واحة القرآن - الرجال قوامون على النساء [1]


الحلقة مفرغة

الشيخ محمد الخضيري: بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء، اللهم علمنا من القرآن ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا.

أما بعد:

ففي زمن غابت فيه المفاهيم الشرعية عن كثير من الناس، وعظمت تلك الحملة التي يشنها أعداء الله على الإسلام وتعاليمه وهديه ونظامه جدير بنا أن نتعرض لبعض الآيات التي تتحدث عن الأسرة في ديننا.

يقول الله عز وجل: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء:34].

(الرجال) هذا اللفظ في القرآن كثيراً ما يطلق، ما هي المعاني التي نستفيدها من هذا اللفظ؟

بمعنى آخر: أنا أريد التنبيه على التفريق بين الرجال والذكور؛ لأن كلمة الذكور تطلق على من كان موصوفاً بالذكورة المخالف للأنثى، أو ما يقابل الأنثى، صالحاً كان أو فاسداً، مؤمناً أو كافراً، براً أو فاجراً. أما لفظة الرجال فتأتي دائماً في معرض المدح، أو نقول: غالباً، للدلالة على هذا الوصف وهو وصف الرجولة، والمروءة، وتحمل المسئولية، والقيام بأمر الله، والالتزام بشرعه، قال تعالى: مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا [الأحزاب:23].

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور:36] إلى أن قال: يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ [النور:36-37]، وهاهنا قال الله: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34].

معنى كلمة: (قوامون)

الشيخ عبد الحي يوسف: كلمة (قوامون) بمعنى قائمون ذوو مسئولية، ولهم حق القوامة والإمارة والسيادة على النساء، وهذا يدركه كل عاقل بفطرته قبل أن تأتي الأديان والشرائع بتقريره؛ لأن الرجل أقوى وأقدر على إدارة الأمور من المرأة، وإن كانت المرأة فيها من الصفات ما ليس موجوداً عند الرجل، لكن إدارة البيت لا بد لها من قيم، ولا بد لها من شخص يقوم بها، ولا أقدر على ذلك من الرجل؛ لما جعل الله عز وجل فيه من الصفات، وهيأه تهييئاً خلقياً للقيام بهذه المسئوليات.

نحن نعلم جميعاً أنه لا يمكن أن توجد منشأة أو مؤسسة أو كيان إلا ولا بد أن يوضع من بين ذلك الكيان من يقوم بإدارته، والأسرة تعتبر عندنا هي النواة الأولى لأي منشأة اجتماعية، وهذه المنشأة لا بد أن يكون عليها قيم، والقيم بلا شك يجب أن يكون الرجل.

الشيخ محمد الخضيري:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

كما تفضلت بأن الأمور لو لم يكن لها من يرأسها ومن يسوسها تصبح فوضى، لا ضابط لها ولا زمام ولا خطام.

سبب جعل القوامة للرجل

الشيخ محمد الخضيري: الله جل جلاله جعل القوامة بمعنى القيام على أمر هذه الأسرة والرئاسة للرجل بسببين:

السبب الأول: قال الله عز وجل: بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:34]، فالسبب الأول سبب جبلي تشريفي، شرف الله به الرجل، ولا يتجادل عاقلان في أن الرجل أقوى جسداً وأشجع قلباً وأبصر بعواقب الأمور من المرأة، وأن الرجل أقل حدةً في عاطفته من المرأة، وحينما أقول هذا الكلام إنما أقصد المجموع لا الجميع؛ لأن بعض الناس قد يعترض ويقول: لا والله فلانة بنت فلان أحسن من زوجها، أو أقوى من زوجها، أو أشجع من زوجها، نقول: الشاذ النادر لا حكم له، وإنما العبرة للأعم الأغلب، هذا هو السبب التشريفي.

والسبب الثاني: السبب التكليفي كما في قوله تعالى: وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].

الشيخ عبد الحي يوسف: فهم الذين يملكون الأموال، وهم الذين يقومون بالإنفاق على النساء، وتدبير أمر الأسرة.

والمرأة إنما تخول بإدارة البيت من الداخل، ورعاية الزوج والأطفال والقيام على مصالحهم؛ حفظاً لها وإكراماً من الابتذال؛ لأن العمل خارج البيت في غالب الأحيان يعرض المرأة للابتذال ما لم يكن هناك مجتمع يصونها، ويقدرها، ويحترمها، ويكرمها، ويحفظها عن وصول الأعادي إليها.

الشيخ عبد الحي يوسف: كلمة (قوامون) بمعنى قائمون ذوو مسئولية، ولهم حق القوامة والإمارة والسيادة على النساء، وهذا يدركه كل عاقل بفطرته قبل أن تأتي الأديان والشرائع بتقريره؛ لأن الرجل أقوى وأقدر على إدارة الأمور من المرأة، وإن كانت المرأة فيها من الصفات ما ليس موجوداً عند الرجل، لكن إدارة البيت لا بد لها من قيم، ولا بد لها من شخص يقوم بها، ولا أقدر على ذلك من الرجل؛ لما جعل الله عز وجل فيه من الصفات، وهيأه تهييئاً خلقياً للقيام بهذه المسئوليات.

نحن نعلم جميعاً أنه لا يمكن أن توجد منشأة أو مؤسسة أو كيان إلا ولا بد أن يوضع من بين ذلك الكيان من يقوم بإدارته، والأسرة تعتبر عندنا هي النواة الأولى لأي منشأة اجتماعية، وهذه المنشأة لا بد أن يكون عليها قيم، والقيم بلا شك يجب أن يكون الرجل.

الشيخ محمد الخضيري:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

كما تفضلت بأن الأمور لو لم يكن لها من يرأسها ومن يسوسها تصبح فوضى، لا ضابط لها ولا زمام ولا خطام.

الشيخ محمد الخضيري: الله جل جلاله جعل القوامة بمعنى القيام على أمر هذه الأسرة والرئاسة للرجل بسببين:

السبب الأول: قال الله عز وجل: بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:34]، فالسبب الأول سبب جبلي تشريفي، شرف الله به الرجل، ولا يتجادل عاقلان في أن الرجل أقوى جسداً وأشجع قلباً وأبصر بعواقب الأمور من المرأة، وأن الرجل أقل حدةً في عاطفته من المرأة، وحينما أقول هذا الكلام إنما أقصد المجموع لا الجميع؛ لأن بعض الناس قد يعترض ويقول: لا والله فلانة بنت فلان أحسن من زوجها، أو أقوى من زوجها، أو أشجع من زوجها، نقول: الشاذ النادر لا حكم له، وإنما العبرة للأعم الأغلب، هذا هو السبب التشريفي.

والسبب الثاني: السبب التكليفي كما في قوله تعالى: وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].

الشيخ عبد الحي يوسف: فهم الذين يملكون الأموال، وهم الذين يقومون بالإنفاق على النساء، وتدبير أمر الأسرة.

والمرأة إنما تخول بإدارة البيت من الداخل، ورعاية الزوج والأطفال والقيام على مصالحهم؛ حفظاً لها وإكراماً من الابتذال؛ لأن العمل خارج البيت في غالب الأحيان يعرض المرأة للابتذال ما لم يكن هناك مجتمع يصونها، ويقدرها، ويحترمها، ويكرمها، ويحفظها عن وصول الأعادي إليها.