كتاب الصلاة [20]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وبأسانيدكم إليه رحمنا الله تعالي وإياه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صلاة الليل

حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي عن حنظلة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعات، ويوتر بسجدة، ويسجد سجدتي الفجر فذلك ثلاث عشرة ركعة ).

حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن ).

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ونصر بن عاصم -وهذا لفظه- قالا: حدثنا الوليد قال: حدثنا الأوزاعي -وقال نصر: عن ابن أبي ذئب والأوزاعي- عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن ).

حدثنا سليمان بن داود المهري قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبرهم بإسناده ومعناه قال: ( ويوتر بواحدة، ويسجد سجدةً قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسه، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر )، وساق معناه، قال: وبعضهم يزيد على بعض.

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر منها بخمس لا يجلس في شيء من الخمس حتى يجلس في الآخرة فيسلم ).

قال أبو داود: رواه ابن نمير عن هشام نحوه.

حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين ).

حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم قالا: حدثنا أبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة: ( أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي ثماني ركعات ويوتر بركعة، ثم يصلي - قال مسلم: بعد الوتر ركعتين وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ويصلي بين أذان الفجر والإقامة ركعتين ).

حدثنا القعنبي عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره: ( أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ).

حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال: ( طلقت امرأتي فأتيت المدينة لأبيع عقاراً كان لي بها فأشتري به السلاح وأغزو، فلقيت نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد أراد نفر منا ستة أن يفعلوا ذلك فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لكم في رسول الله أسوة حسنة، فأتيت ابن عباس فسألته عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أدلك على أعلم الناس بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأت عائشة فأتيتها فاستتبعت حكيم بن أفلح فأبى فناشدته فانطلق معي، فاستأذنا على عائشة فقالت: من هذا؟ قال: حكيم بن أفلح، قالت: ومن معك؟ قال: سعد بن هشام، قالت: هشام بن عامر الذي قتل يوم أحد؟ قال: قلت: نعم، قالت: نعم المرء كان عامراً، قال: قلت: يا أم المؤمنين حدثيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟! فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن، قال: قلت: حدثيني عن قيام الليل قالت: ألست تقرأ (( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ))؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإن أول هذه السورة نزلت فقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم، وحبس خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً ثم نزل آخرها فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة، قال: قلت: حدثيني عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان يوتر بثمان ركعات لا يجلس إلا في الثامنة، ثم يقوم فيصلي ركعةً أخرى لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة ولا يسلم إلا في التاسعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع ركعات لم يجلس إلا في السادسة والسابعة ولم يسلم إلا في السابعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك تسع ركعات يا بني، ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمها إلي الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلة قط، ولم يصم شهراً يتمه غير رمضان، وكان إذا صلى صلاةً داوم عليها، وكان إذا غلبته عيناه من الليل بنوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، قال: فأتيت ابن عباس فحدثته، فقال: هذا والله هو الحديث ولو كنت أكلمها لأتيتها حتى أشافهها به مشافهة، قال: قلت: لو علمت أنك لا تكلمها ما حدثتك ) ].

ليس من السنة أن يحيي الليل كله من صلاة العشاء إلى الفجر إلا ما جاء في رمضان فإنه لا حرج في ذلك باعتبار فضله، وأما بالنسبة لقراءة القرآن في ليلة فإنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، وليس من السنة كذلك، نعم جاء عن عثمان بن عفان وتميم الداري بإسناد صحيح، وجاء أيضاً عن بعض التابعين، ولكن ربما كان هذا في أحوال عارضة وليس على سبيل الدوام، وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن مثل هذا.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد عن قتادة بإسناده نحوه قال: ( يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيجلس فيذكر الله عز وجل، ثم يدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم، ثم يصلي ركعة فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ) بمعناه إلى مشافهة.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا سعيد بهذا الحديث قال: ( يسلم تسليماً يسمعنا ) كما قال يحيى بن سعيد.

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد بهذا الحديث قال: ابن بشار بنحو حديث يحيى بن سعيد إلا أنه قال: ( ويسلم تسليمةً يسمعنا ).

