أبواب المساجد والجماعات


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب المساجد والجماعات.

باب ومن بنى لله مسجداً.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد (ح)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الله الجعفري، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، جميعاً عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، عن عمر بن الخطاب، قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى مسجداً يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتاً في الجنة ).

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن عثمان بن عفان، قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى لله مسجداً بنى الله له مثله في الجنة ).

حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، قال: حدثني أبو الأسود، عن عروة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من بنى مسجداً من ماله لله بنى الله له بيتاً في الجنة ).

حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من بنى مسجداً لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب تشييد المساجد.

حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ).

حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي، عن ليث، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها، وكما شرفت النصارى بيعها ).

حدثنا جبارة بن المغلس، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم ) ].

وهذا ظاهر، فإن الإنسان إذا انشغل بالمظاهر ولم ينشغل بالمخابر فهذا أمارة على سوئه ونفاقه, وإذا انشغل بالمخابر فإنه لا يلتفت إلى المظاهر, وكلما انشغلت الأمة بمظاهرها وزخرفتها فهذا أمارة على ضعف باطنها, فإن هذا يسلب قوة ذاك.

قال المصنف رحمه الله: [ باب أين يجوز بناء المساجد.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن أبي التياح الضبعي، عن أنس بن مالك، قال: ( كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار، وكان فيه نخل ومقابر للمشركين, فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ثامنوني به, قالوا: لا نأخذ له ثمناً أبداً، قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبنيه وهم يناولونه, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة, قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل أن يبنى المسجد حيث أدركته الصلاة ).

حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو همام الدلال، قال: حدثنا سعيد بن السائب، عن محمد بن عبد الله بن عياض، عن عثمان بن أبي العاص: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كان طاغيتهم ).

حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا موسى بن أعين، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر: ( وسئل عن الحيطان تلقى فيها العذرات، فقال: إذا سقيت مراراً فصلوا فيها. يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب المواضع التي يكره فيها الصلاة.

حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه. وحماد بن سلمة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ) ].

الأحاديث في هذا لا تخلو من علل, ولكن عليها العمل في النهي عن الصلاة في المقبرة والحمام, جاء ذلك عن ابن عمر، وعن عبد الله بن عباس, ولا مخالف لهما من الصحابة عليهم رضوان الله، كما نص على ذلك ابن حزم الأندلسي في كتابه المحلى.

وجاء النهي عن الصلاة في المقبرة والحمام عن عمر بن الخطاب، وعن علي بن أبي طالب، وعن ابن عباس، وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويقول ابن حزم عليه رحمة الله في المحلى: ولا مخالف لهم، يعني: من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالأحاديث المرفوعة في هذا الباب لا تخلو من علة, ولكن العمدة في ذلك على الإجماع.

قال: [ حدثنا محمد بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيى بن أيوب، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى في سبع مواطن: في المزبلة, والمجزرة, والمقبرة, وقارعة الطريق, والحمام, ومعاطن الإبل, وفوق الكعبة ).

حدثنا علي بن داود، ومحمد بن أبي الحسين، قالا: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني نافع، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله, والمقبرة, والمزبلة, والمجزرة, والحمام, وعطن الإبل, ومحجة الطريق ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يكره في المساجد.

حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، قال: حدثنا محمد بن حمير، قال: حدثنا زيد بن جبيرة الأنصاري، عن داود بن الحصين، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقاً, ولا يشهر فيه سلاح, ولا ينبض فيه بقوس, ولا ينثر فيه نبل, ولا يمر فيه بلحم نيء, ولا يضرب فيه حد, ولا يقص فيه من أحد, ولا يتخذ سوقاً ).

حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع والابتياع وعن تناشد الأشعار في المساجد ).

حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا الحارث بن نبهان، قال: حدثنا عتبة بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( جنبوا مساجدكم صبيانكم, ومجانينكم, وشراركم, وبيعكم, وخصوماتكم, ورفع أصواتكم, وإقامة حدودكم, وسل سيوفكم, واتخذوا على أبوابها المطاهر, وجمروها في الجمع ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب النوم في المسجد.

حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ( كنا ننام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: ( أن يعيش بن قيس بن طخفة حدثه عن أبيه، وكان من أصحاب الصفة، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقوا, فانطلقنا إلى بيت عائشة وأكلنا وشربنا, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم نمتم هاهنا، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد, قال: فقلنا: بل ننطلق إلى المسجد ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب المساجد في الدّور.

حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري، وكان قد عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في دلو في بئر لهم، عن عتبان بن مالك السالمي، وكان إمام قومه بني سالم، وكان شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إني قد أنكرت من بصري، وإن السيل يأتي فيحول بيني وبين مسجد قومي ويشق علي اجتيازه, فإن رأيت أن تأتيني فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلى فافعل, قال: أفعل, فغدا عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعد ما اشتد النهار واستأذن، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن أصلي لك من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه, فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه، فصلى بنا ركعتين، ثم احتبسته على خزيرة تصنع لهم ).

حدثنا يحيى بن الفضل الخرقي، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: ( أن رجلاً من الأنصار أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعال فخط لي مسجداً في داري أصلي فيه, وذلك بعدما عمي، فجاء ففعل ).

حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، عن أنس بن مالك، قال: ( صنع بعض عمومتي للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن تأكل في بيتي وتصلي فيه, قال: فأتاه وفي البيت فحل من هذه الفحول، فأمر بناحية منه فكنس ورش، فصلى وصلينا معه ).

قال أبو عبد الله بن ماجه: الفحل هو الحصير الذي قد اسود ].

وفي هذا أن مواضع الصلاة حتى لو كانت في البيوت فينبغي أن تطهر وأن تنظف، وأن يتخذ الإنسان مكاناً أو زاوية أو سجادة يصلي عليها, فيعمل فيها من النظافة وتهيئتها كما يحصل ذلك في المساجد.

قال المصنف رحمه الله: [ باب تطهير المساجد وتطييبها.

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، قال: حدثنا محمد بن صالح المدني، قال: حدثنا مسلم بن أبي مريم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتاً في الجنة ).

حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن الأزهر، قال: حدثنا مالك بن سعير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالمساجد أن تبنى في الدور، وأن تطهر وتطيب ).

حدثنا رزق الله بن موسى، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا زائدة بن قدامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتخذ المساجد في الدور، وأن تطهر وتطيب ).

حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو معاوية، عن خالد بن إياس، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبي سعيد الخدري، قال: ( أول من أسرج في المساجد تميم الداري ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب كراهية النخاعة في المسجد.

حدثنا محمد بن عثمان العثماني أبو مروان، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري: أنهما أخبراه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في جدار المسجد، فتناول حصاة فحكها, ثم قال: إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبزق عن شماله، أو تحت قدمه اليسرى ).

حدثنا محمد بن طريف، قال: حدثنا عائذ بن حبيب، عن حميد، عن أنس بن مالك: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمر وجهه، فجاءته امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقاً, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحسن هذا ).

حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، قال: ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد وهو يصلي بين يدي الناس، فحتها، ثم قال حين انصرف من الصلاة: إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإن الله قبل وجهه, فلا يتنخمن أحد قبل وجهه في الصلاة ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حك بزاقاً في قبلة المسجد ) ].




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2547 استماع
أبواب التجارات [1] 2403 استماع
أبواب الوصايا 2388 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2378 استماع
أبواب الأحكام 2341 استماع
أبواب الجنائز [2] 2263 استماع
أبواب الحدود 2227 استماع
أبواب الزكاة 2219 استماع
أبواب الرهون 2168 استماع
أبواب الكفارات 2137 استماع