واحة القرآن - خواتيم آل عمران


الحلقة مفرغة

الشيخ عبد الحي يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

في خواتيم سورة آل عمران آيات ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انبعث من فراشه بالليل مسح وجهه صلوات ربي وسلامه عليه، ثم نظر إلى السموات وقرأهن، وقال عليه الصلاة والسلام: ويل لمن قرأهن ولم يتفكر فيهن ).

ويقول الله عز وجل: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190].

وكأن سائلاً يسأل: من أولو الألباب يا ربنا؟ فقال: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191].

أخي أبا عبد الله ! ونحن في هذا المكان الجميل الرائع، الذي يظهر فيه ملكوت ربنا جل جلاله، وعظيم قدرته، ماذا تقول عن هذه الآيات؟

الترغيب في الإكثار من ذكر الله وبيان فضله

الشيخ محمد الخضيري: تأمل أن الله عز وجل هيأ النفوس لأن تكون من أهل هذه الصفات، لما قال: لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191].

فهذا تحفيز بأن يكون الإنسان من أهل العقول والألباب الصافية، التي ليس فيها شيء من النظر العادي، وإنما نظرها إلى الآخرة، وحرصها على ما يرضي ربها، واهتمامها بالذي خلقت من أجله، فبدأ بالصفة الأولى فقال: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191].

الشيخ عبد الحي يوسف: وفي الحديث: ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ).

الشيخ محمد الخضيري: وذكر الله قد جعل في كل وقت وفي كل حال؛ لأن الذكر هو لب العبادة، جاء في الحديث: ( ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غداً فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: ذكر الله ).

وفي الحديث الآخر: ( سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟! قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ).

والأحاديث في باب الذكر كثيرة.

الشيخ عبد الحي يوسف: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:35].

الشيخ محمد الخضيري: ولا يكاد يذكر الذكر في القرآن إلا مقروناً بالكثرة؛ للدلالة على أنه مقصود لذاته، وأن المسلم مهما دار في العبادات، وتنقل بين أفيائها، في نهاية المطاف فهو يحقق لب هذا الذكر.

الشيخ عبد الحي يوسف: وفي الحديث: ( إنما جعل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار من أجل ذكر الله ).

الشيخ محمد الخضيري: لإقامة ذكر الله.

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم.

ذكر الله سبحانه وتعالى في كل الأحوال

الشيخ محمد الخضيري: بدأ الله هنا بقوله: يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً [آل عمران:191]، وقبل أن نغادر هذه الآية، في نفس سورة آل عمران قال الله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ [آل عمران:41]، وهنا يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191].

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، والله عز وجل بدأ بالقيام، ثم ثنى بالقعود، وثلث بالجنوب، وهناك في سورة يونس يقول الله عز وجل: وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً [يونس:12]، قالوا: لأن صاحب الضر يكون على جنب إذا اشتد به المرض، ثم إذا تعافى قليلاً قعد، ثم إذا عادت إليه عافيته قام، وهنا على العكس ذكر الله عز وجل يكون من قيام في الصلاة وغيرها.

الشيخ محمد الخضيري: بل إن ذكر القرآن أعلى الذكر، ولا يجوز أن يقرأ في الصلاة إلا في حال القيام، فلا يقرأ في الركوع والسجود.

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، وفي الحديث: ( نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجداً، أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ).

الشيخ محمد الخضيري: تأمل أن الله عز وجل هيأ النفوس لأن تكون من أهل هذه الصفات، لما قال: لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191].

فهذا تحفيز بأن يكون الإنسان من أهل العقول والألباب الصافية، التي ليس فيها شيء من النظر العادي، وإنما نظرها إلى الآخرة، وحرصها على ما يرضي ربها، واهتمامها بالذي خلقت من أجله، فبدأ بالصفة الأولى فقال: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191].

الشيخ عبد الحي يوسف: وفي الحديث: ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت ).

الشيخ محمد الخضيري: وذكر الله قد جعل في كل وقت وفي كل حال؛ لأن الذكر هو لب العبادة، جاء في الحديث: ( ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غداً فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: ذكر الله ).

وفي الحديث الآخر: ( سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟! قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ).

والأحاديث في باب الذكر كثيرة.

الشيخ عبد الحي يوسف: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:35].

الشيخ محمد الخضيري: ولا يكاد يذكر الذكر في القرآن إلا مقروناً بالكثرة؛ للدلالة على أنه مقصود لذاته، وأن المسلم مهما دار في العبادات، وتنقل بين أفيائها، في نهاية المطاف فهو يحقق لب هذا الذكر.

الشيخ عبد الحي يوسف: وفي الحديث: ( إنما جعل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار من أجل ذكر الله ).

الشيخ محمد الخضيري: لإقامة ذكر الله.

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم.

الشيخ محمد الخضيري: بدأ الله هنا بقوله: يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً [آل عمران:191]، وقبل أن نغادر هذه الآية، في نفس سورة آل عمران قال الله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ [آل عمران:41]، وهنا يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191].

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، والله عز وجل بدأ بالقيام، ثم ثنى بالقعود، وثلث بالجنوب، وهناك في سورة يونس يقول الله عز وجل: وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً [يونس:12]، قالوا: لأن صاحب الضر يكون على جنب إذا اشتد به المرض، ثم إذا تعافى قليلاً قعد، ثم إذا عادت إليه عافيته قام، وهنا على العكس ذكر الله عز وجل يكون من قيام في الصلاة وغيرها.

الشيخ محمد الخضيري: بل إن ذكر القرآن أعلى الذكر، ولا يجوز أن يقرأ في الصلاة إلا في حال القيام، فلا يقرأ في الركوع والسجود.

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم، وفي الحديث: ( نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجداً، أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا من الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ).


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
واحة القرآن - بداية سورة الأعلى 2477 استماع
واحة القرآن - سورة الليل 2431 استماع
واحة القرآن - الرجال قوامون على النساء [2] 2234 استماع
واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [2] 1982 استماع
واحة القرآن - ولتكن منكم أمة 1961 استماع
واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [1] 1911 استماع
واحة القرآن - سورة الفلق [2] 1798 استماع
واحة القرآن - سورة الناس 1788 استماع
واحة القرآن - يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم 1784 استماع
واحة القرآن - سورة الكافرون 1752 استماع