أبواب إقامة الصلوات والسنة فيها [5]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الوتر.

حدثنا محمد بن رمح المصري قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي عن خارجة بن حذافة العدوي قال: ( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قد أمدكم بصلاة لهي خير لكم من حمر النعم، الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر ).

حدثنا علي بن محمد و محمد بن الصباح قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة السلولي قال: قال علي بن أبي طالب: ( إن الوتر ليس بحتم، ولا كصلاتكم المكتوبة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر ثم قال: يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر ) ].

وإذا فات الوتر الإنسان حتى طلع الفجر هل يصلي أم لا؟ جاء عن جماعة من الصحابة صلاة الوتر بعد أذان الفجر، وجاء هذا عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعبادة بن الصامت، وحذيفة بن اليمان، وفضالة بن عبيد، وعائشة، يقول ابن عبد البر عليه رحمة الله: ولا مخالف لهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أوتر بعد طلوع الفجر، والأحاديث الواردة في هذا كلها معلولة، والصحابة يصلونها وتراً، ولكن حديث عائشة في الصحيح: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا فاته حزبه من الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة )، يعني: يصليها شفعاً، ولكن ما جاء عن الصحابة أنهم إذا فاتهم الوتر صلوه بعد طلوع الفجر، هذا على ما تقدم جاء عن جماعة.

قال: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو حفص الأبار عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن، فقال أعرابي: ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ليس لك ولا لأصحابك ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيما يقرأ في الوتر.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو حفص الأبار قال: حدثنا الأعمش عن طلحة وزبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] ).

حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] ).

حدثنا أحمد بن منصور أبو بكر قال: حدثنا شبابة قال: يونس بن أبي إسحاق حدثنا عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

حدثنا محمد بن الصباح و أبو يوسف الرقي محمد بن أحمد الصيدلاني قالا: حدثنا محمد بن سلمة عن خصيف عن عبد العزيز بن جريج قال: ( سألنا عائشة: بأي شيء كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأ في الركعة الأولى بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وفي الثانية قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] ، وفي الثالثة (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) [الإخلاص:1] والمعوذتين ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الوتر بركعة.

حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين عن ابن عمر قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة ).

حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم عن أبي مجلز عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة، قلت: أرأيت إن غلبتني عيني؟ أرأيت إن نمت؟ قال: اجعل أرأيت عند ذاك النجم، فرفعت رأسي فإذا السِّماك، ثم أعاد فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة قبل الصبح ).

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا المطلب بن عبد الله قال: ( سأل ابن عمر رجل فقال: كيف أوتر؟ قال: أوتر بواحدة، قال: إني أخشى أن يقول الناس: البتيراء؟ فقال: سنة الله ورسوله. يريد هذه سنة الله ورسوله الله صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم في كل ثنتين ويوتر بواحدة ) ].

ثبت في الصحيح الإيتار بواحدة من حديث ابن عباس ومعاوية عليهم رضوان الله، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بإحدى عشرة ركعة وهو الغالب من فعله، ولكن لو أوتر الإنسان بواحدة على سبيل الاعتراض لا على سبيل الدوام فهذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام، وجاء أيضاً عن جماعة من الصحابة والتابعين.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في القنوت في الوتر.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال: ( علمني جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وقني شر ما قضيت، وبارك لي فيما أعطيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، سبحانك ربنا وتعاليت ) ].

قنوت الوتر لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام فيه شيء، فذكر قنوت الوتر هنا غير محفوظ عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن هناك من يحكي الإجماع على أن القنوت في قيام الليل في رمضان يكون في آخر ركعة، وهي الوتر، وكذلك في قيام رمضان لا يكون إلا في النصف الأخير لا في النصف الأول، أي: لا يقنت في النصف الأول، وحكى بعض العلماء إجماع الصحابة على هذا، حكاه العمراني من أئمة الشافعية في كتابه البيان، وحكاه غيره: أن الصحابة يجمعون على أن القنوت لا يكون إلا في الوتر، وفي النصف الأخير من رمضان لا في نصفه الأول.

قال: [ حدثنا أبو عمر حفص بن عمرو قال: حدثنا بهز بن أسد قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثني هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن علي بن أبي طالب: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر الوتر: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من كان لا يرفع يديه في القنوت.

حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك : ( أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا عند الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ) ].

وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دعا وهو على المنبر يشير بإصبعه كما جاء في الصحيح، يعني: لا يرفع يديه وإنما يشير بالإصبع، وكذلك المأموم لا حرج عليه أن يشير أيضاً بالإصبع عند الدعاء والتأمين عند الاستماع للإمام أو دعائه في خطبة الجمعة، أما رفع اليدين فلا يكون إلا عند الاستسقاء.

قال المصنف رحمه الله: [ باب من رفع يديه في الدعاء ومسح بهما وجهه.

حدثنا أبو كريب و محمد بن الصباح قالا: حدثنا عائذ بن حبيب عن صالح بن حسان الأنصاري عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دعوت فادع الله بباطن كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك ) ].

ولا يثبت في مسح الوجه شيء، بل الأحاديث في ذلك كلها معلولة.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في القنوت قبل الركوع وبعده.

حدثنا علي بن ميمون الرقي قال: حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن زبيد اليامي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر فيقنت قبل الركوع ).

حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا سهل بن يوسف قال: حدثنا حميد: ( عن أنس بن مالك قال: سئل عن القنوت في صلاة الصبح، فقال: كنا نقنت قبل الركوع وبعده ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا أيوب عن محمد قال: ( سألت أنس بن مالك عن القنوت، فقال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الوتر آخر الليل.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى عن مسروق قال: ( سألت عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: من كل الليل قد أوتر أوله وأوسطه، وانتهى وتره حين مات في السحر ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع (ح)

وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: ( من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من أوله وأوسطه، وانتهى وتره إلى السحر ).

حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي غنية قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من خاف منكم ألا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أول الليل ثم ليرقد، ومن طمع منكم أن يستيقظ من آخر الليل فليوتر من آخر الليل، فإن قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل ) ].

وأفضل أوقات الوتر أن يكون آخر الليل إلا إذا خشي الإنسان أن ينام عن وتره فيصلي قبل نومه، وكان الصحابة منهم من يصلي قبل نومه، ومنهم من يصلي الوتر في آخر الليل، وقد جاء ذلك عن أبي بكر وكذلك عمر بن الخطاب عليه رضوان الله، فيما رواه الزهري عن سعيد بن المسيب قال: ( تذاكر عمر بن الخطاب وأبو بكر الوتر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـأبي بكر: متى تصلي؟ قال: قبل أن أنام، فقال النبي عليه الصلاة والسلام؟ حذر هذا، فسأل عمر بن الخطاب: متى تصلي؟ قال: أصليه قبل الفجر، أو قبل الصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قوي هذا )، وهذا فيه إشارة إلى أن الإنسان بحسب حاله وقدرته وقوته ونشاطه، إما أن يوتر قبل نومه، وإن غلب على ظنه القيام فإنه يؤخر الوتر إلى آخر الليل، وهو أفضل الوقت.

قال: [حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي غنية قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من خاف منكم ألا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أول الليل ثم ليرقد، ومن طمع منكم أن يستيقظ من آخر الليل فليوتر من آخر الليل، فإن قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من نام عن وتر أو نسيه.

حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني و سويد بن سعيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح، أو ذكر ).

حدثنا محمد بن يحيى و أحمد بن الأزهر قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوتروا قبل أن تصبحوا ).

قال محمد بن يحيى: في هذا الحديث دليل على أن حديث عبد الرحمن واه ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع.

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الوتر حق، فمن شاء فليوتر بخمس، ومن شاء فليوتر بثلاث، ومن شاء فليوتر بواحدة ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال: ( سألت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين أفتيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا عند الثامنة، فيدعو ربه ويصلي على نبيه، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع وصلى ركعتين بعدما سلم ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن زهير عن منصور عن الحكم عن مقسم عن أم سلمة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم ولا كلام ) ].


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2552 استماع
أبواب التجارات [1] 2409 استماع
أبواب الوصايا 2394 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2383 استماع
أبواب الأحكام 2345 استماع
أبواب الجنائز [2] 2273 استماع
أبواب الحدود 2231 استماع
أبواب الزكاة 2226 استماع
أبواب المساجد والجماعات 2218 استماع
أبواب الرهون 2173 استماع