خطب ومحاضرات
ديوان الإفتاء [267]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي وأخواتي! أسعد الله مساءكم بكل خير، ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديون الإفتاء.
وأسأل الله أن يسددني وإياكم، وأن يوفقني وإياكم، وأن يعينني وإياكم، وأبدأ ببعض الأسئلة التي وردتنا عن طريق الرسائل.
السؤال: يقول أخونا علي عبد الله : بعض الناس يقولون: خطبة العيد تكفي عن صلاة الجمعة، نرجو الإفادة؟
الجواب: نعم، ثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى بالناس صلاة العيد يوم الجمعة وقال: ( قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أن يشهد معنا الجمعة فليفعل وإنا مجمعون )، فقوله عليه الصلاة والسلام : (فمن شاء)، يدل الأمر على التخيير، وقد عمل بهذه السنة عبد الله بن عباس ، و عبد الله بن الزبير ، وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين؛ ولذلك نقول في هذا العام إن شاء الله: يوافق يوم الجمعة يوم العيد، فمن شهد صلاة العيد فله أن يصلي ظهراً، وخير له أن يشهد الجمعة؛ لئلا يفوته الأجر والثواب، والعلم عند الله تعالى.
المتصل: يا شيخ عبد الحي ! في صلاة العصر صلى بنا الإمام خمس ركعات، وبعدما قام للخامسة سبح له بعض الناس؛ لكنه أصر، فتابعه بعض المصلين ولم يتابعه البعض، ثم سجد سجود السهو، فقال الذين لم يقوموا: إن الصلاة باطلة وعليكم أن تعيدوا الصلاة؟
الشيخ: طيب، أجيبك إن شاء الله شكراً لك.
المتصل: يا شيخ! بالنسبة لي، ربي سبحانه وتعالى رزقني -والحمد لله- أبناء وأنا كفيف، وأبنائي هؤلاء لا يسمعون الكلام ربنا يهدينا ويهديهم فيتابعون المسلسلات، فانصحهم يا شيخ.
الشيخ: حاضر أبشر.
المتصل: بارك الله فيك! أسأل عن مسألة النقاب، أنا سمعت أن المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها، فأريد أن أتأكد هل النقاب واجب بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ: طيب، أبشر إن شاء الله أجيبك، شكرا ًلك.
السؤال: يقول أخونا أبو أحمد : هل يجوز حلق الشعر وقص الأظافر في أيام العشر؟
الجواب: ما ينبغي للإنسان الذي ينوي أن يضحي أن يقص أظافره أو يأخذ شيئاً من شعره أو من جلده؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا دخل هلال ذي الحجة، وكان لأحدكم ذبح يذبحه فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً ).
السؤال: أختنا هدى تقول: هل يمكن في صلاة الاستخارة أن أسمي أكثر من أمر أم أصلي لكل أمر صلاة استخارة؟
الجواب: لكل أمر تصلي صلاةً مخصوصةً، يعني: الإنسان يصلي ركعتين ثم يدعو بالدعاء المعروف ويسمي حاجته، ثم يصلي أخريين ويسمي حاجته الأخرى ليختار له الخير.
السؤال: ما حكم من سبق إمامه في قراءة الفاتحة؟
الجواب: الأولى أن الإنسان يكون تابعاً لإمامه في سائر الأركان، قوليةً كانت أو فعليةً، لكن أحيانا ًالإمام لا ينتظر بعد قراءة الفاتحة ولا يمهل المأمومين من أجل أن يقرءوها؛ ولذلك لو أنه قرأها عقب قراءته مباشرة، بحيث تكون قراءته في سكتات الإمام، أو أنه قرأها في أثناء سكوت الإمام للاستفتاح فلا حرج عليه إن شاء الله.
السؤال: عبد العزيز من كسلا يقول: هل الجد والجدة والخالة يدخلون في بر الوالدين؟
الجواب: نعم؛ الجد والجدة كلاهما والد، كلاهما يعني: أب وأم، فالجد أب وإن علا، والجدة أم مهما علت.
وأما الخالة فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الخالة بمنزلة الأم )؛ فمطلوب بر آبائك وأمهاتك وإن علوا، ومطلوب كذلك بر خالاتك.
