طريقة الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث )) اهـ. من"المجموع" (4/ 72) .
وهذا في الحقيقة يوجب لنا الاعتبار والعظة فكيف آل حال هذا الذكي المتأله العالم الكبير إلى الحيرة والاضطراب، ويوجب أيضاً لنا دوام سؤال الله الهداية والثبات عليها، وغنى القلب به سبحانه عز وجل عمن سواه، فإن الهادي المهدي من هداه الله، والضال المضل من أضله الله خصوصاً على علم منه ولا حول ولا قوة إلا بالله {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 25 - 27] اللهم اختم لنا بخير واجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أعمارنا أواخرها وتوفنا وأنت راضٍ عنا وعاملنا بعفوك ورضاك وسترك ووالدينا ومشايخنا وسائر علماء المسلمين وعامتهم يا ذا الجلال والإكرام. آمين.
وبعد هذا التطواف في ثنايا هذا البحث في مباحثه ومسائله، تحقق لأهل السنة والجماعة هذا المنهج الرثين في نقد العلماء المخالفين في باب العقيدة وغيرها على سنن واضح، ومعالم بيّنة تقوم على منهج العدل والإنصاف، والبعد عن الغلو والاجحاف. وهو الذي ترسمه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع المخالفين، ومنهم الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله.
وهذا الموضوع وأمثاله يحتاج إلى مزيد تتبع وعناية في مسائله، وفي أمثاله من مشاهير العلماء الذين لهم مذاهب مخالفة متبوعة.
وأشير بنموذج آخر في موقف شيخ الإسلام من أبي عبد الله الرازي، ومواقف العلامة ابن القيم من شيخ الإسلام الهروي، والحافظ الذهبي من المخالفين في كتبه المختلفة، وكذا غيرهم من علماء ومحققي أهل السنة والجماعة رحمهم الله أجمعين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.