أبواب الجنائز [2]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان، قالوا: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين ).

حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا سعيد عن قتادة قال: حدثني سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهد دفنها فله قيراطان، قال: فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القيراط؟ فقال: مثل أحد ).

حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن حجاج بن أرطاة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراط، والذي نفس محمد بيده، القيراط أعظم من أحد هذا ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في القيام للجنائز.

حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح)

وحدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة ، سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و هناد بن السري قالا: حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال: ( مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة، فقام، وقال: قوموا، فإن للموت فزعاً ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن مسعود بن الحكم عن علي بن أبي طالب ، قال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة، فقمنا، حتى جلس فجلسنا ).

حدثنا محمد بن بشار و عقبة بن مكرم ، قالا: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا بشر بن رافع عن عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت ، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتبع جنازة، لم يقعد حتى توضع في اللحد، فعرض له حبر؛ فقال: هكذا نصنع يا محمد! فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: خالفوهم ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في إدخال الميت القبر.

حدثنا هشام بن عمار ، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح)

وحدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: حدثنا الحجاج عن نافع عن ابن عمر ، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أدخل الميت القبر، قال: باسم الله، وعلى ملة رسول الله ). وقال أبو خالد مرة: ( إذا وضع الميت في لحده قال: باسم الله وعلى سنة رسول الله ). وقال هشام في حديثه: ( باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله ).

حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا مندل بن علي قال: أخبرني محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي رافع ، قال: ( سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً ورش على قبره ماءً ).

حدثنا هارون بن إسحاق قال: حدثنا المحاربي عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ من قبل القبلة، واستقبل استقبالاً ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن الكلبي قال: حدثنا إدريس الأودي عن سعيد بن المسيب ، قال: ( حضرت ابن عمر رضي الله عنهما في جنازة، فلما وضعها في اللحد، قال: باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله. فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد، قال: اللهم أجرها من الشيطان، ومن عذاب القبر، اللهم جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها، ولقها منك رضواناً، قلت: يا ابن عمر ! أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم قلته برأيك؟ قال: إني إذاً لقادر على القول، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

ولا يعذب الجسد إلا وفيه الروح، وتعذب الروح بلا جسد، والجسد بالنسبة للروح كحال القميص بالنسبة للبدن، إذا نزع البدن من القميص فإنه لا يتأثر، وكذلك بالنسبة للروح مع الجسد، إذا نزعت الروح من الجسد فإنه لا يتأثر البدن بشيء، ولهذا الله سبحانه وتعالى ينزل عقابه وعذابه على الجسد والروح، وإذا أنزله على الجسد ففيه روح، وإذا أنزله على الروح فإنها إما أن تكون في الجسد، وإما أن تكون خارجة عنه.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في استحباب اللحد.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا حكام بن سلم الرازي ، قال: سمعت علي بن عبد الأعلى يذكر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللحد لنا، والشق لغيرنا ).

حدثنا إسماعيل بن موسى السدي ، قال: حدثنا شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللحد لنا، والشق لغيرنا ).

حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه، أنه قال: الحدوا لي لحداً، وانصبوا علي اللبن نصباً، كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الشق

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح، فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما، فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم.

حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد قال: حدثنا عبيد بن طفيل المقرئ قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة القرشي قال: حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في اللحد والشق، حتى تكلموا في ذلك، وارتفعت أصواتهم، فقال عمر رضي الله عنه: لا تصخبوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً ولا ميتاً، أو كلمة نحوها، فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعاً، فجاء اللاحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دفن صلى الله عليه وسلم ].

اللحد يكون في الأراضي الصلبة التي لا يكون فيها سقوط التراب وانهياله، وأما بالنسبة للشق فيكون في الأراضي التي يكون فيها انهيار وعدم تماسك في التراب، وبهذا يعمل الناس باللحد والشق، ولاشك أن اللحد أفضل، ولكن إذا كانت الأرض منهارة فحينئذ نقول: إن الشق أفضل؛ لأن اللحد ينهار على الإنسان ولا قيمة له حينئذ، فأي مؤثر على سطح الأرض يجعل التراب يتساقط، وحينئذ يكون كحال المدفون بلا لحد.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في العلامة في القبر.

حدثنا العباس بن جعفر ، قال: حدثنا محمد بن أيوب أبو هريرة الواسطي قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن كثير بن زيد عن زينب بنت نبيط عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة ) ].

وإعلام القبر ووضع إما أرقام أو كتابة أو حجارة عليه، قال المنفعة في ذلك على جهتين: إمام أن تكون للميت وهذه منتفية، وإما لغيره فهو من باب إتيانه وشدة الاتعاظ وحضور القلب، كالذي يأتي مثلاً إلى قبر والده أو أمه ونحو ذلك، فيكون هذا أدعى إلى تأثره وقربه وزهده من الدنيا ونحو ذلك، فهذا قد يقال: إنه مما لا بأس به، والميت إذا دعا له الإنسان عند قبره أو بعيداً في أقصى الأرض الدعاء من جهة ذلك واحد، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم استأذن ربه أن يزور قبر أمه فأذن له، واستأذنه أن يستغفر لها فلم يأذن له، فالاستغفار في ذلك في أي موضع، ولكن قد يكون في المقابر مع حضور القلب والخشوع حينئذ يكون الدعاء أقرب، ولكن لو دعا الإنسان بقلب حاضر وبرجاء واعتماد على الله عز وجل وخشية، ولو كان بعيداً فإنه من جهة أثره سواء.

وفي مسألة شعور الميت بمن يأتي إليه، جاء في ذلك جملة من الأحاديث، وأيضاً يقويها ابن تيمية رحمه الله غير ابن عبد البر يقول بذلك، وبعضهم ينسبها إلى التواتر، ولا أراها تصل إلى هذا الحد.

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها.

حدثنا أزهر بن مروان و محمد بن زياد قالا: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر ، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصيص القبور ).

حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر رضي الله عنه، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب على القبر شيء ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن أبي سعيد رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبر ) ].




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2547 استماع
أبواب التجارات [1] 2403 استماع
أبواب الوصايا 2389 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2378 استماع
أبواب الأحكام 2341 استماع
أبواب الحدود 2227 استماع
أبواب الزكاة 2219 استماع
أبواب المساجد والجماعات 2215 استماع
أبواب الرهون 2168 استماع
أبواب الكفارات 2137 استماع