Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 73

شرح متن نخبة الفكر [1]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف حمه الله تعالى:

[الحمد لله الذي لم يزل عليمًا قديرًا، وصلى الله على سيِّدنا مُحمد الذي أرسله إلى النَّاس كافةً بشيراً ونذيراً، وعلى آل محمدٍ وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثرت وبُسطت واختصرت، فسألني بعضُ الإخوان أن ألخص لهم المهمَّ من ذلك، فأجبتهُ إلى سؤاله؛ رجاء الاندراج في تلك المسالك ].

ترجمة الحافظ ابن حجر العسقلاني

هذا المتن الذي بين أيدينا نخبة الفكر يعتبر زبدة في مصطلح الحديث، ومؤلفه عالم كبير، وخصوصاً فيما يتعلق بعلم المصطلح، فدراسة مثل هذا المتن وحفظه وإتقانه مهم جداً لطالب العلم.

ومؤلف هذا المتن هو: ابن حجر الشافعي المصري، واسمه: أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني القاهري ، ويكنى: بـأبي الفضل ، وقد تعلم ودرس على مذهب الشافعية في الفروع، ويلقب بـابن حجر ، وهو لقب لبعض آبائه. ولد رحمه الله تعالى سنة (733) للهجرة في شهر شعبان، ونشأ رحمه الله تعالى يتيماً، ومع أنه نشأ يتيماً إلا أن هذا مع وجود الهمة لم يعقه عن أن يكون عالماً كبيراً من علماء الإسلام، وله قدم راسخة، وأثر كبير خصوصاً فيما يتعلق بعلم مصطلح الحديث.

حفظ القرآن رحمه الله تعالى وله تسع سنوات، وكذلك أيضاً حفظ العمدة، وألفية العراقي ، ومختصر ابن الحاجب ، والحاوي الصغير، وأخذ عن جماعة من العلماء كـالبلقيني والبرماوي وابن جماعة والعراقي، وقد لازم العراقي رحمه الله تعالى -وهو من علماء الحديث- كثيراً، وانتفع به.

ومع أنه أخذ عن أهل بلده إلا أنه رحل أيضاً إلى بلاد الإسلام ليأخذ العلم، فرحل إلى الشام، ورحل إلى مكة والحجاز، وكذلك رحل إلى اليمن وغير ذلك.

وله كتب كثيرة، وله طلبة كثر، ومؤلفاته مما يتداولها أهل العلم من زمنه إلى وقتنا الآن، لعموم نفعها، ومن أشهر مؤلفاته:

كتابه: (فتح الباري في شرح صحيح البخاري )، وقد بدأ في تأليفه سنة (817ه)، وانتهى من تأليفه سنة (842).

ومات رحمه الله تعالى سنة (852ه)، يعني: بعد أن انتهى من تأليفه بعشر سنوات، وهذا هو أشهر كتب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، ومن أعظمها وأنفعها، وإلا فله كتب كثيرة منها هذا المتن الذي بين أيدينا (النخبة)، ومنها: (تهذيب التهذيب)، وكذلك أيضاً: (تقريب التهذيب)، وكذلك أيضاً (لسان الميزان)، (والإصابة) وغير ذلك، فكتبه كثيرة جداً ومعروفة.

ولي القضاء رحمه الله تعالى وندم على ذلك، واستمر في القضاء واحداً وعشرين سنة.

سبب ابتداء أهل العلم مؤلفاتهم بالبسملة

يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: [بسم الله الرحمن الرحيم].

ابتدأ رحمه الله تعالى هذا المتن المبارك بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل، فإن كتاب الله عز وجل مبدوء بالبسملة، وكذلك أيضاً اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ كتبه بالبسملة.

شرح البسملة

وشرح البسملة على سبيل الاختصار: الباء (بـ): حرف جر، و(اسم) اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف، وهذا المتعلق يقدر بفعل مؤخر مناسب للمقال؛ لأن الأصل في العمل هو الأفعال، وقدر مؤخراً تبركاً بالبدء باسم الله عز وجل، وقدر مناسباً للمقام؛ لأنه أدل على المراد، فإذا أردت أن تكتب تقول: بسم الله. فالجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره: بسم الله اكتب.

وإذا أردت أن تقرأ تقول: بسم الله. التقدير بسم الله أقرأ. وإذا أردت أن تذبح تقول: بسم الله. والتقدير بسم الله أذبح.

و(الله) أصلها الإله، وحذفت الهمزة فقيل: الله، ومعناه ذو الألوهية والربوبية على خلقه أجمعين.

وقيل: بأن (الله) هو اسم الله الأعظم، وهو أعرف المعارف، ولهذا أسماء الله عز وجل تضاف إليه، ولا يضاف هو إلى اسم من أسماء الله، فيقال: العزيز من أسماء الله؛ لكن لا تقول: الله من أسماء العزيز، أو تقول: الرحمن من أسماء الله؛ ولا تقول: الله من أسماء الرحمن.

و(الرحمن) معناه: ذو الرحمة الواسعة، وهو أيضاً من الأسماء الخاصة بالله عز وجل، والرحيم معناه: ذو الرحمة الواصلة بمعنى الموصل رحمته من يشاء من عباده.

معنى قوله: (الحمد لله الذي لم يزل عالماً قديراً)

قال رحمه الله: [الحمد لله الذي لم يزل عالماً قديراً].

اختلف أهل العلم في تفسير الحمد، وأرجح شيء في تفسير الحمدلة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عليهما رحمة الله تعالى من أن الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال حباً وتعظيماً.

والفرق بين الحمد والمدح أنهما يتفقان في الحروف لكنهما يختلفان، فالحمد وصف المحمود حباً وتعظيماً. وأما المدح فقد تمدح شخصاً وأنت تكرهه، وقد تمدحه وأنت لا تعظمه؛ لكن الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال حباً وتعظيماً.

وقوله: (الحمد لله).

الألف واللام للاستغراق، يعني: أن جميع المحامد لله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى له الحمد المطلق. والحمد ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: حمد مطلق، وهذا لله سبحانه وتعالى؛ فالله سبحانه وتعالى يحمد على كل أسمائه، وكل أفعاله، وكل صفاته.

والقسم الثاني: حمد مقيد، وهذا يكون للمخلوق، فالمخلوق يحمد على هذه الصفة ولا يحمد على الصفة الأخرى، يحمد على هذا الفعل، لكنه لا يحمد على الفعل الآخر.

وقوله: (لله) اللام للاختصاص، يعني: أن المختص بالمحامد المطلقة هو الله عز وجل.

قال رحمه الله: [لم يزل عالماً قديراً].

(عالماً) هذا اسم من أسماء الله، وهو الذي أحاط علمه بكل شيء، فالله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه:7].

وقوله: (قديراً). أيضاً (القدير) هذا اسم من أسماء الله عز وجل الذي أحاطت قدرته بكل شيء، فالله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض.

معنى قوله: (وصلى الله على سيدنا محمد ...)

قال رحمه الله: [وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً].

اختلف العلماء رحمهم الله في الصلاة من الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أطال فيها ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام، وأحسن شيء ما ذكره البخاري عن أبي العالية من أن صلاة الله على عبده هو ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، فإذا قلت: اللهم صل على محمد، أي: اللهم أثني على عبدك محمد في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين. قوله: (وصلى الله على سيدنا)، (السيد) اسم من أسماء الله، والسيادة تنقسم إلى قسمين:

سيادة مطلقة، وهذه لله سبحانه وتعالى، وسيادة مقيدة، وهذه تكون للمخلوق، ولهذا قال الحافظ: (على سيدنا)، فالسيادة المقيدة هذه تكون للمخلوق، و(السيد) بمعنى: ذو السؤدد والرفعة والشرف. قوله: (محمد) اسم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم له أسماء كثيرة، منها: محمد، وأحمد، والحاشر، والمقفى، ونبي الرحمة... إلى آخره.

قال رحمه الله: [الذي أرسله إلى الناس كافة، بشيراً ونذيراً]، بشيراً للطائعين، والبشارة هي الإخبار بما يسر، ونذيراً للعاصين، بشيراً للمؤمنين الطائعين، ونذيراً للكافرين العاصين، والنذارة: هي التخويف من سوء العاقبة.

معنى قوله: (وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً)

قال رحمه الله: [وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليماً كثيراً].

اختلف العلماء رحمهم الله في تفسير آل النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: بأنهم أقاربه الذين آمنوا به. وقيل: بأنهم أتباعه. وقيل: بأن آل النبي صلى الله عليه وسلم يختلف باختلاف السياق، فإذا قيل: آل النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه، فيكون المراد بآله هنا: المؤمنون من قرابته، فإذا ذكر الأتباع مع الآل، يكون المراد بالآل من آمن به من قرابته، وأما إذا ذكر الآل ولم يذكر الأتباع فيكون المراد بالآل هنا أتباعه على دينه.