حدثنا علي بن حسين الدرهمي قال: حدثنا ابن أبي عدي عن بهز بن حكيم قال: حدثنا زرارة بن أوفى: ( أن عائشة سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل فقالت: كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه وينام، وطهوره مغطى عند رأسه، وسواكه موضوع حتى يبعثه الله ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثمان ركعات يقرأ فيهن بأم الكتاب وسورة من القرآن وما شاء الله، ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة ثم يقعد فيدعو بما شاء الله أن يدعوه ويسأله ويرغب إليه ويسلم تسليمةً واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب، ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدن فنقص من التسع ثنتين فجعلها إلى الست والسبع، وركعتيه وهو قاعد حتى قبض على ذلك صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا بهز بن حكيم فذكر هذا الحديث بإسناده قال: ( يصلي العشاء ثم يأوي إلى فراشه -لم يذكر الأربع ركعات- وساق الحديث قال فيه: فيصلي ثماني ركعات يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ولا يجلس في شيء منهن إلا في الثامنة فإنه كان يجلس ثم يقوم ولا يسلم فيصلي ركعةً يوتر بها ثم يسلم تسليمةً يرفع بها صوته حتى يوقظنا ) ثم ساق معناه.

حدثنا عمر بن عثمان قال: حدثنا مروان - يعني: ابن معاوية - عن بهز قال: حدثنا زرارة بن أوفى عن عائشة أم المؤمنين: ( أنها سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصلي بالناس العشاء ثم يرجع إلى أهله فيصلي أربعاً، ثم يأوي إلى فراشه، ثم ساق الحديث بطوله ولم يذكر: يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ولم يذكر في التسليم: حتى يوقظنا ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة- عن بهز بن حكيم عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة بهذا الحديث وليس في تمام حديثهم.

حدثنا موسى -يعني: ابن إسماعيل- قال: حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة- عن محمد بن عمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر بسبع -أو كما قالت- ويصلي ركعتين وهو جالس وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن محمد بن عمر عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عائشة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات، ثم أوتر بسبع ركعات وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد ).

قال أبو داود: روى الحديثين خالد بن عبد الله الواسطي مثله قال فيه: قال علقمة بن وقاص: ( يا أمتاه كيف كان يصلي الركعتين ) فذكر معناه].

والسنة في قيام الليل أن يغلب في صلاة المصلي الصلاة إحدى عشرة ركعة وإن زاد على ذلك فلا حرج عليه وذلك لحديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح أوتر بواحدة ).

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا وهب بن بقية عن خالد، حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الأعلى قال: حدثنا هشام عن الحسن عن سعد بن هشام قال: ( قدمت المدينة فدخلت على عائشة فقلت: أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثمان ركعات يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ثم يوتر بركعة، ثم يصلى ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة، ثم يغفي، وربما شككت أغفى أو لا، حتى يؤذنه بالصلاة فكانت تلك صلاته حتى أسن ولحم فذكرت من لحمه ما شاء الله ) وساق الحديث].

وهذه الأحاديث دليل على أن السنة أن يصلي الإنسان صلاة الليل منفرداً وألا يصليها جماعة مع أهله أو غيرهم في بيته، ولذلك لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سن ذلك لأزواجه ولأهل بيته.

أما على سبيل الاعتراض كحال صلاة عبد الله بن عباس مع النبي عليه الصلاة والسلام لما بات عند خالته ميمونة فهذا اعتراض، وربما قصد النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك تعليم عبد الله بن عباس؛ لأنه كان غلاماً لم يعلم شيئاً من تلك الأحكام، ولذلك نقل تلك الأحكام بعد ذلك؛ لأنها جديدة عليه، ولو كان لديه علم قبل ذلك لنقله ولم يحتج إلى مثل هذه الحاجة، فـعائشة عليها رضوان الله تعالى ظاهر أمرها أنها تحكي فعل النبي عليه الصلاة والسلام منفرداً ولم تكن تصلي معه؛ بل تصلي منفردة، فصلاة الليل السنة فيها أن يصليها الإنسان منفرداً، هذا هو الأصل، إلا ما جاء في مسألة رمضان في صلاة النبي عليه الصلاة والسلام بالناس ابتداءً ثم احتجابه عليه الصلاة والسلام خشية أن تفرض عليهم ثم فعل بعد ذلك الصحابة وكان أمرهم عليه إلا ما ندر كما جاء عن عبد الله بن عمر فإنه كان يفضلها في صلاته منفرداً في بيته حتى في رمضان.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت، ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس: ( أنه رقد عند النبي صلى الله عليه وسلم فرآه استيقظ فتسوك وتوضأ وهو يقول: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [آل عمران:190] ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات كل ذلك يستاك ثم يتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر، قال عثمان: بثلاث ركعات، فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة، وقال ابن عيسى: ثم أوتر فأتاه بلال فآذنه بالصلاة حين طلع الفجر فصلى ركعتي الفجر ثم خرج إلى الصلاة - ثم اتفقا - وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل خلفي نوراً، وأمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم وأعظم لي نوراً ).

حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن حصين نحوه قال: ( وأعظم لي نوراً ) ].

وهذا هو الأرجح أن الدعاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( اللهم اجعل في قلبي نوراً )، يكون في قيام الليل لا في خروج الإنسان إلى الصلاة.

وجاء في رواية في مسلم أنه كان يقوله في خروجه المصلى، وهذا جاء من حديث محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده، وتفرد بذلك، وخالف الرواة الذين يروون هذا الحديث عن عبد الله بن عباس، وجاء من حديث كريب مولى عبد الله بن عباس عن ابن عباس، وجاء أيضاً من حديث سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس، فجعلوها في الليل وليس في خروج الإنسان إلي المسجد، ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام دعاء معين أو ذكر معين في طريقه إلى المسجد، وإنما الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام ما جاء في دخول المسجد .

وفي حديث عبد الله بن عباس أيضاً في مبيته عند خالته ميمونة أنه يشرع الصلاة بالصبي للتعليم، فإذا كان لدى الإنسان صبي يريد أن يتعلم أن يعلمه عملاً بالاقتداء به كما اقتدى عبد الله بن عباس بالنبي عليه الصلاة والسلام فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال أبو داود: وكذلك قال أبو خالد الدالاني عن حبيب في هذا، وكذلك قال في هذا، وقال سلمة بن كهيل عن أبي رشدين عن ابن عباس.

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا زهير بن محمد عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن الفضل بن عباس قال: ( بت ليلةً عند النبي صلى الله عليه وسلم لأنظر كيف يصلي، فقام فتوضأ وصلى ركعتين قيامه مثل ركوعه، وركوعه مثل سجوده، ثم نام، ثم استيقظ فتوضأ واستن ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ [آل عمران:190]، فلم يزل يفعل هذا حتى صلى عشر ركعات، ثم قام فصلى سجدة واحدة فأوتر بها، ونادى المنادي عند ذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما سكت المؤذن فصلى سجدتين خفيفتين، ثم جلس حتى صلى الصبح ).

قال أبو داود: خفي علي من ابن بشار بعضه.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال:حدثنا محمد بن قيس الأسدي عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( بت عند خالتي ميمونة فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أمسى فقال: أصلى الغلام؟ قالوا: نعم. فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله قام فتوضأ ثم صلى سبعاً أو خمساً أوتر بهن لم يسلم إلا في آخرهن ).

حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ( بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربعاً ثم نام، ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأدارني فأقامني عن يمينه، فصلى خمساً ثم نام حتى سمعت غطيطه - أو خطيطه - ثم قام فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الغداة ).

حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد المجيد عن يحيى بن عباد عن سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه في هذه القصة قال: ( فقام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن ).

حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني قال: حدثني محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتيه قبل الصبح يصلي ستاً مثنى مثنى، ويوتر بخمس لا يقعد بينهن إلا في آخرهن ).

حدثنا

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي سلمة عن عائشة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، وكان إذا عمل عملا أثبته ).

حدثنا عبيد الله بن سعد قال: حدثنا عمي قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن مظعون فجاءه، فقال: يا عثمان أرغبت عن سنتي؟ قال: لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب، قال: فإني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، فصم وأفطر، وصل ونم ).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: ( سألت عائشة كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان كل عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع ) ].

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.