمة الإسلام إلا وفيه جرح ينـزف، أقول: هذا الواقع السيئ وهذا التفكك السياسي, وهذا التفكك المذهبي, وهذا الانحلال الخلقي, وهذا البعد عن شريعة الله جل وعلا, وهذا الضعف العسكري, وهذا الهوان على الله وعلى الناس, لا دواء له إلا بالجهاد في سبيل الله, هناك أدوية كثيرة، وهناك محاولات مشكورة, ولا تنس ولا تُترك من التعلم والتعليم والتوجيه, وكلها أمور لا ينبغي أن نغفل عنها, ولكن عِزَّ هذه الأمة إنما هو بالجهاد في سبيل الله، الذي هو ذروة سنام الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

أقول: لا تزول هذه الحالة، وسنبذل وسيبذل الخيرون في هذه الأمة الآن وبعد الآن وفي هذا الجيل وأجيال قادمة سيبذلون جهوداً كبيرة لإصلاح هذه الأمة، وسيوفقون في جوانب, ولكن الحل الحقيقي لهذه الأمة هو الجهاد في سبيل الله.

الجهاد في سبيل الله هو الحل الحقيقي لهذه الأمة، هو الذي سيعيد إليها وحدتها، وقوتها، وعزتها، والعمل بشريعة ربها.

أنا في اعتقادي -والكلام لإخواني المشايخ أساتذتي ومشايخي: إن كل جهد لا يربط بالجهاد في سبيل الله أنا أقول وأعتقد والله أعلم أنه لن يؤتي الثمرة المرجوة, التي تراد ويريدها الله من هذه الأمة؛ لأن أعداءنا كُثُر ولن يسمحوا لنا وهم أقوياء كما نعلم ولا ننكر قوة عدونا, لن يسمحوا لنا إطلاقاً أن نستعيد زمام المبادرة والقيادة إلا بقوة السلاح والحديد والنار, هذه حقيقة واقعة لا بد أن نعرفها ونذكرها جيداً، ولا نغفلها عند الحديث عن إصلاح حال هذه الأمة، وقد وصلت أحوالها إلى ما وصلت إليه.

هذا موجز قصير حول أحوال هذه الأمة وربط هذا الأمر، إنه لا عودة لعزة هذه الأمة وقوتها ومنعتها, وكذلك لا عودة لشريعة ربها لتحكم حياتها إلا بالجهاد في سبيل الله, وإزالة كل طاغوت كافر في هذه الأرض يقف في وجه هذه الدعوة ويتحداها بقوة سلاحه، وبقوة إعلامه، وبقوة علمه، وبقوة تقدمه وتحديه وتنظيمه.

بعد هذه المقدمة الموجزة القصيرة حول أحوال هذه الأمة نوجه إلى إخواننا من المشايخ جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيراً, إلى الحديث حول عناصر هذه الندوة، ونبدأ بالعنصر الأول: حول دور الجهاد في تأريخ هذه الأمة.

فإننا نعرف أن تأريخنا تأريخ مشهود، وأن للجهاد فيه دوراً كبيراً, نرجو ونتمنى من الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين جزاه الله خيراً أن يحدثنا عنه.

قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، أما بعد:

بداية الإسلام وأول أمره

هذه المقدمة التي سمعناها من أخينا وفقه الله حول أحوال هذه الأمة وما أصابها من الضعف, شيء مشاهد، ولعله قد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: {بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء}.

ولا شك أن الإسلام بدأ في أول أمره سراً، بحيث أن الدعوة -دعوة النبي صلى الله عليه وسلم- كانت سرية, ثم بعد ذلك أمره الله بأن يظهر ويعلن دعوته: قُمْ فَأَنْذِرْ * = 6005497>وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ[المدثر:2-3] إلى قوله: وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ [المدثر:7], فأعلن بعد ذلك الدعوة إلى الله تعالى, وأعلن أنه على حق وصواب, وأن المشركين على خطأ وعلى شرك وضلال, فعند ذلك نصبوا له العداوة, ووبخوه على أفعاله وعلى أقواله, واستنكروا ما جاء به.

بداية الشروع في الجهاد

بعد ذلك كله أظهره الله وهدى ووفق من اتبعه ومن نصره, ولما أظهره الله ومكن له في البلاد شرع له الجهاد في سبيل الله, فجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى نصره الله، وأظهر له الدين الذي أرسله به, فأنـزل عليه في آخر حياته قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة:33], لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح:28], فصدق الله وعده, حيث أظهر هذا الدين ومكن له.

وكان من أسباب ظهوره الجهاد؛ حيث أنه صلى الله عليه وسلم بذل جهداً، وصحابته الذين أخلصوا في اتباعه بذلوا جهداً.

إذاً فالجهاد الذي قاموا به هو أنهم أجهدوا أنفسهم, وبذلوا وسعهم, وبذلوا أوقاتهم, وأنفقوا ما يملكونه, وآثروا سبيل الله على أهوائهم, وعلى شهواتهم, فكان ذلك سبباً لنصرهم، فحقق الله لهم النصر لما نصروه، وقال الله تعالى: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7], ومعلوم أنهم ابتلوا بهذا الجهاد ليظهر بذلك صبرهم وجلدهم وقوتهم وليظهر بذلك إيثارهم للحياة الأخروية, والنعيم الأخروي على شهواتهم الدنيوية, وعلى متاع الدنيا, وما ذاك إلا أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه, صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وآمنوا برسالته, وحققوا اتباعه, وعلموا أن ما جاء به كله حق, وأنه صادق مصدوق, وأن وعده صدق, فلما آمنوا بذلك رخُصت عندهم أنفسهم, ورخصت عندهم شهواتهم وأموالهم, وأولادهم, وعرفوا أن وعد الله تعالى حق فبذلوا كل ما في وسعهم, فأظهر الله بهم الدين.

وأنـزل على نبيه صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [النور:55], فحقق الله هذا الوعد ولكن بعد أن حققوا ما طلب منهم، حققوا الإيمان, وصدقوا فيه, وحققوا العمل الصالح, وحققوا العبادة, واجتنبوا الشرك, واجتنبوا المعاصي, وكذلك أجهدوا أنفسهم وجاهدوا في سبيل الله.

جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته معروف أنهم أولاً: جاهدوا نفوس الناس.

ثانياً: جاهدوا أبدانهم وجاهدوا عقولهم، فجهادهم الذي جاهدوا به النفوس هو أنهم غزوا كل نفس شريرة سواءً كان غزوهم غزواً حسياً, أم غزواً معنوياً, وشرح ذلك يطول وأمثلته واضحة.

وبكل حال فإن الله تعالى لما أمرهم -أولاً- بالقتال أمراً مرخصاً فيه؛ عند ذلك بدأوا بالقتال، ويذكر العلماء أن أول ما أنـزل الله في القتال قوله تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج:39], أذن لهم بأن يقاتلوا, وكان هذا مجرد إذن, ثم بعد ذلك نـزل الأمر بقتال من قاتلهم، قال الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ [البقرة:190] أمرهم بأن يقاتلوا من قاتلهم, ويكفوا عمن لم يقاتلهم, ثم بعد ذلك أمرهم بأن يقاتلوا جميع المشركين، فقال تعالى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ [التوبة:5], وتسمى هذه آية السيف، بمعنى أنها أمرت أمراً مطلقاً بأن يجاهد كل مسلم أعداء الدين أينما كانوا، وفي أي بقعة كانوا ماداموا مشركين.

ومعلوم أن المشركين في هذه الآية: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ [التوبة:5] يدخل فيها كل من أشرك بالله تعالى, وخرج عن عبادته.

آثار الجهاد ودوره في هذه الأمة

إن آثار هذا الجهاد ودوره هو أن الله تعالى أظهر الإسلام, وأظهر الدين بسبب أنهم جاهدوا المشركين, وإذا قيل إن الله تعالى قادر على أن يظهر دينه كما في قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ [الشعراء:4], فلماذا ابتلاهم بهذا الجهاد؟

أجاب العلماء بأن هذا الابتلاء فيه مصلحة عظيمة:

منها: أن فيه معرفة صدقهم مع الله تعالى, ومعرفة قوة إيمانهم, وفيه الابتلاء لمن كان ضعيف الإيمان, ومن كان قوي الإيمان, فعندما ظهر هذا الجهاد وأمر الله به تبين من آمن إيماناً صحيحاً, وتبين من لم يكن صادق الإيمان, وأدلة ذلك مذكورة لا نطيل بها, ونتوقف عند هذا حيث أن الفقرات كثيرة ليتولى الإخوة بقية الجواب والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله.