قال: [وصحبه]، جمع صاحب، وهو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك.

[وسلم تسليماً كثيراً]، التسليم يطلق على معان: منها الأمان والعهد والتحية.

والسلام أيضاً اسم من أسماء الله عز وجل.

وقوله: (سلم تسليماً كثيراً).

يعني: أنك تدعو له بالسلامة، فأنت تقول: اللهم صل على محمد. وتقول: اللهم سلم على محمد، ففي جمع الصلاة مع السلام حصول المطلوب والنجاة من المرهوب.. بالصلاة يحصل المطلوب وتحصل الرحمة؛ لأن الصلاة هي ثناؤه سبحانه وتعالى على عبده في الملأ الأعلى، وبالسلام يحصل النجاة من المرهوب، يعني: تدعو له بالسلامة، أن الله سبحانه وتعالى يسلمه في الدنيا في حياته وبعد مماته، وأن يسلم شرعه من تأويل الغالين، وتحريف المبطلين، وبعد مماته وفي عرصات القيامة أن الله يسلمه سبحانه وتعالى من أهوال القيامة، فإن الأنبياء يجثون على ركبهم ويقولون: ( اللهم سلم سلم ).

هذا المتن الذي بين أيدينا نخبة الفكر يعتبر زبدة في مصطلح الحديث، ومؤلفه عالم كبير، وخصوصاً فيما يتعلق بعلم المصطلح، فدراسة مثل هذا المتن وحفظه وإتقانه مهم جداً لطالب العلم.

ومؤلف هذا المتن هو: ابن حجر الشافعي المصري، واسمه: أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني القاهري ، ويكنى: بـأبي الفضل ، وقد تعلم ودرس على مذهب الشافعية في الفروع، ويلقب بـابن حجر ، وهو لقب لبعض آبائه. ولد رحمه الله تعالى سنة (733) للهجرة في شهر شعبان، ونشأ رحمه الله تعالى يتيماً، ومع أنه نشأ يتيماً إلا أن هذا مع وجود الهمة لم يعقه عن أن يكون عالماً كبيراً من علماء الإسلام، وله قدم راسخة، وأثر كبير خصوصاً فيما يتعلق بعلم مصطلح الحديث.

حفظ القرآن رحمه الله تعالى وله تسع سنوات، وكذلك أيضاً حفظ العمدة، وألفية العراقي ، ومختصر ابن الحاجب ، والحاوي الصغير، وأخذ عن جماعة من العلماء كـالبلقيني والبرماوي وابن جماعة والعراقي، وقد لازم العراقي رحمه الله تعالى -وهو من علماء الحديث- كثيراً، وانتفع به.

ومع أنه أخذ عن أهل بلده إلا أنه رحل أيضاً إلى بلاد الإسلام ليأخذ العلم، فرحل إلى الشام، ورحل إلى مكة والحجاز، وكذلك رحل إلى اليمن وغير ذلك.

وله كتب كثيرة، وله طلبة كثر، ومؤلفاته مما يتداولها أهل العلم من زمنه إلى وقتنا الآن، لعموم نفعها، ومن أشهر مؤلفاته:

كتابه: (فتح الباري في شرح صحيح البخاري )، وقد بدأ في تأليفه سنة (817ه)، وانتهى من تأليفه سنة (842).

ومات رحمه الله تعالى سنة (852ه)، يعني: بعد أن انتهى من تأليفه بعشر سنوات، وهذا هو أشهر كتب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، ومن أعظمها وأنفعها، وإلا فله كتب كثيرة منها هذا المتن الذي بين أيدينا (النخبة)، ومنها: (تهذيب التهذيب)، وكذلك أيضاً: (تقريب التهذيب)، وكذلك أيضاً (لسان الميزان)، (والإصابة) وغير ذلك، فكتبه كثيرة جداً ومعروفة.

ولي القضاء رحمه الله تعالى وندم على ذلك، واستمر في القضاء واحداً وعشرين سنة.

يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: [بسم الله الرحمن الرحيم].

ابتدأ رحمه الله تعالى هذا المتن المبارك بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل، فإن كتاب الله عز وجل مبدوء بالبسملة، وكذلك أيضاً اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ كتبه بالبسملة.