الشيخ: أما سؤال أخينا عبد الرحمن من الخرطوم عن النقاب، فنقول: إن العلماء رحمهم الله سلفاً وخلفاً مختلفون في وجه المرأة هل هو عورة يجب ستره أم أن ستره مستحب؟
لكنهم مجمعون على أن ستر الوجه مشروع، يعني: لا توصف من سترت وجهها بأنها مبتدعة، أو أنها قد أتت بشيء ليس من الدين ونحو ذلك مما نسمعه في هذه الأيام؛ بل هي أتت بأمر واجب أو مستحب، والأدلة في ذلك يا عبد الرحمن متعارضة، ولك أن ترجع إلى بعض الرسائل أو الكتب التي ألفت في هذا الباب، كرسالة حجاب المرأة المسلمة للشيخ ناصر الدين الألباني ، أو ترجع إلى رسالة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمة الله على الجميع- من أجل أن تعرف أدلة هؤلاء، وأدلة هؤلاء.
الشيخ: أخونا خالد من عطبرة كفيف نسأل الله عز وجل أن يعوضه عن نور بصره نور البصيرة، وأن يجبره في مصابه خيراً، وأبشره بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ( إذا ابتلى الله عبده بحبيبتيه ثم صبر عوضه الجنة)؟
ونقول لأولاده: إن واجباً عليكم أن تطيعوا أباكم فيما يأمركم به، وفيما ينهاكم عنه؛ لأن الوالد لا يريد للولد إلا خيراً، ولا يأمره إلا بما فيه خير الدنيا والآخرة.
وأقول: بأن الصلاة هي آخر ما يفقد المرء من دينه، وأن الموفق من عباد الله هو الذي يحرص على الصلاة على أي حال كان، في صحة أو سقم، في شدة أو رخاء، في عسر أو يسر، في صيف أو شتاء، على كل الأحوال يصلي على الهيئة التي يستطيعها.
وأما المسلسلات فأقول: إن ذوي المروءة والنهى وأصحاب العقول السليمة كلهم يعلمون بأن هذه المسلسلات لا تثمر في الغالب خيراً، وأنها لا تدعو إلى فضيلة، وإنما غاية ما فيها تمويهات وخداع، ونشر لمفاهيم خاطئة، وأمور باطلة، ولا تقود إلى خير.
فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يعول عليها، ولا أن يلتفت إليها، ولا أن يضيع وقته فيها؛ بل يعلم بأن الله عز وجل سائله عن هذا الوقت؛ فيشغله بما يقربه إلى ربه جل جلاله.
السؤال: أخونا محمد أحمد من الخوجلاب يشكو أن إماماً قام إلى خامسة، فسبح له الناس فأبى وتمادى، فتابعه بعض الناس، ولم يتابعه بعضهم، وبعدما انفتل من صلاته سجد للسهو، فما حكم الصلاة؟
الجواب: من قام متابعاً الإمام وهو على يقين أن هذه الركعة خامسة فصلاته باطلة؛ لأنه تعمد زيادة في الصلاة، وما ينبغي للإنسان أن يتعمد، والإمام معذور لكونه ساهياً، أما أنت أيها المأموم يا من تابعت الإمام وقد علمت يقيناً بأن الصلاة قد تمت فصلاتك تبطل، وتلزمك إعادتها والعلم عند الله تعالى.
السؤال: إذا أصابني حزن لأمر ما، وأنا أعرف أن لله حكمة؛ فهل علي إثم لحزن قلبي؟
الجواب: ما عليك إثم إن شاء الله؛ فالله عز وجل لا تخلو أفعاله من حكمة؛ فلو أنه ابتلاك بموت والد، أو ولد، أو ابتلاك بفقد مال، أو ذهاب متاع، ونحو ذلك، والإنسان من الطبيعي أن يحزن، وهو يعلم أن لله حكمة، هذا الحزن القلبي لا يؤاخذك الله به، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم، وأشار إلى لسانه )، صلوات الله وسلامه عليه.
السؤال: ما حكم الدخان للمرأة العاملة؟
الجواب: إذا كان هذا الدخان يظهر ريحه، فما ينبغي للمرأة عاملة كانت أو غير عاملة أن تستعمله حال خروجها من بيتها، هذا لا يجوز؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية )، فلا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها مستعطرة، سواء كان ذلك بدخان أو بغيره من أنواع العطور.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
ديوان الإفتاء [485] | 2824 استماع |
ديوان الإفتاء [377] | 2650 استماع |
ديوان الإفتاء [277] | 2535 استماع |
ديوان الإفتاء [263] | 2534 استماع |
ديوان الإفتاء [767] | 2508 استماع |
ديوان الإفتاء [242] | 2477 استماع |
ديوان الإفتاء [519] | 2466 استماع |
ديوان الإفتاء [332] | 2443 استماع |
ديوان الإفتاء [303] | 2407 استماع |
ديوان الإفتاء [550] | 2407 استماع |