تعقيب على كلام الشيخ ابن جبرين

قال مقدم الندوة حفظه الله :

جزى الله الشيخ عبد الله كل خير على هذا الاختصار ويكفي أن نعلم أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان عددهم يزيد على مائة ألف كما ورد في بعض الآثار لم يمت في المدينة منهم أكثر من عشرة آلاف نسمة, والبقية منهم ساحوا في الأرض ناشرين لدين الله جل وعلا, محطمين لعروش الطواغيت, قاضين على قوى الكفر, ممهدين لرسالة الإسلام حتى وصلت أقصى مكانٍ يستطيع أن يصل إليه الإنسان في ذلك الوقت, ولا داعي للإطالة في هذه المسألة.

فنحن -ولله الحمد- في هذا الزمان -ولهم بذلك الأجر العظيم- نحن أثر من آثار جهاد الصحابة والسلف الصالح, فعندما ترى نفسك على عقيدة صحيحة وعلى دين صحيح فادعُ أولاً لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله له الوسيلة، ثم ادع لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم من استشهد منهم في أول الإسلام، ومن استشهد منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن استشهد منهم في أزمنة متأخرة, وادع لكل مسلم سلك طريق الجهاد, وترك الأهل والديار, فما أنت وما أنا إلا حسنه من حسناتهم جزاهم الله عنا خير الجزاء.

ونرجو بعد ذلك من الشيخ عبد الله بن حمود التويجري أن يحدثنا عن حكم الجهاد وأهميته، وكذلك نرجو أن يكون ذلك بشكل موجز مختصر وجزاه الله خيراً.

هذه المقدمة التي سمعناها من أخينا وفقه الله حول أحوال هذه الأمة وما أصابها من الضعف, شيء مشاهد، ولعله قد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: {بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء}.

ولا شك أن الإسلام بدأ في أول أمره سراً، بحيث أن الدعوة -دعوة النبي صلى الله عليه وسلم- كانت سرية, ثم بعد ذلك أمره الله بأن يظهر ويعلن دعوته: قُمْ فَأَنْذِرْ * = 6005497>وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ[المدثر:2-3] إلى قوله: وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ [المدثر:7], فأعلن بعد ذلك الدعوة إلى الله تعالى, وأعلن أنه على حق وصواب, وأن المشركين على خطأ وعلى شرك وضلال, فعند ذلك نصبوا له العداوة, ووبخوه على أفعاله وعلى أقواله, واستنكروا ما جاء به.

بعد ذلك كله أظهره الله وهدى ووفق من اتبعه ومن نصره, ولما أظهره الله ومكن له في البلاد شرع له الجهاد في سبيل الله, فجاهد في الله تعالى حق جهاده حتى نصره الله، وأظهر له الدين الذي أرسله به, فأنـزل عليه في آخر حياته قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة:33], لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح:28], فصدق الله وعده, حيث أظهر هذا الدين ومكن له.

وكان من أسباب ظهوره الجهاد؛ حيث أنه صلى الله عليه وسلم بذل جهداً، وصحابته الذين أخلصوا في اتباعه بذلوا جهداً.

إذاً فالجهاد الذي قاموا به هو أنهم أجهدوا أنفسهم, وبذلوا وسعهم, وبذلوا أوقاتهم, وأنفقوا ما يملكونه, وآثروا سبيل الله على أهوائهم, وعلى شهواتهم, فكان ذلك سبباً لنصرهم، فحقق الله لهم النصر لما نصروه، وقال الله تعالى: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7], ومعلوم أنهم ابتلوا بهذا الجهاد ليظهر بذلك صبرهم وجلدهم وقوتهم وليظهر بذلك إيثارهم للحياة الأخروية, والنعيم الأخروي على شهواتهم الدنيوية, وعلى متاع الدنيا, وما ذاك إلا أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه, صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وآمنوا برسالته, وحققوا اتباعه, وعلموا أن ما جاء به كله حق, وأنه صادق مصدوق, وأن وعده صدق, فلما آمنوا بذلك رخُصت عندهم أنفسهم, ورخصت عندهم شهواتهم وأموالهم, وأولادهم, وعرفوا أن وعد الله تعالى حق فبذلوا كل ما في وسعهم, فأظهر الله بهم الدين.

وأنـزل على نبيه صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [النور:55], فحقق الله هذا الوعد ولكن بعد أن حققوا ما طلب منهم، حققوا الإيمان, وصدقوا فيه, وحققوا العمل الصالح, وحققوا العبادة, واجتنبوا الشرك, واجتنبوا المعاصي, وكذلك أجهدوا أنفسهم وجاهدوا في سبيل الله.

جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته معروف أنهم أولاً: جاهدوا نفوس الناس.

ثانياً: جاهدوا أبدانهم وجاهدوا عقولهم، فجهادهم الذي جاهدوا به النفوس هو أنهم غزوا كل نفس شريرة سواءً كان غزوهم غزواً حسياً, أم غزواً معنوياً, وشرح ذلك يطول وأمثلته واضحة.

وبكل حال فإن الله تعالى لما أمرهم -أولاً- بالقتال أمراً مرخصاً فيه؛ عند ذلك بدأوا بالقتال، ويذكر العلماء أن أول ما أنـزل الله في القتال قوله تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [الحج:39], أذن لهم بأن يقاتلوا, وكان هذا مجرد إذن, ثم بعد ذلك نـزل الأمر بقتال من قاتلهم، قال الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ [البقرة:190] أمرهم بأن يقاتلوا من قاتلهم, ويكفوا عمن لم يقاتلهم, ثم بعد ذلك أمرهم بأن يقاتلوا جميع المشركين، فقال تعالى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ [التوبة:5], وتسمى هذه آية السيف، بمعنى أنها أمرت أمراً مطلقاً بأن يجاهد كل مسلم أعداء الدين أينما كانوا، وفي أي بقعة كانوا ماداموا مشركين.

ومعلوم أن المشركين في هذه الآية: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ [التوبة:5] يدخل فيها كل من أشرك بالله تعالى, وخرج عن عبادته.

إن آثار هذا الجهاد ودوره هو أن الله تعالى أظهر الإسلام, وأظهر الدين بسبب أنهم جاهدوا المشركين, وإذا قيل إن الله تعالى قادر على أن يظهر دينه كما في قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ [الشعراء:4], فلماذا ابتلاهم بهذا الجهاد؟

أجاب العلماء بأن هذا الابتلاء فيه مصلحة عظيمة:

منها: أن فيه معرفة صدقهم مع الله تعالى, ومعرفة قوة إيمانهم, وفيه الابتلاء لمن كان ضعيف الإيمان, ومن كان قوي الإيمان, فعندما ظهر هذا الجهاد وأمر الله به تبين من آمن إيماناً صحيحاً, وتبين من لم يكن صادق الإيمان, وأدلة ذلك مذكورة لا نطيل بها, ونتوقف عند هذا حيث أن الفقرات كثيرة ليتولى الإخوة بقية الجواب والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله.

قال مقدم الندوة حفظه الله :

جزى الله الشيخ عبد الله كل خير على هذا الاختصار ويكفي أن نعلم أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان عددهم يزيد على مائة ألف كما ورد في بعض الآثار لم يمت في المدينة منهم أكثر من عشرة آلاف نسمة, والبقية منهم ساحوا في الأرض ناشرين لدين الله جل وعلا, محطمين لعروش الطواغيت, قاضين على قوى الكفر, ممهدين لرسالة الإسلام حتى وصلت أقصى مكانٍ يستطيع أن يصل إليه الإنسان في ذلك الوقت, ولا داعي للإطالة في هذه المسألة.

فنحن -ولله الحمد- في هذا الزمان -ولهم بذلك الأجر العظيم- نحن أثر من آثار جهاد الصحابة والسلف الصالح, فعندما ترى نفسك على عقيدة صحيحة وعلى دين صحيح فادعُ أولاً لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله له الوسيلة، ثم ادع لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم من استشهد منهم في أول الإسلام، ومن استشهد منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن استشهد منهم في أزمنة متأخرة, وادع لكل مسلم سلك طريق الجهاد, وترك الأهل والديار, فما أنت وما أنا إلا حسنه من حسناتهم جزاهم الله عنا خير الجزاء.

ونرجو بعد ذلك من الشيخ عبد الله بن حمود التويجري أن يحدثنا عن حكم الجهاد وأهميته، وكذلك نرجو أن يكون ذلك بشكل موجز مختصر وجزاه الله خيراً.


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5157 استماع
حديث الهجرة 5026 استماع
تلك الرسل 4157 استماع
الصومال الجريح 4148 استماع
مصير المترفين 4126 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4054 استماع
وقفات مع سورة ق 3979 استماع
مقياس الربح والخسارة 3932 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3874 استماع
العالم الشرعي بين الواقع والمثال 3836 استماع