الصفحة 44 من 50

لا لتحقيق أهواء ومقاصد نفسية أو حزبية أو خاصة!

المبحث السابع: اعتذار شيخ الإسلام لأبي حامد وتحسِّين بعض أجوبته:

لما كان أبو حامد الغزالي كغيره من العلماء، له الصواب والخطأ؛ فإن لهما أسباباً، وها هنا أشار شيخ الإسلام إلى بعض الأسباب التي أدت بأبي حامد إلى الخطأ والزلل.

1 -ذكر الأحاديث الموضوعة والواهية ما قاله في"العقل والنقل" (7/ 149) :

(( ... أبو حامد ليس له من الخبرة بالآثار النبوية والسلفية ما لأهل المعرفة بذلك، الذين يميزون بين صحيحه وسقيمه، ولهذا يذكر في كتبه من الأحاديث والآثار الموضوعة والمكذوبة ما لو علم أنها موضوعة لم يذكرها ) )اهـ.

مع أن أبا حامد نفسه صرح في"قانون التأويل"أنه مزجي البضاعة من الحديث، وهو في آخر عمره عكف على الحديث. ومن طالع كتاب الحافظ العراقي"المغني عن حمل الأسفار"وقف على هذا الذي قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية.

ويقول بعض العلماء: لو مُدَّ له في عمره؛ لأظهر الله منه عجائب؛ لأن الرجل يتوقد ذكاءً، وحُصِّلت له أسباب الفهم والمعرفة والاستعداد لها.

2 -كلام أبي حامد فيه حق وباطل في الجملة، قال الشيخ في"درء تعارض العقل والنقل" (6/ 56 - 57) :

(( ... وإنما يجعل الفناء في هذا التوحيد هو غاية العارفين صوفية هؤلاء الملاحدة، كابن الطفيل صاحب رسالة"حي بن يقظان"، وأمثال لهذا يستأنسون بما يجدونه من كلام أبي حامد موافقاً لقولهم؛ إذ كان في كثير من كلامه ما يوافق الباطل من قول هؤلاء، كما في كثير من كلامه ردٌّ لكثير من باطلهم ) )اهـ.

3 -اضطراب طريقة أبي حامد الغزالي. قال شيخ الإسلام في"المجموع" (13/ 238) في رجوعه عن ما في كتبه من الباطل:

(( ... وممن سلك ذلك صاحب"مشكاة الأنوار"وأمثاله، وهي مما أعظم المسلمون إنكاره عليه، وقالوا: أمرضه"الشفاء"، وقالوا: دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج، فما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام