أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كثرة البصق ... والطرق العلاجية لترك هذا العمل
أعاني من كثرة البصق، كل نصف دقيقة تقريباً، وكلما حاولت تركه ألح علي فلا أستطيع التخلص منه، أبي كان قاسياً معي، وأمي معقدة منذ طفولتي، كنت سابقاً أعاني من الخجل والكآبة، والآن لا أعاني إلا من هذه الحالة، استخدمت عقار (التربتزول) فترة، ونفعني في البداية لكنه لم يفدني.
راجياً أن تعطوني النصيحة والعلاج، وفقكم الله لعمل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكثرة البصق غالبًا تكون عادة مكتسبة وأخذت الطابع الوسواسي، ومثل هذه الأفعال والطقوس النمطية التي يتعود عليها الإنسان تعالج من خلال:
أولاً: أن تفكر في الأمر بصورة عميقة، وتعرف أن هذه عادة اجتماعية ليست جيدة ولا يقبلها الناس، فإذن تمسكك بالوصمة الاجتماعية المتعلقة بكثرة البصق سوف يساعدك في تحقير الفعل ذاته، لأنك سوف تشعر بما يمكن أن نسميه بالإدانة الاجتماعية التي قد تنتج من هذه العادة.
الإنسان إذا أدرك جسامة فعله وعدم تواؤمه الاجتماعي مهما كان هذا الفعل بسيطًا في نظره فسوف يبدأ في بناء فكر جديد لمقاومة الفعل، ومن ثم إضعاف التفكير فيه، وهذا يؤدي إلى تجنبه، فأنا أريدك أن يكون هذا أحد مناهجك العلمية.
ثانيًا: هنالك تمرين سلوكي بسيط جدًّا يتمثل في أن تجلس على كرسي وتتأمل أنك تريد أن تبصق، وفي هذه اللحظة لا تبصق لكن قم بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب حتى تحس بألم شديد، كرر هذا التمرين عشر مرات، أن يأتيك الشعور بالبصق لكنك لا تبصق وبدلاً عن ذلك تقوم بالضرب على يديك، هذا التمرين في ظاهره مضحك لكنه قائم على أسس علمية سلوكية معروفة لدى السلوكيين.
الفكرة هي أن تربط ما بين الفعل الغير مرغوب فيه وشعور أو استشعار منفر، ولا شك أن الألم منفر، فإذن الربط ما بين البصق أو التفكير فيه وإيقاع الألم على النفس هذا يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، ومن ثم تجد أن العادة الوسواسية المكتسبة بدأت في التلاشي إن شاء الله تعالى، ويتطلب منك التدريب أن تأخذه بجدية كعلاج مفيد، وتركز عليه، وإن شاء الله تعالى تُنفع به.
ثالثًا: أريدك أن تطبق ما يعرف بتمارين (صرف الانتباه) هذه التمارين جيدة جدًّا، مثلاً قل لنفسك: (الآن أنا أريد أن أبصق، لكني لن أبصق، وبديلاً لذلك سوف أقوم مثلاً بأخذ نفسٍ عميق) هنا تكون استبدلت الفعل الوسواسي النمطي الطقوسي المتكرر بفعل آخر، ويحنها سيضعف كثيرًا هذا النوع من الوساوس.
رابعًا: الخطوة الأخيرة هي أن تتناول أحد الأدوية (التربتزول) عقار جيد، لكن (الأنفرانيل) أفضل، لأن (الأنفرانيل) أيضًا يجفف مصادر اللعاب بصورة أفضل، وكذلك يعمل على التخلص من التفكير الوسواسي النمطي، جرعة (الأنفرانيل) – والذي يعرف علميًا باسم (كلوإببرامين) – هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً، استمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هي الخطوات العلاجية، وأنا أؤكد لك أن تطبيقها سوف يفيدك كثيرًا، والدواء إن شاء الله تعالى له فعاليته، خاصة فيما يخص موضوع الكآبة والخجل وعدم الشعور بالطمأنينة.
وفي هذا السياق أخي الكريم: لابد أن تكون قريبًا من كتاب الله، تدارسه، اتْلُه، كن حريصًا على صلاتك في وقتها، وعليك بالدعاء والذكر، فهذه هي المطمئنات الكبرى، وما ذكرناه لك مطمئنات صغرى، وإن شاء الله تعالى التمازج بين الاثنين يؤدي إلى كمال صحتك النفسية.
حاول دائمًا أن تطور نفسك مهنيًا، وتواصل اجتماعيًا، استفد من وقتك بصورة صحيحة، ممارسة الرياضة ذات عائد إيجابي جدًّا على النفوس كما هي مفيدة جدًّاً للأجسام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أريد أن أنقذ حياتي وأتخلص من حالة الرعشة والخوف. | 4130 | الخميس 30-04-2020 04:30 صـ |
كيف أتعالج من الحركات اللاإرادية في الرقبة والرأس؟ | 1645 | الأربعاء 22-04-2020 02:12 صـ |
بسبب تغييري للجرعة أصبحت أعاني من حركات لا إرادية، فما العلاج؟ | 1416 | الاثنين 20-04-2020 01:19 صـ |
ما سبب الحركات اللاإرادية وما علاجها؟ | 2669 | الأحد 05-04-2020 06:20 صـ |
كيف أتخلص من هذه السلوكيات غير المرغوب بها؟ | 3625 | الأحد 06-10-2019 04:58 صـ |