كتاب الصلاة [21]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وبأسانيدكم إليه رحمنا الله تعالي وإياه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب تفريع أبواب شهر رمضان. باب في قيام شهر رمضان

حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المتوكل قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر -قال الحسن في حديثه ومالك بن أنس- عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وصدراً من خلافة عمر رضي الله عنه ).

قال أبو داود: وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس ( من قام رمضان )، وروى عقيل ( من صام رمضان وقامه ).

حدثنا مخلد بن خالد وابن أبي خلف قالا: حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ].

ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر مغفرة ما تأخر من الذنوب لأحد من الناس إلا ما ذكره الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام، ويأتي في بعض الروايات، ولكنها منكرة وموضوعة ( غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )، وما جاء أيضاً عن النبي عليه الصلاة والسلام فيمن شهد بدراً قال: ( افعلوا ما شئتم )، فهذا يتضمن شيئاً من هذا المعني إلا أنه ليس بصريح.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال أبو داود: كذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ومحمد بن عمر عن أبي سلمة .

حدثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن يفرض عليكم، وذلك في رمضان ).

حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة عن محمد بن عمر عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: ( كان الناس يصلون في المسجد في رمضان أوزاعاً، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت له حصيراً فصلى عليه -بهذه القصة قال فيه- قال تعني: النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس أما والله ما بت ليلتي هذه بحمد الله غافلاً ولا خفي علي مكانكم ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن أبي ذر قال: ( صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر، حتى بقي سبع فقام بنا حتى إذا ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل؛ فقلت: يا رسول الله! لو نفلتنا قيام هذه الليلة؛ قال: فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر ) ].

وفي هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي صلاة القيام في رمضان بأصحابه ولكن كان مقطعاً، ولم يصل به النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك خشية أن تفرض عليه.

إذاً: فأصل مشروعيتها من النبي عليه الصلاة والسلام قولاً وعملاً، وأما عدم مداومة النبي عليه الصلاة والسلام عليها فذلك خشية الفرض، ولما انقطع الوحي أمن هذا الأمر فتبقى المشروعية.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا نصر بن علي وداود بن أمية أن سفيان أخبرهم عن أبي يعفور - وقال داود: عن ابن عبيد بن نسطاس - عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وشد المئزر، وأيقظ أهله ).

قال أبو داود: وأبو يعفور اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس .

حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال: ما هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يصلي وهم يصلون بصلاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصابوا ونعم ما صنعوا ).

قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقوي مسلم بن خالد ضعيف].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في ليلة القدر

حدثنا سليمان بن حرب ومسدد -المعنى- قالا: حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر قال: قلت لـأبي بن كعب: ( أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر فإن صاحبنا سئل عنها، فقال: من يقم الحول يصبها، فقال: رحم الله أبا عبد الرحمن والله لقد علم أنها في رمضان - زاد مسدد: ولكن كره أن يتكلوا أو أحب ألا يتكلوا ثم اتفقا- والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني، قلت أبا المنذر: أنى علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لـزر: ما الآية؟ قال: تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع ).

حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: ( كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا: من يسأل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان؟ فخرجت فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب، ثم قمت بباب بيته فمر بي فقال: ادخل، فدخلت فأتي بعشائه فرآني أكف عنه من قلته فلما فرغت قال: ناولني نعلي، فقام وقمت معه فقال: كأن لك حاجة، قلت: أجل، أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال: كم الليلة، فقلت: اثنتان وعشرون قال: هي الليلة، ثم رجع فقال: أو القابلة، يريد ليلة ثلاث وعشرين ) ].

وفي كتمان عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى معرفة ليلة القدر وأنها في رمضان وهو يعلم ذلك كما قال ذلك أبي بن كعب عليه رضوان الله فيه دليل على أنه يجوز للإنسان أن يكتم الدليل إذا خشي من سوء استعماله، وسوء استعماله أن يفعل به على خلاف المراد، فهو خشي أن يتكل ويفرط في بقية العام فجعلها فيما هو أوسع من ذلك مع وجود الدليل عنده، وهذا يرجع إلى اجتهاد الإنسان، فلا يكون بالهواء ولا بكتم الشريعة وتغيير الدين وتبديله، وإنما هو لصالح الناس في دينهم لا في دنياهم وأهوائهم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني عن أبيه قال: ( قلت: يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها وأنا أصلى فيها بحمد الله فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد، فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين، فقلت لابنه: كيف كان أبوك يصنع؟ قال: كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح، فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها فلحق بباديته ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى وفي سابعة تبقى وفي خامسة تبقى )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن قال ليلة إحدى وعشرين

حدثنا القعنبي عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواسط من رمضان فاعتكف عاماً حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج فيها من اعتكافه قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر ).

قال أبو سعيد: ( فمطرت السماء من تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد، فقال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين ).

حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الأعلى قال: سعيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، والتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة، قال: قلت: يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا، قال: أجل، قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها التاسعة، وإذا مضى ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، وإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة ).

قال أبو داود: لا أدري أخفي علي منه شيء أم لا!].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من روى أنها ليلة سبع عشرة

حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال: عبيد الله -يعني: ابن عمرو- عن زيد -يعني: ابن أبي أنيسة- عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود قال: ( قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، ثم سكت ) ].

وفي قول أبي داود: لا أدري أخفي علي منه شيء أم لا! وكذلك أيضاً فيما تقدم معنا في قول أبي داود: ثبته لي بعض أصحابي، إشارة إلى أن أبا داود رحمه الله يكتب السنن من حفظه في بعض الأحيان، وبعضها يدونه، فربما كتب شيئاً من حفظه فأكده مع غيره، وربما شك فيه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من روى في السبع الأواخر

حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من قال سبع وعشرون

حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن قتادة أنه سمع مطرفاً عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال: ( ليلة القدر ليلة سبع وعشرين )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من قال هي في كل رمضان

حدثنا حميد بن زنجوية النسائي قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: حدثنا موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال: هي في كل رمضان ).

قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفاً على ابن عمر لم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ].

وهو كذلك لا يصح مرفوعاً، ووقفه أشبه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في كم يقرأ القرآن

حدثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا أبان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اقرأ القرآن في شهر، قال: إني أجد قوة، قال: اقرأ في عشرين، قال: إني أجد قوة، قال: اقرأ في خمس عشرة، قال: إني أجد قوة، قال: اقرأ في عشر، قال: إني أجد قوة، قال: اقرأ في سبع ولا تزيدن على ذلك ).

قال أبو داود: وحديث مسلم أتم ].

والإنسان ينبغي في أبواب العمل أن يبدأ بأدناه الأيسر ثم يصعد ولا يبدأ بالأشد حتى لا يفتر وينقطع، وهكذا حتى يتيسر للإنسان التمكن من العمل الصالح، وذلك أنه إذا ابتدأ بالأعلى والأشد فإنه ينقطع بعد ذلك، وهذا أيضاً من تلبيس إبليس على بعض الصالحين أنه إذا وجد منه إقبالاً أطلقه على العمل الصالح أين كان نوعه سواءً كان عبادة أو علماً حتى يقبل عليه بكليته؛ لينقطع بعد ذلك إما بعد أسابيع أو ربما أيام؛ لأن دفعه عن ذلك يجعله يقتصد فيه ويبقى على اقتصاد، فالإنسان فيه طاقة وقوة في ذاته فإذا دفعها مرةً واحدة أخرجها ولم يبقى منه شيئاً، وإنما يقتصد في هذا، ثم ينميها بعد ذلك على سبيل التدرج، وهذا من السياسة النفسية والعمل القلبي الذي يقاوم به الإنسان مداخل الشيطان عليه، نعم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: صم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرأ القرآن في شهر، فناقصني وناقصته فقال: صم يوماً وأفطر يوماً، قال عطاء: واختلفنا عن أبي فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً ).

حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الصمد قال: همام أخبرنا قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أنه قال: ( يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال: في شهر، قال: إني أقوى من ذلك -ردد الكلام أبو موسى- وتناقصه حتى قال: اقرأه في سبع، قال: إني أقوى من ذلك، قال: لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث ).

حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان خال عيسى بن شاذان قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا الحريش بن سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عبد الله بن عمر قال: ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن في شهر، قال: إن بي قوة، قال: اقرأه في ثلاث، سمعت أبا داود يقول: سمعت أحمد - يعني: ابن حنبل - يقول: عيسى بن شاذان كيس ) ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في تحزيب القرآن

حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا يحيى بن أيوب عن ابن الهاد قال: ( سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي: في كم تقرأ القرآن؟ فقلت؟ ما أحزبه، فقال لي نافع: لا تقل ما أحزبه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قرأت جزءاً من القرآن، قال: حسبت أنه ذكره عن المغيرة بن شعبة ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا قران بن تمام، ح وحدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو خالد -وهذا لفظه- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده - قال عبد الله بن سعيد في حديثه أوس بن حذيفة - قال: ( قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له ).

قال مسدد: ( وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف قال: كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا ).

قال أبو سعيد: ( قائماً على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش ثم يقول: لا سواء كنا مستضعفين مستذلين - قال مسدد بمكة - فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم، ندال عليهم ويدالون علينا، فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه فقلنا: لقد أبطأت عنا الليلة، قال: إنه طرأ علي جزئي من القرآن فكرهت أن أجيء حتى أتمه ).

قال أوس: ( سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده، وحديث أبي سعيد أتم ).

حدثنا محمد بن المنهال قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله يعني: ابن عمر قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ).

حدثنا نوح بن حبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن عبد الله بن عمر ( أنه سأله النبي صلى الله عليه وسلم: في كم تقرأ القرآن؟ في أربعين يوماً، ثم قال: في شهر، ثم قال: في عشرين، ثم قال: في خمسة عشر، ثم قال: في عشر، ثم قال: في سبع لم ينزل من سبع ).

حدثنا عباد بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة والأسود قال: ( أتى ابن مسعود رجل فقال: إني أقرأ بالمفصل في ركعة، قال: أهذاً كهذ الشعر، ونثراً كنثر الدقل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة: الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، وإذا وقعت ون في ركعة، وسأل سائل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة ).

قال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود رحمه الله ورضي عنه.

حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ( سألت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) ].

قيل: كفتاه عن قيام الليل، وقيل: كفتاه عن حزبه من القرآن، وقيل: كفتاه عن حرزه من الأذكار مما يعتاده الإنسان، وقيل: كفتاه همه وحزنه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو أن أبا سوية حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين ).

قال أبو داود: ابن حجيرة الأصغر عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة .

حدثنا يحيى بن موسى البلخي وهارون بن عبد الله قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عياش بن عباس القتباني عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمر قال: ( أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئني يا رسول الله، فقال: اقرأ ثلاثاً من ذوات الراء، فقال: كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني، قال: فاقرأ ثلاثاً من ذوات حم، فقال مثل مقالته، فقال: اقرأ ثلاثا من المسبحات، فقال مثل مقالته فقال الرجل: يا رسول الله أقرئني سورة جامعة، فأقرأه النبي صلى الله عليه وسلم (( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ )) حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبداً ثم أدبر الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل، مرتين )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في عدد الآي

حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرنا قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له (( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ )) )].

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.